قرر مجلس النواب المصري اليوم (الأربعاء)، إسقاط عضوية النائب توفيق عكاشة بعد استضافته سفير إسرائيل لدى القاهرة في منزله الشهر الماضي. وقال رئيس المجلس علي عبد العال إن 465 عضواً من إجمالي الحاضرين وعددهم 490 وافقوا اليوم على إسقاط عضوية عكاشة، بينما امتنع تسعة أعضاء عن التصويت واعترض 19 نائباً فقط على القرار. ويتألف المجلس الذي يبلغ عمره شهرين من 596 نائباً، ويشترط موافقة ثلثي أعضائه على قرارات إسقاط العضوية. واستضاف عكاشة، وهو نائب مستقل، السفير الإسرائيلي حاييم كورين في منزله في دائرته الانتخابية في محافظة الدقهلية، إحدى محافظات دلتا النيل، قبل حوالى أسبوع. وصوت النواب على اسقاط عضويته على رغم أن اللجنة التي شكلت للتحقيق معه في الأمر لم توص بذلك. وقالت مصادر برلمانية إن اللجنة أوصت فقط بحرمانه من حضور جلسات البرلمان حتى انتهاء دورة الانعقاد الحالية. وقال شهود إن عكاشة حاول دخول قاعة المجلس أثناء التصويت لتقديم اعتذار للنواب، لكن أمن المجلس منعه بناءً على تعليمات من عبد العال. وتابع عكاشة وقائع الجلسة عبر شاشة تلفزيونية في بهو داخل المجلس لبضع ساعات قبل أن يغادر المبنى قبيل انتهاء جلسة التصويت، رافضا الادلاء بأي تعليق. وأثارت تصريحات عكاشة حول ما دار خلال لقائه كورين ردود فعل غاضبة. وقال عكاشة في تصريحات إنه حض إسرائيل على التدخل لحل أزمة سد النهضة الذي تبنيه إثيوبيا على نهر النيل وترى فيه مصر تهديداً لأمنها القومي. ووافق مجلس النواب أول من أمس على حرمان عكاشة من الحضور 10 جلسات بعد تحقيق أجرته لجنة برلمانية رأت أنه أهان المجلس ورئيسه. وقبل ذلك بيوم، اعتدى النائب كمال أحمد على عكاشة عند دخوله قاعة المجلس اعتراضاً على لقائه بالسفير الإسرائيلي. وخاضت مصر وإسرائيل حروباً عدة لكنهما أبرمتا معاهدة سلام العام 1979 وبينهما علاقات ديبلوماسية كاملة. وكان عكاشة مذيعاً في التلفزيون الرسمي المصري، لكنه لم يحظ بالشهرة إلا بعد إطلاقه محطة تلفزيونية خاصة قبل بضع سنوات وتقديمه برنامجاً حوارياً بها. وعندما أوشكت جلسة التصويت على الانتهاء، أوقفت قناة "الفراعين" التلفزيونية التي يمتلكها عكاشة بثها وأذاعت بيانا مكتوباً على خلفية سوداء يقول "تتقدم قناة الفراعين بالشكر إلى الشعب المصري العظيم وإلى مشاهديها في كل مكان في الأمة العربية وتعلن وقف بث برامجها نهائياً". وأضاف البيان: "قرر مجلس الإدارة تصفية أعمال القناة وتجميد أنشطتها وعرضها للبيع وتتقدم (القناة) بخالص الشكر للرئيس عبد الفتاح السيسي". ويهيمن مؤيدو السيسي الذي انتخب رئيساً للبلاد العام 2014 على البرلمان. وكان عكاشة من المؤيدين لانتخاب السيسي الذي أعلن حين كان قائداً للجيش ووزيراً للدفاع عزل الرئيس السابق محمد مرسي العام 2013 بعد احتجاجات حاشدة على حكمه. وفي الأيام الأولى من عمر البرلمان الذي عقدت أولى جلساته في العاشر من كانون الثاني (يناير) الماضي، وضع عكاشة شريطاً لاصقاً على فمه كتب عليه "ممنوع من الكلام بأمر الحكومة" زاعماً أن رئيس المجلس يمنعه من الكلام في الجلسات. ويزعم عكاشة أنه أطلق شرارة التظاهرات التي بلغت الذروة في 30 حزيران (يونيو) 2013 للمطالبة بعزل مرسي. ووصف نفسه بعد فوزه في انتخابات مجلس النواب في شريط مسجل نشر على يوتيوب بأنه "مفجر ثورات".
مشاركة :