استحضر متحف قصر السلام ذكرى الغزو العراقي الغاشم على الكويت في عمل فني ضخم من إنتاجه يحمل عنوان «التحرير»، وذلك يأتي تزامنا مع الذكرى الـ 33 للغزو. وعرض الفيلم قصة الغزو العراقي وملحمة التحرير بقيادة الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد وولي عهده رئيس مجلس الوزراء، آنذاك، الشيخ سعد العبدالله. وتناول جهود الحكومة الكويتية لحشد التأييد الدولي لقيادة التحرير ودور أبناء الكويت في مقاومة المحتل، إلى جانب عرضه آثار الدمار والخسائر البشرية والبيئية والاقتصادية. وبدأ المتحف عرض الفيلم منذ أمس الأول وحتى اليوم، وتم تخصيص الفترة الصباحية لأهالي الشهداء، فيما تكون فترة ما بعد الظهيرة للعامة، وذلك عبر الحجز عن طريق الموقع الإلكتروني للمتحف. ويُعرض الفيلم في قاعة جابر الأحمد، وهو من إنتاج مركز الوثائق التاريخية ومتاحف ومكاتب الديوان الأميري. وعبّر الحضور من أهالي الشهداء، في تصريحات لـ «كونا»، عن مشاعرهم التي تراوحت بين فرحة التحرير وتحقيق النصر بعد الصمود والمقاومة، وبين الحزن على ما حلّ بالكويت من غدر وما تعرّض له شهداء الوطن. يذكر أن قصر السلام دمر بشكل كامل إبان الاحتلال العراقي للكويت عام 1990، ونهب وطمست ملامحه إلى أن تم تقديم اقتراح في 2013 من قبل مركز الوثائق التاريخية ومتاحف ومكتبات الديوان الأميري بترميم هذا المبنى التاريخي وتحويله إلى متحف عالمي يوثق تاريخ الكويت عبر ثلاثة متاحف تحت سقف واحد. وتم إكمال متحف «قصر السلام» بعد سنوات من العمل الدؤوب استمر لأكثر من 6 سنوات، ليضم 3 متاحف، وهي متحف قصر السلام ومتحف تاريخ الكويت عبر حكامها، إلى جانب متحف تاريخ الحضارات التي سكنت أرض الكويت. وفي 29 أبريل 2019 تم افتتاح القصر تحت رعاية وحضور الأمير الراحل المغفور له الشيخ صباح الأحمد، ليشكل صرحا تاريخيا حضاريا معماريا فريدا من نوعه يحفظ ويوثق تاريخ الكويت ويعمق مفاهيم الاعتزاز بالوطن ويحكيها للأجيال.
مشاركة :