العراق يتفاوض مع واشنطن بشأن بقية مستحقات الغاز الإيراني

  • 8/2/2023
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

بغداد – أعلن رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني مساء الثلاثاء أن بغداد تواصل العمل مع الجانب الأميركي بشأن دفع مستحقات إيران مقابل واردات العراق من الغاز، والبالغة 9 مليارات و250 مليون يورو، فيما اعتبر التلاعب بسعر الدولار معركة بين الدولة والمضاربين به. وتعتمد المحطات الكهربائية العراقية بشكل كبير على الغاز الإيراني، لكن بفعل العقوبات الأميركية على طهران، لا يمكن لبغداد أن تدفع مستحقّات استيراد الغاز من إيران مباشرةً، بل ينبغي أن تستخدم طهران تلك الأموال لشراء سلع غذائية أو صحّية. غير أنّ هذه الآلية معقّدة وغالبا ما تنتج عنها تأخيرات. وغالباً ما تقطع إيران الإمدادات التي تغطي ثلث احتياجات العراق، لحضّ بغداد على دفع مستحقّاتها. وفي 11 يوليو، أعلن رئيس الوزراء العراقي أن بلاده سوف تبدأ بمقايضة الغاز الإيراني بالنفط، في محاولة للالتفاف على تلك الآلية المعقّدة. وقال السوداني خلال مؤتمر صحافي مساء الثلاثاء إنه "بنفس الوقت العمل مستمر مع الجانب الأميركي بشأن المستحقات الموجودة، التي انخفضت إلى 9 مليارات و250 مليون" يورو، مضيفاً أن العراق قد سدد "بحدود مليار و842 مليون يورو في فترة الأشهر السبعة من عمر الحكومة وفق الآلية المتفق عليها". وتابع السوداني أن وفدا غادر العراق إلى سلطنة عمان من البنك المركزي العراقي والبنك العراقي للتجارة بهدف "الاتفاق على صيغة تحويل هذه الأموال إلى سلطنة عمان بالاتفاق مع الخزانة الأميركية". في 24 يوليو، أشار متحدّث باسم وزارة الخارجية الأميركية إلى قضية تحويل جزء من المستحقات الإيرانية إلى سلطنة عمان. وقال ماثيو ميلر خلال مؤتمر صحافي "نعتقد أن من المهم إخراج تلك الأموال من العراق، لأنها ورقة ضغط تستخدمها إيران ضدّ جارها". وأكّد المتحدّث أن تلك المستحقات خاضعة في سلطنة عمان "للقيود نفسها" التي تخضع لها في العراق، ما يعني أن تلك المبالغ ينبغي أن تستخدم في عمليات شراء "تحظى بموافقة مسبقة من الخزانة الأميركية" ولغرض تمويل نشاطات محدّدة. ويعدّ ملفّ الكهرباء حساساً في العراق، فسكانه البالغ عددهم 43 مليون نسمة يعانون بشكل يومي انقطاعاً متكرراً للكهرباء قد يصل إلى عشر ساعات. ويزيد الأمر سوءاً ارتفاع درجات الحرارة حتى الخمسين خلال الصيف. وفي الأثناء، تطرّق رئيس الوزراء مساء الثلاثاء أيضاً إلى مسألة عمل الحكومة في ضبط سعر صرف الدينار العراقي مقابل الدولار الأميركي، بعدما تراجع في الأيام الأخيرة. وفي حين أن سعر الصرف الرسمي هو 1310 دنانير مقابل الدولار الواحد، إلّا أنه في السوق الموازي، يباع الدولار الواحد مقابل أكثر من 1510 دنانير. وقال السوداني إن "أزمة الدولار ليست أزمة إنما معركة بين الدولة التي تصر على إكمال إصلاح النظام المالي والمصرفي وفئة متضررة عبارة عن مجموعة من المضاربين والمهربين، ونحن مستمرون بكل عزيمة لملاحقة مضاربي ومهربي العملة الأجنبية". وتعقيباً على قرار الولايات المتحدة بمنع عدة مصارف من التعامل بالدولار، أوضح أن "قرار الخزانة الأميركية على 14 مصرفاً عراقياً ليس عقوبة حيث كانت هناك ملاحظات أشرت بحق المصارف العراقية الـ14 كانت خلال الفترة السابقة وليس الآن"، مبيناً "هنالك مصارف لم تلتزم بتعليمات البنك المركزي". وتحدّث السوداني عن القبض على شبكة "مضاربين" بالعملة يجمعون الدولارات ويرسلونها إلى إقليم كردستان في شمال العراق، ثم يتمّ تهريبها إلى الخارج، بدون أن يحدد الوجهة. وفي وقت لاحق، أعلن جهاز الأمن الوطني العراقي في بيان متلفز عن "الإطاحة بأبرز شبكات تهريب" العملة والتي "ضمّت مجموعة متهمين قاموا بنشاطات مالية ومصرفية مشبوهة وقد اعترفوا باتخاذ شركات وهمية مارست أعمالا تجارية كغطاء لعمليات تهريب العملة إلى خارج