بريطانيا العظمى بلدٌ ذو تقاليد راسخة في كلّ المجالات تقريباً. وقد شهدت قصّة دار غراردعلى ذلك، وهي تفتخر بكونها "أقدم دار مجوهراتٍ في العالم". تأسست الدار عام 1722 في لندن على يدي جورج ويكس الصائغ المفضّل لدى فريدريك أمير ويلز. تقع دار غرارداليوم في شارع ألبمارل في حي ميفير، لندن، بينما يقع المتجر الرئيس في نيويورك، فضلاً عن وجود متاجر في طوكيو ودبي وموسكو وهونغ كونغ. كانت غراردصائغة العرش، والمسؤولة عن صيانة مجوهرات الملكة من عام 1843 حتى 2007. بالطبع، كانت وما زالت واحدة من أشهر دور المجوهرات على الإطلاق، وتُعرف بشكل خاصلقطع تقليدية التصميم. وليس من قبيل المصادفة أن تصنع دار غرارد أيضاً خاتم الخطوبة المرصع بالصفير الذي امتلكته يوماً الراحلة ديانا ثمّ قدّمه الأمير ويليام إلى كيت ميدلتون. التاج الإمبراطوري مرصّع بصفير St. Edward، وياقوت Black Prince، وماسة كولينان II، وصفير Stuart.بشهادة من أمير ويلز، أصبح ويكس المورد المفضّل للطبقة الأرستقراطية البريطانية التي بدأت تشتري منه مجوهرات روكوكو الفاخرة والأواني الفضية. وفي عام 1735، انتقل ويكس إلى شارع بانتون في وسط لندن وسجّل بصمته في صناعة الفضّة، بما في ذلك شعار النبالة، ريش أمير ويلز، بعد أن طلب صاحب السمو الملكي فريدريك منه أن يُصلح مقبضاً عاجياًلإبريق شاي. الصولجان الملكي يتزيّن بجوهرة مقطوعة من الماسة الأكبر في العالم، ماسة كولينان.انضمّ روبرت غرارد إلى الشركة في عام 1792، قبل أن يتولّى زمام الأمور بمفرده في عام 1802. وبقيت الشركة في أيدي عائلة غرارد حتى العام 1946. تمّ تسجيل اسم الشركة Garrard& Company Ltd في عام 1909 وانتقل مقرّها إلى شارع ألبمارل في وسط لندن عام 1911. يُذكر أنّه في عام 1843، عيّنت الملكة فيكتوريا دار غرارد العلامة المسؤولة عن مجوهرات التاج الملكي، واستمرّت كذلك حتى العام 2007. ابتكرت الدار أواني فضية ومجوهرات فاخرة عديدة للعائلة المالكة، وكانت مسؤولة أيضاً عن صيانتها وتصليحها وتعديلها. ونذكر من بين المجوهرات الرائعة التي رأت النور في مصنع غرارد، ماسات كولينان التي تمّ تقطيعها من قبل Asscher’s Diamond Co.، والتي جمعتها دار جيرارد لاحقاً في ابتكارات بارزة. وتشمل هذه الأخيرة الصولجان الملكي، التاج الامبراطوري الهندي ومجموعة من الخواتم، بما في ذلك خاتم الصفير المذكور سابقاً لمناسبة خطوبة الأميرة ديانا، والذي تجدّد لاحقاً للأميرة كيت. بروش ماستي Cullinan III وIV وهما من أكبر ماسات كولينان. وضعتهما الملكة ماري في الأصل على تاجها الجديد في 1911.