بنبرة صوتٍ ساحرة الأداء، وبكلمات تقطر رقة وعذوبة أطلّ علينا سموّ الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، وليّ عهد دبي، رئيس المجلس التنفيذي، على حسابه في إنستغرام بقصيدة شعرية بديعة هي من أصفى القصائد وأكثرها رقة وحنيناً، وهي شاهدة بعلوّ كعبه في الشعر وسموّ مكانته الأدبية، وليس ذلك بالغريب على سموّ الشيخ فهو وارث مجد فارس الجزيرة وشاعر العرب والده صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبيّ، رعاه الله، الذي يشهد له القاصي والداني بمقامه الشعري الرفيع، وقصائده الذائعة الصيت هي خير شاهد على السمو الأدبي لمقامه السامي، ومن أشبه أباه فما ظلم. منظر غروب الشمس رمز الذكريات المحزنة في كوكب الأرض الحـــزين ذكّرني بمنظر غـــــــروب الأمنيات ف أهــل الحنيـــن اللي يِعَرْفون الحنين بهذه الإطلالة الشعرية لهذه الصورة الكونية الجميلة ( غروب الشمس ) يفتتح سمو الشيخ حمدان هذه القصيدة العذبة التي تقوم على استرجاع الذكريات الجميلة الضاربة في شِعاب القلب، ويبوح بأسرار الروح التي تحنّ إلى الحبيب، فما زال غروب الشمس بمنظره الساحر البديع يشكل لحظة إلهام متميزة لدى الشعراء، فهو مخزن الذكريات، وهو الإشارة الكونية على لحظة الحزن التي تغمر قلب الإنسان، فكأنّ الشمس وهي تدنو إلى الغروب بمثابة الحبيب الذي حمل حقيبة السفر وعزم على الغياب، فكان ذلك رمزاً للحزن والشجن على أرض هذا الكوكب الذي يضجّ تحت أنين القلوب الموجوعة، ويختزن الذكريات الحزينة المنبعثة من النفوس المتألمة، ليكون ذلك كله باعثا للذكريات الموجعة التي يعرفها أهل الحنين ممن تلوّعت قلوبهم بنار الشوق والوجد والحرمان. أناظره بالعيــن وآقول بْسكات الله يعين أهـل القلوب العاشقين الشمس والغيم وعيون المترفات لهم في قلب المهتـــوي سرّ دِفين وأمام هذا المنظر الساحر للحظة الغروب الحزين يقف سمو الشيخ حمدان متأملاً بعين القلب والروح، متذوقاً لحظة الجمال الفريدة للغروب، هامساً بينه وبين نفسه قائلاً: أعان الله أهل القلوب العاشقة المملوءة بالشوق والحنين، الذين ما زال كِرام الناس يتعاطفون معهم ويشعرون بلوعة الحنين التي تسري في قلوبهم، ومشاعر الانكسار الذي يعمر جوانحهم حتى قال القائل واصفاً ذلك بقوله: مساكين أهل العشق حتى قبورهم عليها تراب الذل بيـــــــن المقابر ثم يجمع الشاعر سمو الشيخ حمدان بين جميع المظاهر الباعثة على هياج الذكريات، فالشمس والغيم وعيون الجميلات الفاتنات هي سبب بلاء القلوب الضعيفة، وهي السر الدفين في قلب العاشق المهتوي الذي تورّط في نداء القلب ودخل في مدار الحب، وعاش يتجرع مرارة الذكريات لا سيما عند منظر الغروب الحزين الذي يبعث في النفس دائما روعة الذكرى وأصوات الحنين. لمعظــــم الركاب للشمس التفات بقلوبهم قبــــل التفاتة كـــل عين ويالساده اللي تعشقون السيــــدات اللي على عرش الغَلا متسيـــــــدين عمر غروب الشمس ما سبّب شتات بين الاثنيـــــن، المشكلة بين الاثنين ثم يلتف سمو الشيخ حمدان بن محمد إلى سلوك إنساني جميل هو التفات الإنسان إلى الشمس لا سيما في لحظة الغروب الشجية، ولكنه لا يكتفي بالتفاتة العين بل يكون القلب هو البادئ بهذا السلوك الرائع، في إشارة إلى عمق الإحساس بالفقد والحزن، فالقلب هو ملك الأعضاء ولا يلتفت إلا في اللحظات النادرة حين يتعلق الأمر بالحبيب الذي يسكن في حنايا القلب، وهذا البيت البديع من شعر سمو الشيخ حمدان يذكّرنا بالبيتين الشهيرين للشريف الرضي الذي أبدع في رسم صورة القلب وهو يلتفت إلى أطلال الحبيبة حيث قال: ولقد مررتُ على ديارهُمُ وطُلولها بيــــد البِلى نَهْبُ وتلفّتتْ عيني فمُذْ خَفِيَتْ عني الطلول تلفّتَ القلبُ ثم يخاطب سمو الشيخ حمدان معاشر العاشقين فيقول لهم: إن غروب الشمس لم يكن في يوم من الأيام سببا من اسباب الفراق والشتات بل هو ظاهرة طبيعية لكن المشكلة الحقيقية في الفراق والشتات بين الأحباب هي ما يقع من الجفاء والقطيعة بين القلوب المتحابة والأرواح المتصافية، فلا ذنب للغروب ولا للشمس فيما يحدث بين العشاق من أسباب الألم ودواعي الهجر والفراق التي تُذيب القلب وتجعل لحظة الغروب واحدة من أعمق اللحظات إثارة للشجن وتحريكاً لمشاعر الحزن لتكون هذه الخاتمة اروع خاتمة لهذه القصيدة التي أبدع فيها سموّ الشيخ حمدان إبداعاً يأخذ بشغاف القلب، ويترك بصمة عميقة الحضور في حنايا الروح والوجدان. طباعة Email فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
مشاركة :