البلاد". وألقت قوات الأمن القبض على 11 متهماً في العراق وكشفت مواقع خزنت فيها الأموال حيث عثرت على 14 مليون دولار، وفق البيان. كما تمّ توقيف 12 شخصاً في ثلاث محافظات أخرى في البلاد بتهم مماثلة، بحسب البيان نفسه. وأعلن السوداني عقد جلسة مهمة اليوم الأربعاء بحضور قادة سياسيين وفنيين من وزارة النفط الاتحادية ووزارة الثروات الطبيعية ومستشارين قانونيين لمناقشة مسودة قانون النفط والغاز ولفت إلى أن وزارتي النفط الاتحادية والثروات الطبيعية في إقليم كردستان وصلتا مرحلة يتطلب وجود السياسيين، مشيرا إلى وجود وجهات نظر "تحتاج إلى قرار سياسي". وأكد أن سبب تأخر إصدار تعليمات تنفيذ الموازنة، يعود إلى أن مجلس النواب أثناء مناقشاته حذف المادة المتعلقة بتعليمات تنفيذها، مبينا أنها ستنشر خلال هذا الأسبوع. كما أعلن السوداني عن قرارات واسعة لتسهيل مشاركة مواطني مجلس التعاون الخليجي في مراسم أربعينية الإمام الحسين التي تجري في مدينة كربلاء جنوب البلاد في السادس من الشهر المقبل بمشاركة ملايين المسلمين واستعدادا لتوافد الزائرين لإحيائها. وأقرت الحكومة توصيات بمنح سمات الدخول لزوار دول مجلس التعاون الخليجي تقضي بمنح البعثات الدبلوماسية العراقية في دول المجلس: السعودية، عُمان، البحرين، الإمارات، قطر، الكويت صلاحية منح سمة دخول سياحية (فردية أو جماعية) لمواطنيها، الخاصة بالزيارة الأربعينية للمنافذ كافة على ألَّا تتجاوز مدة الإقامة شهرا واحدا من تاريخ دخول الأراضي العراقية. ويتوافد إلى العراق في كل عام عشرات الآلاف من مواطني مجلس التعاون الخليجي من الشيعة المسلمين الى العراق للمشاركة في إحياء مراسم أربعينية الإمام الحسين. كما قررت الحكومة منح سمات الدخول لمواطني دول مجلس التعاون الخليجي عن طريق المنافذ الحدودية الرسمية والاستغناء عن اللاصق الخاص وحسب قرار مجلس الأمن الوطني رقم 1 لسنة 2021 ويكون بديله ختمًا خاصًّا بالزيارة يكتب فيه (سمة دخول اعتيادية خاصة بزيارة الأربعينية) وذلك لتسهيل وتسريع دخول الزائرين من مواطني دول مجلس التعاون الخليجي بشـكل انسيابي ودون تأخير أثناء تواجدهم في المطارات والمنافذ. كما أوعز السوداني إلى وزارتي المالية والنقل والجهات الحكومية الأخرى تعليق العمل طيلة الفترة المحددة باستيفاء رسوم المركبات الخاصة بالزائرين الداخلة من منفذي صفوان وعرعر مع تبسيط الإجراءات وسرعة الإنجاز في دائرتي الكمارك والإقامة، للمنفذين وفقًا للقانون والتعامل مع جميع البضائع والمواد المهداة إلى المواكب الحسينية والعتبات المقدسـة وفقًا للآلية المتبعة في مذكرة التفاهم، بين العراق وإيران من دون رسوم. وشدد على أن يكون التدقيق الأمني للزائرين من قبل الجهة الأمنية المختصـة في المنافذ كافة من خلال النظام الأمني لتحقيق الهوية الوطنية.. مطالباً الإدارات كافة العاملة في المنافذ الحدودية، تعزيز كوادرها البشرية بما يضمن استمرار العمل على مدار 24 ساعة. وجاءت قرارات تسهيل مشاركة مواطني دول مجلس التعاون الخليجي في أربعينية الإمام الحسين بعد اتفاق العراق مع إيران الأحد على تخصيص 7 منافذ حدودية تربط البلدين وإصدار جوازات سفر خاصة للإيرانيين للسفر إلى العراق للمشاركة في مراسم الأربعينية، وعبور مركبات ومعدات وتجهيزات مواكب العزاء القادمة من إيران. وتعتبر مناسبة أربعينية الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب الأهم لدى المسلمين الشيعة إذ يتوافد الملايين من جميع أنحاء العالم إلى مدينة كربلاء (110 كم جنوب بغداد) حيث مرقد الإمام الحسين. ويتم إحياء ذكرى الزيارة الأربعينية بعد أربعين يوما على يوم عاشوراء ذكرى مقتل الإمام الحسين مع رهط من أهل بيته وأصحابه في واقعة الطف بكربلاء على أيدي جيش الخليفة الأموي يزيد بن معاوية في العاشر من محرم عام 61 للهجرة الموافق 680 ميلادي حيث تصادف أربعينية هذا العام السادس من الشهر المقبل.

مشاركة :