اتفق الأمناء العامون للفصائل الفلسطينية اليوم (الأحد) على تشكيل لجنة من بينهم لاستكمال الحوار والعمل على إنهاء الانقسام وتحقيق الوحدة الوطنية. وألقى الرئيس الفلسطيني محمود عباس، في ختام اجتماع الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية، والذي عقد برئاسته اليوم بمدينة العلمين الجديدة المصرية، بيانا ختاميا، دعا فيه لتشكيل لجنة من بينهم تقوم باستكمال الحوار حول القضايا والملفات المختلفة التي جرى مناقشتها اليوم، بهدف إنهاء الانقسام وتحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية. وطالب عباس من هذه اللجنة الشروع في العمل فورا لإنجاز مهمتها والعودة بما تصل إليه من اتفاقات أو توصيات. وأعرب عن أمله في أن يكون هناك لقاء آخر في القريب على أرض مصر، تعلن من خلاله الفصائل إنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية، معتبرا اجتماع اليوم للأمناء العامين للفصائل الفلسطينية، خطوة أولى ومهمة لاستكمال الحوار، راجيا أن يحقق هذا الحوار الأهداف المرجوة في أقرب وقت ممكن. وانطلقت في وقت سابق اليوم بمدينة العلمين الجديدة المصرية، أعمال اجتماع الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية، برئاسة الرئيس الفلسطيني محمود عباس، بحثوا خلاله التطورات الفلسطينية وسبل استعادة الوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام، في ظل التحديات الكبيرة التي تواجه القضية. وأعلنت ثلاثة فصائل فلسطينية مقاطعتها للاجتماع وهي حركة الجهاد الإسلامي وطلائع حرب التحرير الشعبية (الصاعقة) والجبهة الشعبية القيادة العامة، وأرجعت ذلك إلى ما وصفته بالاعتقالات السياسية من قبل أجهزة السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية. من جانبه، قلل الرئيس الفلسطيني في تعقيبه على مداخلات الفصائل المشاركة بالاجتماع اليوم من مقاطعة الفصائل الثلاث، مؤكدا أن أسباب المقاطعة غير منطقية، كما أكد استمرار وقف التنسيق الأمني مع إسرائيل، بحسب مصادر مشاركة بالاجتماع لوكالة أنباء ((شينخوا)). وكان إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، قد قال خلال كلمته التي ألقاها بالاجتماع "نحن أمام مرحلة استثنائية في مسار الصراع مع العدو بما يفرض علينا التفكير بشكل جماعي واتخاذ قرارات استثنائية في كيفية مواجهة ومقاومة هذه السياسات وكبح جماح هؤلاء المتطرفين، كما يفرض علينا أن نضع الخطط المناسبة لتعزيز صمود شعبنا المرابط في القدس ودعم المنتفضين والمقاومين". ودعا هنية إلى "إعادة بناء وتطوير منظمة التحرير الفلسطينية وتشكيل مجلس وطني جديد يضم الجميع على أساس الانتخابات الديمقراطية الحرة، وتشكيل المؤسسات الفلسطينية في الضفة والقطاع على أساس الانتخابات الرئاسية والتشريعية". وطالب بالعمل على إنهاء الحصار عن قطاع غزة، وإنهاء كل أشكال التنسيق الأمني مع إسرائيل ووقف وتحريم كل أشكال الملاحقة والاعتقال على خلفية المقاومة أو الانتماء الفصائلي أو العمل السياسي. في سياق متصل، التقى الرئيس الفلسطيني محمود عباس مع مدير المخابرات العامة المصرية عباس كامل، حيث استعرض الرئيس عباس آخر التطورات المتعلقة بالقضية الفلسطينية، خاصة في ظل استمرار الانتهاكات الإسرائيلية بحق شعبنا وأرضنا ومقدساتها. وأكد عباس ضرورة إنجاح اجتماع الأمناء العامين، وإنجاز الوحدة الوطنية لمواجهة التحديات الكبيرة التي تمر بها قضيتنا الفلسطينية، والهادفة إلى تصفية مشروعنا الوطني. من جانبه، أكد رئيس المخابرات المصرية موقف بلاده الثابت والداعم للشعب الفلسطيني، متمنيا النجاح لاجتماع الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية. وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وجه دعوات رسمية للأمناء العامين للفصائل للمشاركة في اجتماع بمصر، في أعقاب العدوان الإسرائيلي على جنين والذي أدى إلى مقتل 13 فلسطينيا وإصابة أكثر من 100 آخرين.