انطلقت مساء يوم الخميس الماضي بطولة الملك سلمان للأندية العربية في مناطق «الطائف والباحة وأبها»، وهو اختيار مكاني موفق، حيث تتميز تلك المناطق بأجواء معتدلة، ومناسبة للعب كرة القدم، وتتنافس الأندية العربية المشاركة على البطولة «الأغلى» اسماً وقيمة، فهي تحمل اسم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وهو اسم غالٍ عند كل العرب، كما أن قيمة البطولة المادية كبيرة جداً، وأغلى من قيمة البطولتين الآسيوية والإفريقية، إذ تبلغ مكافأة الفريق البطل 6 ملايين دولار، ومن خلال هذه الحوافز، سيسعى كل فريق عربي لتحقيق اللقب، طمعاً في كأس سلمان، ومن ثم في المبلغ الذي بالتأكيد سيساعد الفريق البطل في تجاوز بعض أزماته. سعودياً، يشارك في البطولة فرق الهلال والاتحاد والنصر والشباب، والأمنيات أن يحقق البطولة أحد فرقنا المشاركة، إلا أن الانطباع الأولي من خلال مشاهدتنا للجولتين الأولى والثانية، منحنا مؤشرا لاستمرار بعض الفرق في البطولة وتقدمها في الأدوار التالية، وربما خروجبعضها، فالأداء الفني مابين الفرق السعودية متفاوت بشكل كبير، حيث لم يقدم فريق الهلال ما يشفع له أمام أهلي طرابلس الليبي ولا السد القطري، بل قدم شوطا أول من اسوأ الأشواط التي من الممكن مشاهدتها في مباراة أهلي طرابلس، واستمر الأداء العشوائي في المباراة الثانية أمام السد القطري، والتي دلت على وجود خلل كبير يجب على المسؤولين معالجته بأسرع وقت، وإن كان الخلل في العمق الدفاعيفي ظل عدم وجود ساتر دفاعي «محور متأخر» جعل الدفاع الهلالي ينكشف بسرعة، كما أن الظهير الأيسر بان خلله منذ الموسم الماضي، ووجود ياسر الشهراني لن يضيف شيئا بعد إصابته الأخيرة، كما اتضح حاجة الهلال لمهاجم هداف، ولاعب «عشرة» اللاعب الذي يأتي خلف المهاجم. وعلى النقيض تماماً قدم فريق الاتحاد مباراتين جيدتين، واتضحت جاهزيته الجيدة للموسم الجديد، فقد استطاع انتزاع انتصار ثمين من أمام فريق الترجي التونسي، وانتصارا آخر من أمام الصفاقسي التونسي، واطمأنت جماهيره على مستواه، وعلى قوته الضاربة في الوسط والهجوم بوجود بنزيما وحمدالله وروما وكانتي، وهذا ما جناه الاتحاد من خلال الاستقرار الفني والإداري، وإن كان ينقصه المدافع القوي، وهذا ما يعمل عليه المسؤولون عن الفريق. بينما فريقا الشباب والنصر، تقابلا في الجولة الأولى ولم يقدما المنتظر منهما، حيث تعادلا في النتيجة وتقاسما المستوى، إلا أنهما استطاعا العودة في الجولة الثانية، وحققا انتصارين نالا على إثرهما صدارة ووصافة المجموعة، رغم أن فريق الشباب لم يكن جاهزا للبطولة نهائياً، فهو للتو استلمت إدارته زمام أموره، والمدرب لم يُعلن عنه إلا قبل يوم من الجولة الأولى، ولم تكتمل صفوفه سواء من اللاعبين الأجانب أوالمحليين، لتبقى الجولة الثالثة التي انطلقت البارحة وتستكمل اليوم حاسمة في تأهل بعض الفرق وخروج البعض الآخر. تحت السطر - أنديتنا في البطولة العربية بشكل مجمل، لم تظهر بمستوياتها التي كانت تتوقعها الجماهير، وهذا يعود بسبب عدم الانسجام، وعدم اكتمال الفرق من الناحيتين «التعاقدية والفنية»، ولكن من يستطيع إكمال مسيرته في البطولة، بالتأكيد سيرتفع مستواه بشكل تدريجي، وربما استطاع «الاتحاد أو النصر» تحقيق البطولة، فهما حتى الآن الأقرب لتحقيق اللقب. - يبدو أن المسؤولين عن فريق الهلال ليس لديهم هدف في البطولة العربية سوى «التجهيز» للبطولات القادمة، ومعرفة بعض النواقص، وهذا ما اتضح بشكل جلي، وربما «أنقذت» البطولة العربية الهلاليين قبل بدء موسمهم. - كريم بنزيما مهاجم عظيم وهداف كبير، استطاع الانسجام مع فريق الاتحاد بسرعة البرق، وسجل هدفين في الجولتين الأولى والثانية من البطولة العربية، وهذه قيمة إضافية للاتحاد والدوري السعودي.
مشاركة :