نجحت كل من شركة الإنشاءات «إيكون» في تكساس، وشركة بناء المنازل «لينار»، وشركة الهندسة المعمارية الدنماركية «بيارك إنجلز غروب» في الانتهاء من المحطة الأولى لبناء اكبر حي في العالم بتقنية الطباعة ثلاثية الابعاد، بعد ان تمت إزاحة الستار عن أول منازل الحي عقب الانتهاء الكلي من بنائه. ووفقا لتقرير نشرته «سي ان ان»، يعتبر هذا الحي الذي يقع في تكساس الامريكية أكبر مجتمع في العالم مستخدماً هذه تقنية الطباعة ثلاثية الابعاد، وضم 100 منزل من المنتظر أن تستقبل ملاكها ابتداء من سبتمبر القادم. وقد صُنعت جدران البيت من مزيج خرساني يسمى «لافاكريت» من خلال طابعات آلية بعرض 46 قدماً. وبعد طباعة الجدران، تُثبّت الأبواب والنوافذ والأسقف، وجميعها مجهزة بألواح شمسية. وتباع العقارات المعروضة حالياً بسعر يتراوح بين 475 ألف دولار و599 ألف دولار. فيما تصل مساحة المنازل المطبوعة ثلاثية الأبعاد من 1500 إلى 2100 قدم مربعة، وتضم ثلاثاً إلى أربع غرف نوم. ووصف المختصون هذا الحي بأنه «لحظة فاصلة في تاريخ التنمية على مستوى المجتمعات». ووفقا للتقرير، تواجه الولايات المتحدة عجزاً يقارب خمسة ملايين منزل جديد، مع حاجة ملحة إلى زيادة العرض بسرعة دون المساس بالجودة أو الجمال أو الاستدامة. وبالتالي تمثل تقنية الطباعة ثلاثية الابعاد حلا جيدا للتعامل مع المشكلة. وقال مارتن فويلكل، الشريك في «بيارك إنجلز غروب» أن المباني بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد شكلت خطوات مهمة لتقليل النفايات في عملية البناء، لتحويل المنازل لتصبح أكثر مرونة واستدامة، بينما تحقق الاكتفاء الذاتي من الطاقة. فيما تشير الدراسات الى قدرة الطباعة ثلاثية الأبعاد على التقليل من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون ومخلفات البناء، إذ يمكنها تشييد المباني من دون صب الخرسانة في القوالب الخرسانية ما يقلل بشكل كبير من الاستخدام الكلي له، علماً بأن الأسمنت مسؤول عن نحو 8 في المائة من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون العالمية سنوياً. كما وجدت دراسة أجريت عام 2020 في سنغافورة أن وحدة الحمام التي تؤسَّس باستخدام الطباعة ثلاثية الأبعاد كانت أرخص بنسبة 25.4 في المائة، وتُنتج نسبة أقل من ثاني أكسيد الكربون قد تصل إلى 86 في المائة من تلك المصنوعة باستخدام طرق البناء التقليدية.
مشاركة :