غالباً ما يتمّ تفكيك العقود والبروشات ثمّ إعادة جمعها لتتماشى مع العصر. حتّى ماسة"كوه-إي-نور" التي قطعها حرفي هولندي، ترصّعت في مشاغل غرارد على تاج للملكة فيكتوريا (1853)، قبل أن توضع لاحقاً على تاجٍ بلاتيني لتنصيب الملكة ماري (1911)، وترصّع بعد ذلك على تاج الملكة إليزابيث زوجة الملك جورج السادس في العام 1937. ووضعت دار غرارد أيضاً في العام 1853 حجر الإسبينل الأحمر الرائع "تيمور" في عقد قصير شرقي الإلهام مرصع بالماس، مع إمكانية اعتماد الحجر المركزي الكبير على شكل بروش. تاج سبنسر من غرارد، ثلاثينيات القرن الماضي.إنّ رعاية القصر الملكيلدار غرارد، جعلتها مشهورة عالمياً وفتحت لها فرصاً بارزة. على سبيل المثال، في عام 1848، وكّل نادي اليخوت الملكي الدار بابتكار كأس فضيّ يُعرف اليوم بكأس أميركا، وهو أقدم كأس رياضيّ على الصعيد العالمي، يزن 3.8 باوند من الفضّة الصلبة والمزيّنة بكثافة. في العام 1915، وبفضل الحرفية العالية للدار، اختيرت هذه الأخيرة من قبل الحكومة لصناعة أدوات بصرية عالية الدقّة للمدفعية البريطانية. وهكذا،تأسّست شركة غرارد للهندسة والتصنيع، والتي استمرّت بعد انتهاء الحرب عام 1918 في العمل مستقلّة في مجال الهندسة، محقّقة أعلى درجات الامتياز في إنتاج الأقراص الدوّارة. وبالرغم من ذلك، أوقفت عملها بعد مرور سنوات، تحديداً في العام 1992. خاتم من دار غرارد، من الذهب الأبيض والماس الدائري، مع ياقوتة بيضوية مركزية.أمّا دار المجوهرات، فاستمرّ إنتاجها من دون توقّف، محافظةً على أعلى المستويات، أكان من ناحية جودة الأحجار أم التصميم الذي تمّ تجديده تدريجياً مع مرور الوقت، مع الحرص على إنتاج خطّيرتبط بالتقاليد الكلاسيكية. وقد ساهم اختيار المدراء الإبداعيين، مثل جيد جاغر وستيفن ويبستر وسارة برنتيس، في نفخنسمة جديدة في أجواء الشركة،إذ أضفى على الإنتاج إبداعاً يتماشى أكثر مع العصر الحالي، بالمزج بين الماضي والحاضر، وإعادة إطلاق التقليد الراقي للشركة. قلادة أو بروش على شكل نجمة بالطراز الإدواردي، صممتها دار غرارد في أوائل القرن العشرين.تأتيدار غرارد العريقة في واجهة كلّ لحظةمهمة في تاريخ التاج الملكي البريطاني، ولمناسبة تتويج الملك تشارلز الثالث، قرّرت أن تفتح أبواب أرشيفها للجمهور. تقع أرشيفات الدار أسفل المقرّ الرئيس في شارع ألبمارل، وتعجّ بالتاريخ والسحر. أقدم قطعة أثرية في هذا المكان هي سجلّ يعود تاريخه إلى العام 1735ويصف أول طلب ملكي على الإطلاق. وبدورها، تشيركتب الزوّار من السنوات اللاحقة إلى مجموعة من المواعيد الملكية، من الملكة إليزابيث الثانية إلى الأميرة مارغريت وديانا أميرة ويلز. وقد تكون الوثيقة الأكثر تأثيراً هي التي تعود إلى 20 أبريل من العام 1937، حين ذهب الملك جورج السادس إلى الأتلييه ليجرّب التاج الإمبراطوريقبيل تتويجه في العام 1937، إنجازٌ حقّقه الملك تشارلز الثالث بعد مرور 86 عاماً. كيت ميدلتون تعتمد الخاتم المرصع بالصفير والماس الذي قدّمه لها الأمير ويليام، وكان ملكاً للأميرة ديانا.
مشاركة :