كييف - كشفت السلطات الأوكرانية عن اجتماع يتعلق بصيغة السلام الأوكرانية سينعقد في المملكة العربية السعودية قريبا على مستوى مستشاري الأمن القومي لرؤساء الدول وذلك وفق ما أعلنه أندري يرماك رئيس مكتب الرئاسة الأوكرانية ما يشير إلى ثقة كييف في الدور السعودي للتوسط مع موسكو لإنهاء أزمة باتت تداعياتها خطيرة على الأمن والاستقرار الدوليين. وحسب بيان صادر عن الرئاسة الأوكرانية الأحد قال يرماك في كلمة ألقاها خلال مؤتمر محلي، أن صيغة السلام الأوكرانية تتضمن 10 نقاط أساسية، سيضمن تنفيذها السلام بالنسبة لأوكرانيا، إلى جانب تشكيلها آليات لمنع النزاعات المستقبلية في العالم. وأشار أن أوكرانيا تتبنى هيكلية من 3 مراحل لتنفيذ صيغة السلام، الأولى هي الاجتماعات مع السفراء المعتمدين لدى كييف والمخصصة لمراجعة مفصلة لكل بند من بنود الصيغة. وذكر أن المرحلة الثانية هي مشاورات الأمن القومي، لافتا إلى أن أوكرانيا بدأت بتنفيذها. وتابع "نظمنا أول اجتماع من هذا القبيل بالتشارك مع نظرائنا الدنماركيين، حيث انعقد في كوبنهاغن في حزيران /يونيو، وسيعقد الاجتماع القادم في السعودية قريبا". وأشار إلى أن المرحلة الثالثة من صيغة السلام ستكون قمة عالمية تأسيسية على مستوى قادة الدول يمكن عقدها بحلول نهاية العام. وسعت المملكة العربية السعودية التي تتميز بعلاقات جيدة مع كل من موسكو وكييف للعب دور الوسيط وذلك من خلال دبلوماسية فعالة باتت تحظى بالاحترام والثقة على المستوى الدولي. وبات الحديث عن وساطة سعودية في الأزمة الأوكرانية عندما تم تقديم دعوة رسمية من الرياض للرئيس الأوكراني فلوديمير زيلنسكي للمشاركة في القمة العربية بجدة في مايو/أيار الماضي. وفي طلب رسمي من القادة العرب للتدخل في الأزمة الأوكرانية حث زيلنسكي في كلمته في القمة الدول العربية على دعم مبادرته للسلام لإنهاء الحرب الروسية في بلاده متحدثا عن خطة السلام التي تحوي 10 نقاط. كما تمتلك السعودية علاقات وثيقة بروسيا والتقى ولي عهدها الامير محمد بن سلمان مرارا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للبحث في تعزيز العلاقات الثنائية رغم المخاوف الغربية وخاصة واشنطن التي سعت الى عزل موسكو دوليا. ويؤكد استقبال الرياض لاجتماع مستشاري الامن القومي لرؤساء الدول بشان مناقشة خطة السلام الأوكرانية الإشعاع الإقليمي والدولي للمملكة وثقة المجتمع الدول والقوى الدولية في لعب دور الوسيط والنزيه لحل عدد من الملفات بما فيها الملف الأوكراني حيث يؤدي استمرار الأزمة في انعكاسات سلبية على الاستقرار الدولي بما في ذلك المنطقة العربية التي تأثرت سلبا بالحرب خاصة فيما يتعلق بالأمن الغذائي. وصوّتت الرياض لصالح قرارات مجلس الأمن المنددة بالغزو الروسي وضمّ موسكو مناطق في شرق أوكرانيا. لكنّها في الوقت نفسه واصلت التنسيق بشكل وثيق مع روسيا حول السياسات النفطية، بما في ذلك قرار خفض الإنتاج الذي اتّخذ في تشرين الأول/أكتوبر، مع محاولة الإبقاء على علاقات وثيقة مع الولايات المتحدة، شريك المملكة الأمني منذ عقود.
مشاركة :