لا يمكن أن تنهض ببلد ما لم تعثر على الفجوة التي ممكن أن تتسبب في إغراقها وتعيق مسيرة تقدمها، لذا شنَّت المملكة العربية السعودية حرباً شعواء على المخدرات، وكافحتها بكل السبل لوقف التدفق الذي ممكن أن يغرق الجيل الذي تعتمد عليه الدولة بنهضتها وإعمارها، إذ تعتبر المخدرات أحد أساليب الحرب الباردة التي تستهدف الدول، وتُرسل لها من الخارج بهدف إشغالها عن التنمية وإغراقها بجرف الماء عن السطح للنجاة، أو اتخاذ وضعية الاستسلام للغرق بدلاً من متابعة السير. لا شك أن المملكة العربية السعودية تواجه حروباً شرسة على كافة الأصعدة، تقودها دول وجماعات لتنال من قوتها وتضعفها بإشغالها بنفسها، لتخلو لها الساحة، حيث تعتبر المملكة الند الأقوى لمكافحة الإرهاب والجماعات المتطرفة، مما يشكل عبئاً على تلك الجماعات ذات الأفكار الهدّامة التي تريد أن تنال من المملكة كونها العقبة التي تقف لهم بالمرصاد. وهذا ما دفع وزارة الداخلية بقيادة وزيرها صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف -حفظه الله - لتنظيم حملة وطنية أمنية لمكافحة المخدرات، بتوجيه ومتابعة وإشراف ولي العهد الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله- ودعم كل الأجهزة الأمنية بكل الإمكانات من أجل تحقيق الأهداف. كما تم تشكيل فرق أمنية وإعلامية وتوعوية، وحشد أكثر من جهة متكاتفة كجيش دفاع وهجوم في آن واحد، دوره يقوم على مداهمة الاستراحات والتجمعات والأماكن المشبوهة، للقضاء على ظاهرة انتشار المخدارت، وملاحقة المروّجين والمتعاطين، إذ حققت الحملة نتائج ملحوظة في كافة أنحاء المملكة وسقط في قبضة حرس الحدود بأكثر من منفذ أطنان من مادة الحشيش المخدر والشبو وغيرها، كما تم إحباط عمليات تهريب تم رصدها بأرقام تؤكد على صرامة الحملة وعدم التهاون في هذا الأمر الذي من شأنه أن يفسد جيلاً تستند عليه الدولة لإعمارها. ولا شك أن تعاون وتكاتف المجتمع السعودي يلعب دوراً مهماً في تسريع عملية القضاء على المخدرات، إذ خصصت الجهات الأمنية أرقاماً تستقبل البلاغات في حال الشك بأي نشاط مشبوه، مؤكدة أن تلك البلاغات ستعامل بكل سرية واحترافية بحيث لا يلحق المبلّغ أي ضرر. هذا العمل الاستباقي من شأنه أن يسهم بالقضاء على المخدرات في أقصر وقت لإنقاذ المجتمع السعودي، ولن تقف تلك الحملة حتى تحقق أهدافها وتقضي على هذا الداء وتمنع تفشيه بالمجتمع تماماً.
مشاركة :