أعلنت روسيا الأربعاء بدء مناورات بحرية في بحر البلطيق، على خلفية تصاعد التوتر متصاعدة مع الدول الأوروبية بشأن الصراع في أوكرانيا. وقالت وزارة الدفاع في بيان إنّ "مناورات أوشن شيلد 2023 البحرية، بدأت في بحر البلطيق"، مضيفة أنّ 30 سفينة حربية و20 سفينة دعم ستشارك إلى جانب نحو 6 آلاف عسكري. وأشارت إلى أنّ الهدف يتمثّل في "التحقّق من قدرة الأسطول العسكري على الدفاع عن مصالح روسيا الوطنية". ومنذ شنّت روسيا هجومها على أوكرانيا، حشدت الدول المطلّة على بحر البلطيق صفوفها ضدّ موسكو. وفي السياق، طلبت كل من فنلندا والسويد الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو)، الأمر الذي تمكّنت هلسنكي من تحقيقه، بينما لا يزال قيد التنفيذ بالنسبة إلى ستوكهولم. وكانت موسكو قد فقدت خطوط أنابيب الغاز الاستراتيجية تحت الماء في بحر البلطيق التي تربط أراضيها بألمانيا، بعدما تضرّرت بسبب انفجارات طالتها، وقرّرت أوروبا وقف اعتمادها على المحروقات الروسية لمعاقبة موسكو، وعدم تمويل مجهودها الحربي. اتفاق الحبوب أكد الكرملين مجدداً أمس الأربعاء موقفه إزاء اتفاق تصدير الحبوب عبر البحر الأسود قائلاً إنه مستعد للعمل "على الفور" بموجب الاتفاق من جديد حال تنفيذ الجزء الخاص بمطالب روسيا. وأدلى دميتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين بتصريحات عقب يوم من تصريح السفير الأمريكي لدى الأمم المتحدة الثلاثاء بوجود "مؤشرات" تدل على أن روسيا لا تزال تولي اهتماما للعودة إلى المناقشات حول الاتفاق الذي سمح لأوكرانيا بتصدير الحبوب عبر البحر الأسود. وقال بيسكوف للصحفيين إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أجرى اتصالا هاتفيا صباح الأربعاء مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان، الذي توسطت بلاده بالإضافة إلى الأمم المتحدة في إبرام الاتفاق في يوليو العام الماضي. انسحبت موسكو من الاتفاق الشهر الماضي بعد أن اشتكت من تقاعس المجتمع الدولي في أن يكفل لروسيا حرية تصدير حبوبها وأسمدتها أيضاً في إطار هذا الاتفاق. وقال بيسكوف ردا على سؤال بشأن هذا الأمر "روسيا، وكما ذكر الرئيس بوتين 100 مرة بالفعل، مستعدة للعودة على الفور للعمل بموجب الاتفاق... في حال تنفيذ الجزء الذي يهم روسيا الاتحادية. وحتى الآن لم ينفذ هذا كما تعلمون". وأضاف بيسكوف "فرض الغرب عقوبات على روسيا دون الأخذ في الاعتبار باحتياجات المجتمع الدولي من المواد الغذائية، والأمانة العامة للأمم المتحدة على دراية بذلك". ولا تطبق العقوبات الغربية على صادرات روسيا من الحبوب والأسمدة، لكن موسكو تقول إن القيود المفروضة على المدفوعات والخدمات اللوجيستية والتأمين تشكل عائقا أمام عمليات الشحن. قصف مستمر قال مسؤولون أوكرانيون إن طائرات روسية مسيرة نفذت هجوما في الساعات الأولى من صباح الأربعاء على ميناء ومنشآت تخزين في منطقة أوديسا الساحلية جنوب البلاد مما ألحق أضرارا وأشعل النيران في بعض تلك المنشآت. وقال أوليه كيبر حاكم منطقة أوديسا الأوكرانية على تطبيق تيليجرام إنه لم ترد تقارير تفيد بسقوط قتلى أو مصابين لكنه لم يذكر الموقع المحدد للهجوم. وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على تيليجرام "للأسف وقعت أضرار... والأبرز في جنوب البلاد. هاجم الإرهابيون الروس مرة أخرى الموانئ والحبوب (بما يهدد) الأمن الغذائي العالمي". وكثفت روسيا هجماتها على البنية التحتية للقطاع الزراعي والموانيء في أوكرانيا بعد أن رفضت تمديد اتفاق تصدير الحبوب عبر البحر الأسود الذي كان يسمح بالعبور الآمن لصادرات الحبوب الأوكرانية. وقال سيرهي براتشوك المتحدث باسم إدارة أوديسا العسكرية في بيان عبر الفيديو "العدو... يحاول إتلاف الحبوب الأوكرانية بمهاجمة البنية التحتية الصناعية والموانئ. للأسف هناك ضربات وصلت لأهدافها وللأسف لحقت أضرار بصومعة واندلعت حرائق في الموقع". وأضاف "روسيا تحاول فصل أوكرانيا عن أي اتفاق حبوب مستقبلي والأهم أنها استراتيجيا تحاول إزالة بلادنا من سوق الغذاء العالمية". وذكرت وسائل إعلام أوكرانية أن الطائرات المسيرة جاءت من ناحية البحر الأسود ثم اتجهت صوب ميناء إسماعيل وهو ميناء رئيسي في دلتا نهر الدانوب تُنقل منه الحبوب الأوكرانية إلى ميناء كونستانتسا الروماني المطل على البحر الأسود لنقل شحنات الحبوب منه بعد ذلك. وأصبحت موانئ أوكرانيا على نهر الدانوب شريانا حيويا لصادرات الحبوب الأوكرانية بعد أن انسحبت روسيا من اتفاق تصدير الحبوب عبر البحر الأسود في منتصف يوليو.
مشاركة :