روسيا تقصف ميناء لتصدير الحبوب بأوكرانيا والغرب يندد وزيلينسكي يتحدث عن قمة قريبة للسلام

  • 8/3/2023
  • 01:17
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

المنامة - ياسر ابراهيم - قالت السلطات الأوكرانية إن مسيّرات روسية استهدفت ميناء "إسماعيل"، أحد موانئ الحبوب جنوب غربي أوديسا، في وقت عبر فيه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عن أمله في عقد "قمة سلام" بشأن بلاده هذا الخريف. وميناء "إسماعيل" هو أحد أكبر الموانئ النهرية للحبوب في أوكرانيا ويقع على نهر الدانوب على الحدود مع رومانيا، مما أدى لتعطيل العمل في الميناء، وتسجيل ارتفاع في أسعار الحبوب. وقال المتحدث باسم الإدارة العسكرية في مدينة أوديسا إن الهجوم أوقع أضرارا بالميناء وصوامع الحبوب، في حين أكدت مصادر توقف العمليات في الميناء الذي يعد الطريق البديل الرئيسي لتصدير الحبوب الأوكرانية منذ توقف التصدير عبر موانئ البحر الأسود منتصف يوليو/تموز الماضي. ووفقا لقيادة عمليات الجنوب في الجيش الأوكراني، فإن المسيرات الروسية أُطلقت من بحر آزوف عبر البحر الأسود لضرب الميناء والبنية التحتية لمنطقة جنوب أوديسا على نهر الدانوب، وهو ما أدى إلى اندلاع حرائق في صوامع الحبوب بالميناء، وألحق أضرارا جسيمة بالمنشآت الصناعية والمبنى الإداري للميناء. ويأتي الهجوم بعد أيام قليلة من ضرب طائرات مسيرة روسية مستودعات الحبوب في "ريني" الواقعة على نهر الدانوب بجوار الأراضي الرومانية. وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن الهجمات الروسية على الموانئ وصوامع الحبوب في أوديسا تستهدف الأمن الغذائي العالمي. وطالب زيلينسكي العالم بالاستجابة عندما يتم استهداف الموانئ المدنية، وعندما يقوم من وصفهم بالإرهابيين بتدمير صوامع الحبوب عمدا، وفق تعبيره. وكشف ألكسندر كوبراكوف، نائب رئيس الوزراء الأوكراني، عن أن الهجمات الروسية أتلفت ما يصل إلى 40 ألف طن من الحبوب كانت متجهة لدول أفريقية والصين وإسرائيل. وانعكست هذه الهجمات على أسعار الحبوب عالميا، إذ قفزت أسعار القمح بنسبة 4.7%، أما أسعار الذرةـ فقد ارتفعت بنسبة 2%.  انتقادات غربية وفي ردود الفعل الدولية، اتهمت فرنسا روسيا بتعريض الأمن الغذائي العالمي للخطر "على نحو متعمد من خلال تدمير بنى تحتية أساسية لتصدير الحبوب". وقالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الفرنسية في بيان "إنها تسعى لتحقيق مصلحتها الخاصة على حساب السكان الأكثر ضعفا عبر رفع أسعار المنتجات الزراعية، ومحاولة منع أحد منافسيها الرئيسيين من تصدير منتجاته" وهي أوكرانيا. من جهته، قال مسؤول السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل إن روسيا تواصل هجماتها الجوية على كييف وأوديسا وموانئ الدانوب الأوكرانية، وتعرّض الملايين من الفئات الأكثر ضعفاً للخطر. وحذّر بوريل من أن الهجمات الروسية على البنية التحتية للحبوب الأوكرانية ستؤدي إلى تفاقم انعدام الأمن الغذائي العالمي. أما السفيرة الأميركية في كييف، فقالت إن الهجمات التصعيدية الروسية على البنية التحتية تمثل هجوما شاملاً على قدرة أوكرانيا على تصدير الحبوب. بدوره، اعتبر رئيس رومانيا كلاوس يوهانيس -الذي تقع بلاده بمحاذاة أقصى جنوب أوكرانيا عند الدانوب- أن الهجمات الروسية المتكررة على البنى التحتية الأوكرانية على النهر "غير مقبولة".  