ربط رئيس الحكومة اللبنانية تمام سلام استمرار عقد جلسات مجلس الوزراء بحل أزمة النفايات، مهدداً بأنه، إذا لم يتم التوصل الى حل لهذه الازمة خلال الايام المقبلة، سيعلن فشل الحكومة وأن لا مبرر لبقائها. الا ان الحدث الذي طغى على جلسة مجلس الوزراء امس، كان السجال حول قرار مجلس التعاون الخليجي اعتبار «حزب الله» ميليشيا ارهابية وكذلك مجلس وزراء الداخلية العرب. وبدأ بهجوم وزير «حزب الله» حسين الحاج حسن على المملكة العربية السعودية والرد الواسع عليه من عدد من الوزراء من قوى 14 آذار و»اللقاء الديموقراطي» والمستقلين الذين انتقدوا تدخل الحزب في شؤون الدول العربية، ما ادى الى شطب كلام الحاج حسن من محضر الجلسة. وبدأ السجال بسؤال جبران باسيل عن الموقف الذي يفترض أن يتخذه لبنان في اجتماع جامعة الدول العربية، وتلا بعض ما ورد في ورقة أعدها في هذا الخصوص وفيها: «هل نقول باسم الدولة اللبنانية إن حزب الله هو حزب مقاوم أم أن هناك رأياً آخر؟». وقبل أن يكمل باسيل كلامه تدخل حسين الحاج حسن وشن هجوماً على دول مجلس التعاون الخليجي وعلى رأسها المملكة العربية السعودية، مدعياً أن «هذه الدول كانت تقيم علاقة مع إسرائيل تحت الطاولة أما الآن فإن علاقتها أصبحت فوق الطاولة وعلى المكشوف وهجومها على حزب الله وإدراجه على لائحة الإرهاب يتماهيان مع موقفها هذا». واحتج ميشال فرعون على ما قاله الحاج حسن وقال إن هذا الكلام لا يمت الى الحقيقة بصلة ويهدد مصالح اللبنانيين في دول الخليج التي لم تتردد يوماً في توفير كل أشكال الدعم للبنان وطلب شطب كلامه من محضر الجلسة واعتبار أن كل ما صدر عنه كأنه لم يكن. وأيد نبيل دو فريج موقف فرعون وأكد أن كلام الحاج حسن مرفوض جملة وتفصيلاً، وسأل: «ما المصلحة في الهجوم على دول مجلس التعاون وهل نرد على دعمها لنا بنكران الجميل؟». وطلب شطب كلام الحاج حسن من محضر الجلسة. درباس: لبنان دولة أو منبر؟ وطلب رشيد درباس الكلام وقال: «علينا أن نختار بين لبنان الدولة أو لبنان المنبر، وإذا كنا نريده منبراً علينا أن نراعي بين الصوت وبين المسرح الذي نقف عليه، لأن الصوت العالي يمكن أن يودي بهذا المسرح». وأضاف: «أما إذا كنا نريد لبنان الدولة، فعلينا أن نعمل لرعاية مصالح اللبنانيين ومن خلالهم مصلحة الدولة، وأود أن أذكركم بما حصل بين الرئيس الراحل فؤاد شهاب وبين أحد الوزراء عندما أرسله الى البنتاغون في الولايات المتحدة الأميركية للتفاوض من أجل شراء طائرات حربية للبنان، فقيل له إن «هذه الطائرات تناسب بلدكم وإن ثمن الواحدة منها دولار أميركي واحد». وتابع درباس إن الوزير استغرب أن يكون ثمن الطائرة دولاراً واحداً وسأل: «هل هذا صحيح؟ فقيل له اقطعوا علاقتكم بكوبا وخذوا الطائرات». ولما عاد هذا الوزير الى بيروت وأبلغ -كما قال درباس- شهاب تفاصيل ما حصل معه، وسأل الأخير اللواء أحمد الحاج كم عدد اللبنانيين في كوبا، فقال له إن عددهم يبقى في حدود 300 لبناني، وعندها طلب شهاب من الوزير التوجه إلى واشنطن لشراء الطائرات لأن للبنان مصلحة في ذلك. ولفت درباس إلى أنه استحضر هذه الرواية ليسأل من يتعرضون لدول مجلس التعاون عن أين مصلحة لبنان؟ وهل هي في الهجوم على هذه الدول والتدخل في شؤونها؟ وانتقد درباس الحاج حسن على موقفه من دول الخليج وقال: «إذا كنت تصنف هذه الدول وتحمل عليها، ما عليك إلا أن تطلب من الرعايا اللبنانيين فيها، العودة الى لبنان وعدم السفر إليها لأنهم يقيمون في بلدان تتهمها بأنها تقيم علاقة مع إسرائيل. وفي حال وجدت لهؤلاء فرصاً للعمل في لبنان تكون قد قمت بعمل عظيم. مع أننا كنا سمعنا من النازحين السوريين إلى لبنان كلاماً يسألون فيه أين سيعمل هؤلاء في حال عودتهم من دول الخليج في الوقت الذي باتت فرص العمل معدومة». وسأل درباس الحاج حسن: «من أين أحضرتم المعلومات التي استعان بها السيد نصرالله في خطابه الأخير واتهم فيها السعودية بإرسال السيارات المفخخة الى عدد من الدول العربية، ومنها لبنان؟». وقال: «هذا كلام افتراضي واتهام سياسي ومن سنصدق، بعد أن اتهم نوري المالكي عندما كان رئيساً لوزراء العراق بشار الأسد بإرسال السيارات المفخخة إلى العراق وتفجيرها في عدد من المناطق، ويومها هدد بتقديم شكوى ضده الى المحكمة الجنائية الدولية». وتطرق إلى هجوم الحاج حسن على السعودية بسبب تدخلها في اليمن، وقال إنها في موقع الدفاع عن النفس «لكن ماذا تفعل روسيا في سورية؟ ومن يتحمل مسؤولية تهجير أكثر من 10 ملايين سوري؟». وأضاف: «كان حزب الله ذهب إلى سورية للقتال إلى جانب بشار الأسد ضد المعارضة، وقلنا لكم لا تذهبوا إلى هناك لكنكم لم تأخذوا بكلامنا ونحن لا نستطيع أن نمنعكم وطلبنا منكم أبعدوا الحرب عن لبنان حتى لا يتأذى البلد لما لهذه الحرب من ارتدادات على الداخل. والآن نقول لحزب الله إن أكثر من نصف اللبنانيين يعارضون خطابكم وموقفكم من دول الخليج ونحن نتمنى عليكم الابتعاد من كل ما يؤزم الوضع في الداخل وأن نعمل معاً من أجل كل ما يقرب بيننا، وهذا يتطلب تغليب مصلحة البلد على أي مصلحة أخرى». واعتبر درباس أن «هناك من يعيد رسم خريطة الشرق الأوسط، وهؤلاء من الكبار ويسعون لرسمها وأنتم معكم أقلام تشاركون في الرسم ونتمنى عليكم أن ترسموا هذه الخريطة من دون لبنان، لأننا نحن لا نشارك في الرسم ولا نملك الأقلام التي تؤمن لنا مثل هذه المشاركة». وتمنى درباس على «حزب الله» التهدئة وعدم الانجرار وراء تهديد مصالح اللبنانيين في دول الخليج، وهنأ وزير الداخلية نهاد المشنوق على شجاعته في اجتماع وزراء الداخلية العرب، وقال إنه نسق الموقف مع الرئيس سلام وأيضاً مع الرئيس سعد الحريري، لأنهما لا يبحثان عن مشكلة في لبنان وعلى الحزب أن يحذو حذوهما. وهنا طلب وزير التربية الياس بو صعب توجيه التهنئة إلى باسيل على شجاعته، بذريعة أن موقف المشنوق مشابه لموقفه في القاهرة، لكن عدداً من الوزراء اعتبروا أن طلبه ليس في محله لأن وزير الداخلية أيد البيان وتحفظ عن توصيف «حزب الله» بالإرهابي وهذا ما لم يفعله باسيل. شهيب: اين مصلحتنا؟ ورد أيضاً أكرم شهيب على الحاج حسن واعتبر أن ما قاله «هو أقصر طريق لتفجير الوضع داخل الحكومة، على رغم أن هناك ضرورة لاستمرارها باعتبار أنها آخر موقع للتلاقي بين اللبنانيين، خصوصاً أن الحوار الوطني الموسع يصب في توفير الحماية لها». وأضاف: «أقصر طريق لحماية مصالح اللبنانيين في دول الخليج يكون في رفض التهجم على هذه الدول المضيفة لأهلنا، وأبرز مثل هذا الهجوم أو الاتهام الذي صدر عن زميل لنا». وسأل: «لماذا هذا الموقف؟ وأين مصلحتنا في الهجوم على الدول الصديقة والشقيقة؟». وقال: «إن خراب سورية أوجد أوسع مساحة لإسرائيل في المنطقة فكيف إذا خرب بلدنا، خصوصاً أننا نذكر أن أول شخصية زارت موسكو فور بدء الغارات الروسية على المعارضة في سورية هو رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتانياهو، ولا أفهم لماذا نوجه مثل هذه التهم المرفوضة إلى دول الخليج ولا نتطرق الى التنسيق بين روسيا وإسرائيل؟». ودافع شهيب عن موقف المشنوق وقال إنه «اتخذ الموقف الذي يحفظ البلد ويحميه، وهو عبر عن قناعتنا، وكان سبق