اتهم العسكريون في النيجر الذين أطاحوا الرئيس المنتخب محمد بازوم، فرنسا أمس، بأنها تسعى «للتدخل عسكرياً»، في خطوة اتخذها العسكريون للقطيعة مع دولة الاستعمار السابقة، التي وصفوها بـ«العدو». ونفت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا هذه الاتهامات. وقالت: «هذا خاطئ»، معتبرة أن إعادة الرئيس بازوم إلى منصبه أمر ممكن. وقالت الخارجية الفرنسية: إن السلطة الوحيدة التي تعترف باريس بشرعيتها في النيجر هو الرئيس بازوم. مؤيدون للانقلاب وعلى غرار ما جرى في دول أفريقية أخرى شهدت انقلابات مؤخراً، تظاهر الآلاف أمام السفارة الفرنسية في نيامي، تلبية لنداء بعض قادة الانقلاب، رفعت خلالها لافتات تطالب بسحب الجنود الفرنسيين الـ1500 المنتشرين في النيجر، ورفعوا الأعلام الروسية، رغم أن موسكو طالبت بعودة الرئيس المنتخب باعتباره شرعياً. وتبنى قادة الانقلاب في النيجر خطاباً معادياً لفرنسا لحشد الدعم الشعبي. واستنكر الحزب الرئاسي في النيجر في بيان القبض على أربعة وزراء (الداخلية، النفط، التعدين، النقل والتعليم العالي)، ووزير سابق، وعلى رئيس الحزب الذي ينتمي إليه الرئيس المحتجز، والعشرات من أعضاء الحزب. عداء شعبي واعتبرت دراسة أجراها المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية «هذه الخطابات المعادية لفرنسا أو للسياسة الفرنسية قائمة منذ زمن ومع ذلك فهي لم تعد محصورة كما في السابق بالنخب المثقفة بل تغلغلت بقوة في الطبقات الشعبية خصوصاً في المدن». ففي شوارع نيامي أحد معاقل المعارضة، كان من الصعب إيجاد، حتى قبل الانقلاب، دعم قوي للسياسة الفرنسية، وذلك في خضم حرب نفوذ بين العديد من الدول منها فرنسا وروسيا في اأفريقيا. وقال المحلل النيجري أمادو باونتي ديالو «بازوم تحالف مع الفرنسيين رغم معارضة الرأي العام». مواقف دولية وفي ردود الفعل، حمّل جوزيب بوريل مسؤول الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي، الانقلابيين في النيجر مسؤولية أي هجوم على السفارات الأجنبية. وأشار إلى أن الاتحاد الأوروبي «سيدعم بسرعة وبحزم» قرارات الجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إكواس). ودعا الكرملين من جهته «جميع الأطراف إلى ضبط النفس» والعودة إلى «الشرعية» في النيجر. وقال وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس: إن بلاده تعمل على تقييم الخيارات فيما يتعلق بقواتها الموجودة حالياً في النيجر وانسحابها العسكري من الجارة مالي. وأضاف بيستوريوس: «نجري محادثات ونستعد للسيناريوهات المختلفة بخيارات متنوعة». وذكرت الخارجية الألمانية أن برلين لم تفعل خطط إجلاء للألمان في النيجر. تابعوا أخبار العالم من البيان عبر غوغل نيوز طباعة Email فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
مشاركة :