تبرز قيمة المرأة في المجتمع مقترنة بقيمة الرجل، كلما زادت قيمة وتحضر وأخلاقيات أحدهما ينعكس ذلك على الطرف الآخر وهي حقيقة لا تحتاج منا إلى جهد يذكر فى تدبرها يكفي فقط المقارنة بين المجتمعات المتقدمة حضاريا ونظيرتها المتخلفة عن الحضارة والإنسانية المعاصرة فالمجتمع الذي يهتم بالمرأة ويقدرها يجني ثمار ذلك حاضرا ومستقبلا . لقد اختص الله المرأة بلحظات قدسية عظيمة وذلك فى مراحل خلق الإنسان بداخلها ونفخ الروح فى الجنين لينشأ خلقا آخر بإذن الله فأي عظمة وأي معنى وقدسية وتكريم من الملك الجليل سبحانه وتعالى للمرأة وبفضل تلك اللحظات العظيمة تستطيع المرأة أن تكون العالم والأديبة والشاعرة والمناضلة والباحثة فى مختلف العلوم والأم والزوجة والإبنة والأخت ، وهن القوارير والميثاق الغليظ الذى أخذه الله على الرجال و الأكثر نزعة للسلام والخير والإنسانية والأكثر كرها للحروب والدمار والتشرد والأكثر حرصا على السلام والتوافق المجتمعى ولم الشمل وإنكار الذات وقد اختصها الله بسورة فى كتابه الكريم لبيان حقوقها وما لها وما عليها ، وكانت آخر وصايا النبى فى لحظات صعبة وأليمة هي الرفق بالمرأة . والمرأة العربية بالتحديد مصنع الرجال فقد ضربت لنا أروع الأمثال فى فترات الاستعمار الغربى لأوطاننا العربية تارة بالمشاركة فى المقاومة أو فى تنشئة الصغار على البطولة والفدائية ، وبرز هذا الدور بوضوح فى غمار المقاومة الجزائرية الشرسة للاستعمار الفرنسى والنضال الخالد لجميلة بوحيريد فخر المقاومة العربية. وإبداع المرأة في عالمنا العربي والإسلامي يفرض نفسه على واقعها حين تتاح لها الفرصة فنذكر على سبيل المثال نماذج لرائدات شتى الفنون والمعرفة والنضال الحقوقي والسياسي المعاصر كالمناضلة الحقوقية نبوية موسى رائدة التعليم الابتدائى فى مصر وتلميذتها عالمة الذرة سميرة موسى والمناضلة الحقوقية والسياسية هدى شعراوى والأديبة عائشة عبدالرحمن ( بنت الشاطئ ) والأديبة السودانية ملكة الدار محمد عبدالله و الباحثة الكويتية فى التراث الإنسانى ورئيسة دارالآثار الاسلامية بالكويت الشيخة حصه صباح السالم و الشاعرة العراقية نازك الملائكة أول من كتب الشعر الحر والأديبة اللبنانية مى زياده و السياسية الباكستانية بنيذير بوتو والكثير مما يضيق المقال عن حصرهن ، وهنا نلاحظ تضاؤل المشاركة النسوية فى نهضة مجتمعنا العربي والاسلامي فى الوقت الحالى مقارنة بالنصف الاول من القرن الماضي وعدم تكرار هذه الفلتات مما يؤكد ما ذكرناه فى بداية الحديث عن ارتباط قيمة أي مجتمع بتقييم المرأة فيه .. وعلى أي حال نحن نتمنى ونطلب من الحكومات العربية والاسلامية بإعطاء المرأة مزيد من الفرص الحقيقية لتساهم بشكل جدي فى نهضة المجتمع و تقدمه فهي ضمير الأمة وأمانها ومقياس تحضرها وانسجامها مع الأمم والحضارات الأخرى .. نأمل ذلك بعون الله وتوفيقه الشيخة حصة الحمود السالم الحمود الصباح
مشاركة :