أصيب عقيد بالجيش في الجنوب التونسي في رأسه خلال مواجهات مسلحة وقعت أول من أمس في منطقة بن قردان، الواقعة بالقرب من الحدود التونسية - الليبية، لكن إصابته لم تكن خطيرة، حسبما أكدت مصادر طبية أمس. وأفاد المقدم بلحسن الوسلاتي، المتحدث باسم وزارة الدفاع، أن «آمر القوة العسكرية في الجنوب أصيب أثناء عملية اقتحام منزل تحصن بداخله الإرهابيون»، عندما كان يتولى قيادة العملية المسلحة، مشيرا إلى أن المواجهات المسلحة بدأت خلال ليلة أول من أمس، واستمرت حتى صباح أمس بين الوحدات الأمنية والعسكرية، وعناصر إرهابية دخلت إلى التراب التونسي على متن سيارات رباعية الدفع من ليبيا. وأكد المصدر ذاته مقتل 5 عناصر من المجموعة الإرهابية المتسللة، فيما ذكرت تقارير إعلامية أن 4 منهم أصيبوا إصابات مباشرة، وأن العنصر الخامس فجر نفسه بحزام ناسف، قبل إلقاء القبض عليه، لكن دون أن يلحق أضرارا في صفوف قوات الأمن والجيش. وأفادت وزارتا الداخلية والدفاع في بلاغ مشترك أمس، أن عملية تعقب العناصر الإرهابية، التي تحصنت بأحد المنازل في منطقة بن قردان داخل ولاية (محافظة) مدنين، انتهت بالقضاء على كامل المجموعة في عملية مشتركة، نفذتها قوات الجيش والحرس والأمن. وجاء في البلاغ نفسه أن أجهزة الأمن والجيش تمكنت خلال المواجهة الأولى من حجز 5 أسلحة كلاشنيكوف، وكمية من أشرطة الذخيرة، وهواتف جوالة، وسلاح حربي ثقيل، بالإضافة إلى أحزمة ناسفة ومخزنين لسلاح كلاشنيكوف. كما تمكنت أمس من حجز 12 مخزنا لسلاح كلاشنيكوف فارغة، وقذيفة مضيئة، و6 جوازات سفر أجنبية، ومبلغ مالي قدره 2750 جنيها ليبيا. وأدت المواجهات المسلحة أيضا إلى مقتل تونسي كان يصور الأحداث في عين المكان، بعد إصابته برصاصة أثناء تبادل إطلاق النار بين الوحدات الأمنية والعسكرية والمجموعة الإرهابية. فيما تؤكد وزارتا الدفاع والداخلية أن القوات على الحدود وفي الجنوب التونسي «في حالة استنفار وجاهزة للتصدي لأي خطر يمكن أن يستهدف التراب الوطني». وذكرت مصادر حكومية أن الحبيب الصيد، الذي يزور هولندا حاليا، تابع أطوار عمليات تعقب العناصر الإرهابية، ومن المنتظر أن يعقد اجتماعا مع أعضاء خلية المتابعة والتنسيق غدا السبت لدراسة تداعيات هذا العمل الإرهابي، وانعكاسه على الأوضاع الداخلية في تونس، ورسم كل السيناريوهات المحتملة لتطور الأوضاع الأمنية والسياسية في ليبيا المجاورة. ووفق الرواية الرسمية، فقد أكدت مصادر أمنية لـ«الشرق الأوسط» أن عثور أفراد من الحرس بمحض الصدفة على خزان سلاح في منطقة المواجهات المسلحة، كان وراء شكوكهم في وجود عناصر إرهابية في المنطقة، وهو ما دعاهم إلى تمشيطها، والعثور على 3 سيارات رباعية الدفع على مقربة من مكان خزان السلاح، وبعد إطلاق النار عليها لجأت العناصر الإرهابية إلى أحد المنازل الخالية في تلك الآونة. من جهتها، قالت وزارة الداخلية إن معلومات حول إمكانية تسرب عناصر إرهابية إلى تونس وردت إليها منذ ثلاثة أيام، وذلك بعد الهجوم الأميركي على تنظيم داعش في مدينة صبراتة الليبية، وفرضية فرار البعض منهم نحو التراب التونسي. وعلى صعيد متصل، قال إبراهيم الحداد، وهو عقيد متقاعد من الجيش، إن «الوقت حان للتفكير في إمكانية ملاحقة العناصر الإرهابية التي تهدد أمن واستقرار تونس خارج حدودها. وهذا المقترح هو بمثابة السيناريو المحتمل، بما أن الاستقرار في ليبيا قد يتطلب سنوات»، واعترف بأن عمليات الملاحقة تظل معقدة وتتطلب جاهزية كبيرة. على صعيد غير متصل، أعلن خميس الجهيناوي وزير الخارجية، قبول السفارة الأميركية في تونس قطعة أرض، قيمتها نحو 12 مليون دينار تونسي (نحو 6 ملايين دولار)، تعويضا عن الأضرار التي لحقت بسفارتها خلال شهر سبتمبر (أيلول) عام 2012.
مشاركة :