تواصل واس: تحدث إمام وخطيب المسجد النبوي فضيلة الشيخ عبدالمحسن القاسم، اليوم في خطبة الجمعة، عن العلم بالله عز وجل، وبأنه أشرف العلوم، مبيناً أن الحاجة إلى معرفة الله فوق كل الحاجات وهي أصل الضرورات، وأن الفطرة هي محبة الله، قال جل شأنه: ((فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله))، وهي الحنيفية التي يولد عليها كل مولود. وأشار إلى أن شياطين الإنس والجن يسعون إلى تغيير فطر الخلق، قال الله تعالى في الحديث القدسي: (خلقت عبادي حنفاء كلهم وإنهم أتتهم الشياطين فاجتالتهم عن دينهم). وقال فضيلته: إن المسلم مأمور بتعاهد فطرته لتعود المنحرفة إلى أصلها ويزداد الذين آمنوا إيماناً، موضحاً أن الله عز وجل أقام الآيات دليلاً على ربوبيته، وأن الرسل بعثوا لتقرير الفطرة، وأن أعظم ما جاء به الرسل توحيد الربوبية فهو أصل من أصول الإيمان، قال تعالى: ((قل أغير الله أبغي رباً وهو رب كل شيء))، مفيداً أن كل ما سوى الله لا يستحق العبادة فهو وحده المستحق لها لأنه الخالق، قال الله تعالى: ((أفمن يخلق كمن لا يخلق أفلا تذكرون)). وأردف قائلاً: إن الله سبحانه هو الملك، مالك لخلقه، له ملك السموات والأرض قال تعالى: ((ذلكم الله ربكم له الملك والذين تدعون من دونه ما يملكون من قطمير))، وجميع الخلق له قانتون ومسبحون وكلهم له يسجدون. وأوضح أن الله تعالى متفرد بتدبير شؤون خلقه، وأن كل شيء بيده، قال جل في علاه: ((ألا له الخلق والأمر))، وأن جميع الخلق تحت قهره ومشيئته، وأن الله قدر مقادير الخلق قبل خلق السموات والأرض، وأن الخلق لا يقدرون على تغيير القدر، مشيراً إلى أن أحكام الله وتشريعاته خير الأحكام، ومتصف بالرحمة فهو أرحم الراحمين وكريم، ويحب الإحسان إلى خلقه، مجيب لدعاء خلقه قال تعالى: ((وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان)). وأضاف فضيلته يقول: إنه يجب على الناس حب الله، والحمد له، والثناء عليه، وإخلاص العبادة له وحده، وأن من أشرك بالله غيره من المخلوقين والأموات فقد تنقص رب العالمين، وأساء به الظن، وساوى غيره به، مؤكداً أن الشرك يحبط جميع الأعمال.
مشاركة :