للرئيس سلام أن قال الكلام نفسه عن السعودية، إضافة الى الموقف الذي صدر بالإجماع عن مجلس الوزراء في جلسته الأسبوع الماضي». وأكد شهيب أن المشنوق اتخذ موقفه بالتنسيق مع سلام والحريري، وقال إن موقفه قد لا ينسجم مع جمهوره الذي ينتمي إليه، وهو تعرض الى انتقاد من أقرب المقربين إليه -في إشارة الى موقف صدر عن الوزير المستقيل أشرف ريفي-، وعلى رغم ذلك جاء موقفه انسجاماً مع المصلحة الوطنية. وطلب شهيب «إحالة الخلاف إلى طاولة الحوار الموسع وأن يسحب اتهام الحاج حسن من المحضر لأن أموراً سياسية بهذه الأهمية يجب أن تبحث في مكان آخر وأن نلتفت إلى مشاكلنا وأن ننصرف إلى إيجاد حل لأزمة النفايات». وسأل: «كيف نوفق بين هذا الهجوم وبين التوصية الأخيرة للحكومة؟». كما طلب وائل أبو فاعور شطب الكلام الذي صدر عن الحاج حسن من محضر الجلسة، وقال إن «السعودية ومعها دول مجلس التعاون تدافع عن نفسها مع أن هذه الدول تأخرت في اتخاذ القرار ومن حقها الوقوف في وجه التدخل الإيراني في شؤونها الداخلية، خصوصاً أنه يتسم بطابع أمني ولا يمكننا إلا الوقوف الى جانبها». أما محمد فنيش، فأكد موقف «حزب الله» وقال: «نحرص على بقاء الحكومة وإذا كان مثل هذا الكلام يؤذيها فليس في وسع أحد أن يمنعنا من قول رأينا في الخارج». وأيد سجعان قزي موقف زملائه في ردهم على الحاج حسن وقال: «من غير الجائز تهديد مصالح اللبنانيين في دول الخليج، وحزب الله يتصرف كدولة وليس كحزب، وبالتالي نرفض أن نتحمل وزر ما يصدر عنه من مواقف». سلام: النفايات تحاصرنا وحسم سلام النقاش وأيد شطب كلام الحاج حسن من محضر الجلسة وقال: «كل واحد أدلى بدلوه وأعد أطروحة في هذا الخصوص، ولا شيء يمنعني من أن أتقدم بأطروحة أكبر، لكن علينا أن نبدأ بجدول أعمال الجلسة، لأن أزمة النفايات تحاصرنا جميعاً ولم يعد أمامنا إلا توفير حل لها بالتفاهم على تحديد أمكنة عدة وتحويلها الى مطامر». وقال وزير الاعلام رمزي جريج اثر الجلسة التي استمرت أكثر من ثلاث ساعات في السراي الكبيرة ان الرئيس سلام افتتح الجلسة بتجديد الدعوة الى انتخاب رئيس للجمهورية، آملاً بأن «تنتهي جلسة الانتخاب المقبلة التي دعت اليها رئاسة المجلس النيابي الى ملء الشغور الرئاسي». ثم عرض سلام ما توصلت إليه جهود اللجنة الوزارية المختصة بمعالجة ملف النفايات الصلبة، وقال انها حققت تقدماً في عملها وقطعت ثلاثة أرباع الطريق نحو الحل المرحلي المتمثل بالمطامر، معرباً عن أمله بـ «التوصل خلال أيام الى تسوية لهذه المشكلة». ونفى سلام ما تردد في وسائل الإعلام عن «وجود فكرة لتعليق عمل مجلس الوزراء»، قائلاً: «إن الأمر هو أبعد من مجرد تعليق للعمل الحكومي وإنه يتعلق بوجود الحكومة نفسها وجدواه». وأعلن انه لن «يوجه دعوة الى عقد جلسة الأٍسبوع المقبل اذا لم يُحلّ موضوع النفايات»، قائلاً: «إنه في حال عدم التوصل الى مخرج خلال أيام فإنه سيُعلن فشل الحكومة وبالتالي عدم وجود مبرر لاستمرارها». وشكر سلام «جميع القوى السياسية التي تبذل جهداً للمساعدة على إيجاد مخرج لهذه الأزمة»، داعياً إياها الى «الاستمرار في هذا الاتجاه لإزالة هذا العبء الذي صار بمثابة فضيحة وطنية». وتم التداول في موضوع المستجدات على الصعيد الإقليمي، وتم التوافق بنتيجة مناقشة مستفيضة على «التمسك بمضمون البيان الذي أصدره مجلس الوزراء في جلسته السابقة». توضيحات لموقف المشنوق في تونس ودعوة لموقف يُرضي الخليج ولا يُحرج الداخل تمحورت المواقف السياسية اللبنانية الصادرة أمس، حول توضيح التباين بين الموقف الذي اتخذه وزير الخارجية