اتصالات تركية من جانبه، دعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان -في اتصال هاتفي- نظيره الروسي فلاديمير بوتين إلى تجنب أي "تصعيد" في البحر الأسود في إطار النزاع مع أوكرانيا، حسبما ذكرت الرئاسة. وقالت الرئاسة التركية إن أردوغان أكد لبوتين أن التوقف الطويل الأمد لمبادرة نقل الحبوب لن يكون في صالح أحد، وأن الدول الفقيرة هي المتضرر الأكبر جراء ذلك. وشدد أردوغان على أن تركيا ستواصل اتصالاتها الدبلوماسية لضمان الاستمرار في صفقة تصدير الحبوب. وفي مقابلة مع الجزيرة، قال مسعود حقي جاشين عضو مجلس الأمن والسياسات الخارجية التابع للرئاسة التركية، إن المحادثات بين أردوغان وبوتين تأتي في وقت تتصاعد فيه المخاوف من مواجهة عسكرية في البحر الأسود بين روسيا وأوكرانيا> وأضاف أن روسيا سحبت ضباطها من مكتب تنسيق تصدير الحبوب بإسطنبول. وخلال المقابلة مع الجزيرة أكد المسؤول التركي إمكانية عودة روسيا إلى اتفاق الحبوب. من جهته، أكد بوتين استعداد بلاده للعودة فورا إلى اتفاق تصدير الحبوب إذا أوفى الغرب بتعهداته المنصوص عليها في الاتفاق. وكان الكرملين قد أعلن عن محادثات هاتفية بين الرئيس فلاديمير بوتين ونظيره التركي رجب طيب أردوغان تناولت اتفاق تصدير الحبوب عبر الموانئ الأوكرانية على البحر الأسود. وطلب بوتين من أردوغان دعم تركيا لتصدير موسكو الحبوب، وتاليا كسر العقوبات الغربية المفروضة عليها. وقال الكرملين عقب الاتصال بين الرئيسين إنه "نظرا إلى الحاجات الغذائية للدول الأكثر حاجة، تتم دراسة الخيارات للسماح بإيصال الحبوب الروسية (…) ثمة إرادة بالتعاون في هذا المجال مع تركيا". ومنذ انسحابها من اتفاق تصدير الحبوب عبر البحر الأسود في يوليو/تموز الماضي، كثفت روسيا هجماتها على منشآت حيوية لتخزين الحبوب الأوكرانية المعدة للتصدير. وسمح الاتفاق بمغادرة نحو 33 مليون طن من الحبوب من الموانئ الأوكرانية، مما خفف من حدة المخاوف حيال نقص المواد الغذائية في الدول الأضعف. ومع إغلاق البحر الأسود فعليا، بات ميناءا إسماعيل وريني على الدانوب الآن طريق التصدير الرئيسي للمنتجات الزراعية الأوكرانية عبر رومانيا المجاورة.  قمة سلام يأتي هذا، فيما عبّر زيلينسكي -اليوم الأربعاء- عن أمله في إمكان عقد "قمة سلام" بشأن بلاده هذا الخريف، وأن تكون المحادثات في السعودية هذا الأسبوع خطوة نحو تحقيق هذا الهدف. وقال زيلينسكي لدبلوماسيين أوكرانيين -في خطاب نُشر على موقع الرئاسة- إن نحو 40 دولة ستكون ممثلة في الاجتماع الذي ينعقد في جدة بالمملكة السعودية يومي 5 و6 أغسطس/آب الجاري. وأضاف "نعمل على عقدها (القمة) في الخريف المقبل. الخريف قريب جدا، لكن لا يزال هناك وقت للتحضير للقمة وإشراك معظم دول العالم". ويعمل الرئيس الأوكراني وفريقه مع الحلفاء لحشد دعم واسع "لقمة سلام"، من شأنها أن تقرّ مبادئ لدعم تسوية لإنهاء الحرب التي بدأت قبل 18 شهرا تقريبا. ومن المفترض أن تُبنى القمة على خطة من 10 نقاط طرحتها كييف الخريف الماضي، ويعمل زيلينسكي على الترويج لها. وتتمحور رؤية زيلينسكي للسلام حول مجموعة من النقاط، أبرزها الاستعادة الكاملة لوحدة أراضي أوكرانيا، وانسحاب القوات الروسية بشكل تام، وضمان أمن الغذاء والطاقة والسلامة النووية، والإفراج عن جميع الأسرى. ولم يتم حتى الآن التوافق على مكان لعقد القمة.  تطورات ميدانية وفي التطورات الميدانية الأخرى في أوكرانيا، قال رئيس الإدارة العسكرية في كييف سيرخي بوبكو إن الدفاعات الجوية الأوكرانية أسقطت 10 مسيرات من طراز شاهد استهدفت العاصمة كييف خلال الساعات الماضية. وأضاف بوبكو أن المسيرات هاجمت كييف في وقت واحد، ومن عدة اتجاهات وتم تدميرها من قبل الدفاعات الجوية وسقط حطامها في 3 مناطق في العاصمة وتسببت في أضرار مادية. وفي موسكو، قالت وسائل إعلام روسية إنه تم تسليح ما تعرف بكتائب الدفاع الذاتي الإقليمي في منطقة بيلغورود جنوب غربي البلاد على الحدود مع أوكرانيا. وحضر حاكم الإقليم فياتشيسلاف غلادكوف مراسم تسليم العتاد الذي يضم بنادق آلية وطائرات مسيرة ومدافع مضادة للطائرات. وكان قد أُعلن تشكيل تلك الكتائب من أهالي المنطقة عقب تعرضها لهجمات من مسلحي ما سُمي بفيلق حرية روسيا.  المصدر: الجزيرة + وكالات

مشاركة :