اعتبر البروفيسور بيتيري تالاس، الأمين العام للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية، أن مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ «كوب 28» يزيد مستوى الطموح لتقليل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري للحفاظ على أهداف اتفاقية «باريس للمناخ» للحد من زيادة درجة الحرارة العالمية إلى 2 درجة مئوية كحد أقصى. وأوضح البروفيسور بيتيري تالاس، في حوار مع «الاتحاد»، أن العالم في الوقت الحالي ليس على المسار الصحيح لتحقيق الأهداف المرجوة، فيما شهدت الأرض من يوم 1 إلى 7 يوليو الماضي، الأسبوع الأكثر سخونة على الإطلاق، مع درجات حرارة غير مسبوقة لسطح البحر، فيما سجل الجليد البحري في القطب الجنوبي درجات حرارة عالية حطمت الرقم القياسي السابق. وأشار البروفيسور تالاس إلى أن هذا الأمر له آثار مدمرة محتملة على النظم البيئية، فيما يسلط الخبراء الضوء على التغييرات بعيدة المدى التي تحدث في الأرض نتيجة لتغير المناخ الذي يسببه الإنسان، معتبراً أن حدوث الاحترار الاستثنائي في يونيو وبداية يوليو مع ظاهرة «النينيو» والتي من المتوقع أن تزيد من تأجيج الحرارة على اليابسة والمحيطات وتؤدي إلى درجات حرارة أكثر تطرفاً وموجات حرارة بحرية. وقال إنه قام برحلتين إلى دولة الإمارات التقى خلالهما عدداً من المسؤولين، آملاً عقد المزيد من الاجتماعات. ويرى البروفيسور أن قمة المناخ المقبلة في دولة الإمارات تحتاج إلى تكثيف الجهود والدعم لمساعدة البلدان، خاصة الأقل نمواً والدول النامية، على التكيف مع تغير المناخ، معتبراً أن التحذيرات المبكرة للجميع جزء من ذلك، فيما تعمل المنظمة العالمية للأرصاد الجوية بشكل وثيق مع رئاسة مؤتمر «كوب 28» لضمان نجاح المؤتمر وتحقيق أهدافه. واعتبر البروفيسور بيتيري تالاس، أن صندوق الخسائر والأضرار والصندوق الأخضر للمناخ وصندوق التكيف، أدوات مهمة لمساعدة البلدان على خط المواجهة في التكيف مع تغير المناخ، مشيراً إلى أن كل العالم سيتأثر بتغير المناخ حسب رصد المنظمة فيما يقع الشرق الأوسط ضمن قائمة المتأثرين وسيشهد حرارة شديدة أكثر خطورة، ومن المتوقع أن يصبح الإجهاد المائي أكثر حدة؛ لذلك تدعم المنظمة العمل المتكامل بشأن المياه والمناخ. وقال المسؤول الأممي، إن الأولوية الأهم للمنظمة في الوقت الحالي هي مبادرة «الإنذار المبكر للجميع» التي تم إطلاقها رسمياً، ويسعى ضمان تغطية أنظمة الإنذار المبكر لكل شخص على وجه الأرض بحلول نهاية عام 2027. وأعرب عن أمله في أن تسهم هذه المبادرات في عام 2030 بعالم تكون فيه جمع الدول وخاصة الأكثر ضعفاً، أكثر قدرة على الصمود أمام العواقب الاجتماعية والاقتصادية للطقس الشديد والمناخ والماء والأحداث البيئية الأخرى ودعم تنميتها المستدامة من خلال أفضل الخدمات الممكنة عبر البر أو البحر أو الجو. وأضاف أن «المنظمة تقدم إنذارات مبكرة وموثوقة بشأن الأحوال الجوية القاسية وتقلبات جودة الهواء وتقلبات المناخ وتغيره، مما يسمح لصانعي القرار والمجتمعات والأفراد بالاستعداد بشكل أفضل لظواهر الطقس، فيما يساعد التحذير في إنقاذ الأرواح والممتلكات وحماية الموارد والبيئة ودعم النمو الاجتماعي والاقتصادي». وأكد «دعم المنظمة للخدمات الوطنية للأرصاد الجوية والهيدرولوجيا في هذا العمل والوفاء بالتزاماتها الدولية في مجالات الحد من مخاطر الكوارث، وتخفيف تغير المناخ والتكيف مع آثاره والتنمية المستدامة».
مشاركة :