أعلن الاتحاد الأوروبي والفلبين أمس استئناف مفاوضات التوصل لاتفاق تجارة حرة، بعد أن جرى تعليقها في 2017. وقالت أورسولا فون دير لاين رئيسة المفوضية الأوروبية، الموجودة في مانيلا في زيارة تستغرق يومين، إن المفاوضات ستسهم في تسريع "حقبة جديدة من التعاون" بين الاتحاد الأوروبي والفلبين. وذكرت في بيان عقب اجتماعها مع الرئيس، فيرديناند ماركوس جونيور، "سعيدة للغاية أننا قررنا إعادة إطلاق مفاوضات اتفاق تجارة حرة". وأضافت أن "فرقنا ستبدأ العمل فورا بشأن تحديد الشروط الصحيحة حيث نستطيع العودة إلى المفاوضات". وأضافت أن "اتفاق التجارة الحرة يحمل إمكانات هائلة لكلينا من حيث النمو والوظائف". وفون دير لاين هي أول رئيس للمفوضية الأوروبية يقوم بزيارة رسمية على الإطلاق إلى الفلبين منذ نحو ستة عقود من العلاقات الدبلوماسية. وأجرى الاتحاد الأوروبي والفلبين في البداية مفاوضات للتوصل لاتفاق للتجارة الحرة في 2015، لكنها توقفت منذ 2017. كانت العلاقات بين الطرفين قد توترت طوال فترة حكم الرئيس السابق رودريجو دوتيرتي البالغة ستة أعوام من 2016 إلى 2022، وبشكل رئيس بسبب حرب الحكومة على المخدرات، التي أسفرت عن مقتل أكثر من ستة آلاف مشتبه فيهم، وكثير منهم في ظروف مشكوك فيها، بحسب "الألمانية". وكثيرا ما هاجم دوتيرتي الاتحاد الأوروبي، لانتقاد الأخير حملته الصارمة لمحاربة المخدرات، حيث كان يوجه شتائم خلال نوبات غضبه في أحيان كثيرة. وقال الرئيس ماركوس، الذي خلف دوتيرتي في حزيران (يونيو) من العام الماضي، إن الزيارة "دليل" على رغبتهما المشتركة في بلوغ علاقاتهما الثنائية "مستويات أعلى". وأضاف أن "الفلبين والاتحاد الأوروبي شريكان متشابهان في التفكير عبر قيمنا المشتركة للديمقراطية والرفاهية المستدامة والشاملة، وسيادة القانون والسلام والاستقرار وحقوق الإنسان". وقال: "لتكن هذه بداية جديدة لتعزيز وتعميق جميع علاقاتنا مع الاتحاد الأوروبي". إلى ذلك، أعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية، إطلاق مبادرة "البوابة العالمية"، وهي استراتيجية لربط الاتحاد الأوروبي بباقي أنحاء العالم. وكتبت فون دير لاين على صفحتها على موقع تويتر أمس "نطلق اليوم البوابة العالمية بشأن الاقتصاد الأخضر"، مضيفة "ستقدم مبادرة فريق أوروبا 466 مليون يورو للتمويل، إضافة إلى الخبرات، للانتقال إلى الاقتصاد الدائري، ولإنتاج الطاقة النظيفة". يشار إلى أن الاقتصاد الدائري هو نظام اقتصادي يهدف إلى القضاء على الهدر والتحكم بشكل أكبر في الموارد والإمكانات. وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية: "إننا أيضا سنوحد القوى من أجل مكافحة تغير المناخ". وفي الوقت نفسه، قالت فون دير لاين، إن "أوروبا ترغب في أن تكون شريكا موثوقا به للفلبين في الوقت الذي تنمي فيه إمكاناتها الاقتصادية". وأضافت: "ستعمل اتفاقية التجارة الحرة الخاصة بنا، وكذلك مبادرة البوابة العالمية، على تعزيز شراكتنا مع الفلبين. ستؤدي مبادرة البوابة العالمية إلى توفير فرص عمل جيدة هنا، وستساعد على نقل الأعمال إلى مراتب أعلى في سلسلة القيمة".
مشاركة :