تسود في الشارع التونسي، حالة من الاستياء بين المواطنين، مع استمرار أزمة نقص الخبز في العديد من المناطق. وبينما تبادل منتجو الحبوب وأصحاب المخابز الاتهامات فيما بينهم بالوقوف وراء ظاهرة غياب الخبز، اعتبر الرئيس قيس سعيد أن ما أسماها لوبيات معارضة، تسعى لتحريك الأزمة، وأن تلك الأطراف هي المسؤولة عن فقدان المواد الأساسية لإنتاج الخبز. ويعتبر التونسيون، أن أزمة الخبز ناتجة عن توقف أصحاب المخابز عن إنتاج الخبز العادي المدعوم من الدولة مقابل إنتاج أصناف أخرى من الخبز، تبلغ أسعارها خمسة أضعاف سعر الخبز العادي. وتستمر ازمة الخبز في تونس مع نقص حاد في المادة الغذائية والتي باتت تشكل حالة من التذمر في صفوف التونسيين مع مخاوفهم من رفع الدعم بشكل تدريجي عن الخبز خلال الفترة المقبلة . وكان الرئيس التونسي قيس سعيد قد توعد بمحاسبة من ينكلون بالشعب من خلال افتعال الأزمات وفق تعبيره، كما شدد مؤخرا على أهمية تطهير الإدارة من الفاسدين لتمهيد الطريق أمام إنهاء الأزمات التي تمر بها البلاد خاصة من اختفاء سلع ومواد غذائية عديدة في الأسواق. وقال الدكتور حسان القبي الأكاديمي والخبير الاقتصادي، عبر برنامج حصة مغاربية، إن أزمة الخبز معقدة ومتشابكة بسبب مسؤولية العديد من الجهات والأطراف عنها وعلى رأسها وزارة التجارة. وأضاف القبي، إن المشكلة الأكبر، تكمن في أن كل طرف من هذه الأطراف يرغب في إلقاء التهم على الطرف الآخر، دون حل، ما أدى إلى هذه الأزمة الاقتصادية الكبرى. ويرى جمال مارس الكاتب والباحث في العلوم السياسية، عبر برنامج حصة مغاربية، أن الخبز شعار سياسي بامتياز، مشيرا إلى أن أحداث 2011، كانت قائمة في الأساس على توفير الخبز للمواطنين. وطالب مارس الحكومة، بضرورة حل هذه الأزمة، خشية التأثير على الأوضاع وإثارة الفوضى في البلاد، مؤكدا أن هناك أطراف بعينها ترغب في إثارة أزمة الخبز والترويج إلى فشل الحكومة في توفيره للمواطنين.
مشاركة :