جبران باسيل في مؤتمري القاهرة وجدة وبين موقف وزير الداخلية نهاد المشنوق خلال اجتماع وزراء الداخلية العرب في تونس حيال «حزب الله»، فيما دافعت مواقف أخرى عن الحزب كحركة «مقاومة» بعدما صنفه مجلس التعاون الخليجي بأنه «إرهابي». واعتبر وزير الثقافة ريمون عريجي أن «التشنج الكبير الذي تشهده المنطقة، لا بد من أن ينعكس على لبنان. وعلينا كلبنانيين تفهم بعضنا مواقف بعض ومحاولة التفتيش عن موقف يرضي دول الخليج ولا يحرج الأفرقاء في الداخل»، واصفاً هذه المعادلة بـ «الصعبة ولكنها تبقى الحل الوحيد». وأكد «الوقوف مع الإجماع العربي شرط ألا يهدد وحدتنا الداخلية»، مشيراً إلى «أن الوزير المشنوق التزم هذا الموقف». ورأى وزير العمل سجعان قزي قبيل بدء جلسة مجلس الوزراء، أن «مجلس التعاون الخليجي حرّ في القرار الذي يريده وحزب الله مكون في الحكومة»، في حين قالت وزيرة شؤون المهجرين أليس شبطيني: «هؤلاء إخوتنا في الوطن هل من المعقول شتمهم؟». ورأى عضو «اللقاء الديموقراطي» النيابي مروان حمادة أن «موقف المشنوق يختلف عن موقف باسيل، فالأول وافق على بيان إدانة حزب الله وإيران بضرب استقرار المنطقة، إنما لم يوافق على توصيف الحزب بالإرهابي». وغرد رئيس «تيار المردة» النائب سليمان فرنجية على «تويتر» قائلاً: «حزب الله مقاومة ترفع رأس لبنان والعرب، ونأسف أن ترجم من بيت أبيها ما يرضي عدونا الوحيد إسرائيل». واعتبر عضو كتلة «المستقبل» النيابية عمار حوري أن «ممارسات حزب الله أدت إلى ما وصلنا إليه، وهذا القرار لم يأت مفاجئاً». ورأى أن «الفارق بين موقفي باسيل والمشنوق كبير، الوزير المشنوق كان موقفه واضحاً في الفقرة الأخيرة من البيان، تحفظ وفد العراق عن بعض الفقرات ونأى الوفد اللبناني بنفسه عن وصف حزب الله بالإرهابي، بمعنى أنه نأى عن كلمة واحدة في البيان، كلمة إرهاب، لو نزعنا هذه الكلمة فان ما وافق عليه المشنوق هو عبارة «إدانته وشجبه الممارسات والأعمال الخطرة التي يقوم بها حزب الله لزعزعة الأمن والسلم الأهلي في بعض الدول العربية»، وبالتالي هناك فرق كبير، لأن الوزير باسيل، سواء في القاهرة أو في جدة، خرج كلياً عن تأييد القرار والبيان ووقف في وجه إجماع عربي إسلامي تمثل بـ75 دولة عربية وإسلامية». ورأى عضو الكتلة نضال طعمة: «إننا كلبنانيين لا يمكننا اليوم تحمل وصف حزب الله بالإرهابي، صوناً لوحدة البلد، فنحن نشتري الاستقرار ولا ندري إلى أي مدى يمكننا الاستمرار بذلك». واستغرب المكتب السياسي لحركة «أمل» القرارات الصادرة «من الخليج إلى تونس والمتعلقة بحزب الله الذي كان ولا يزال في موقع المقاومة». وطالبت «حرصاً على وحدة الموقف والخطاب السياسي العربي بإعادة النظر بمندرجات هذه القرارات والتنبه إلى استفراد إرهاب الدولة الذي تمثله إسرائيل». التحرك في السعودية وكان وفد من «مجلس العمل والاستثمار اللبناني في المملكة العربية السعودية» جال على مقار الصحف والتقى برؤساء تحريرها ونقل عنهم أن السعودية «حكومة وشعباً يقفون مع الشعب اللبناني ولا يحملونه أخطاء حكومته، معربين عن آمالهم وتمنياتهم أن يعود لبنان كما كان موقعه العربي، مقصداً للاستقرار والاستثمار والسياحة». وأوضح الوفد في بيان أنه «لمس تعاطف جميع القيادات الصحافية مع همّ لبنان واللبنانيين، وانصباب تفكيرهم على إبعاد شبح التأزيم بين البلدين العربيين لخدمة بعضهم بعضاً أولاً ورعاية لمصالح شعوبهم ولمحيطهم العربي». وأشار المجلس إلى أن «المغتربين اللبنانيين يقودون ديبلوماسيتهم بأنفسهم في ظل غياب لبنان الرسمي».
مشاركة :