حكم القضاء الفدرالي على الأميركي روبرت باوزر الأربعاء بالإعدام بتهمة قتل 11 يهوديا في كنيس قبل خمسة أعوام، في هجوم هو الأكثر فتكا باليهود في تاريخ الولايات المتحدة. وقضت هيئة محلفين فدرالية تضم 12 شخصا بالإجماع بإعدام باورز. وكانت وزارة العدل في حكومة الرئيس جو بايدن قد أعلنت تعليق تنفيذ أحكام الإعدام، ما يعني أنه من غير الواضح ما إذا سيتم تنفيذ العقوبة بحقه. واعتُبر باورز البالغ خمسين عاما “مذنبا” في 63 تهمة موجهة إليه، من بينها جرائم كراهية نجم عنها قتل ومحاولات قتل في كنيس “تري أوف لايف” في بيتسبرغ شمال شرق الولايات المتحدة إثر إطلاقه النار في 27 تشرين الأول/أكتوبر 2018. وأثار الهجوم مخاوف من عودة ظهور عناصر اليمين المتطرف والنازيين الجدد في أنحاء الولايات المتحدة. وكان باورز قد اقتحم الكنيس مسلحًا بثلاثة مسدسات وبندقية هجومية نصف آلية. وأطلق النار وهو يهتف “كل اليهود يجب أن يموتوا” وقتل 11 شخصا بينهم سيدة في السابعة والتسعين خلال صلاة يوم السبت في حي يهودي تاريخي في بيتسبرغ، في هجوم أسفر عن سقوط أكبر عدد من الضحايا ضد اليهود في الولايات المتحدة. واعتقل في موقع الهجوم الذي نجم عنه أيضا إصابة العديد من عناصر الشرطة وشخصين آخرين من المصلّين بجروح غير قاتلة. قبل ذلك نشر باورز رسائل عنصرية ومعادية للسامية ومعادية للمهاجرين على شبكة يمينية متطرفة للتواصل الاجتماعي. ودعا الرئيس الأميركي حينذاك الجمهوري دونالد ترامب إلى فرض عقوبة الإعدام على روبرت باورز وتبعته وزارة العدل وأكدته بعدما بدأت ولاية الرئيس الديموقراطي جو بايدن في 20 كانون الثاني/يناير 2021. لكن المرشح بايدن تعهد في 2020 إلغاء عقوبة الإعدام على المستوى الوطني لذلك أحيت هذه المحاكمة الجدل حول هذه العقوبة التي ما زالت مطبقة في عدد من الولايات الأميركية. وجاءت هذه المحاكمة على خلفية تصاعد الأعمال العنصرية والمعادية للسامية في الولايات المتحدة والتي وصلت إلى أعلى مستوى لها منذ 30 عامًا، حسب أرقام لمكتب التحقيقات الفدرالي (اف بي آي) نشرتها صحيفة واشنطن بوست في نيسان/أبريل. وقالت المنظمة الأميركية لمكافحة معاداة السامية “رابطة مكافحة التشهير” (انتي ديفاميشن ليغ) إن البلاد شهدت في 2021 عددا قياسيا بلغ 2717 من الأعمال المعادية للسامية من اعتداءات وهجمات كلامية والتسبب بأضرار مادية، بزيادة نسبتها 34 بالمئة على مدى عام. وأحصت المنظمة نفسها 3697 عملا معاديا للسامية في 2022 بزيادة نسبتها 36 بالمئة خلال عام واحد وغير مسبوقة منذ 1979، حسب صحيفة واشنطن بوست. ويعيش في الولايات المتحدة أكبر عدد من اليهود في العالم بعد إسرائيل. وأفاد معهد بيو ريسيرتش سنتر أن عدد اليهود البالغين في الولايات لمتحدة بلغ نحو 5,8 ملايين في العام 2020 يضاف إليهم 2,8 مليون بالغ آخر أحد والديهم يهودي.
مشاركة :