وقّع مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي "إثراء"، اليوم الأربعاء، مذكرة تفاهم مع الهيئة الملكية لمحافظة العُلا؛ بهدف خلق شراكات استراتيجية بينهما. يأتي ذلك من خلال مشروعات ومبادرات مشتركة تستند على جوانب التدريب والتعليم في الفنون والثقافة، علاوةً على إجراء الدراسات والبحوث وتبادل الخبرات. كما ستشهد المذكرة تفعيل دور المجتمع في الفنون من خلال برامج التنمية والتواصل والفعاليات المحلية والدولية؛ لإتاحة مساحات للتعلم وتحصيل المعرفة عبر المشروعات التي تمنح مزيجًا لشتى أنواع الفنون. وتأتي المذكرة من منطلق تبادل الخبرات بين الجهات الثقافية والعمل المشترك في تطوير البرامج وورش العمل، إزاء توحيد الجهود وتنمية المشروعات والإنتاج الإبداعي؛ لدعم صناعة الفنون والفكر الثقافي عبر أدوات تطويرية ذات رؤية متقدمة تتجلّى في التنوع التدريبي وتمكين المواهب الوطنية. وبناءً عليه تم تفعيل الشراكة في جائزة العُلا للتصميم، وجائزة إثراء للفنون والتي أطلق المركز نسختها السادسة اليوم الأربعاء، فضلًا عن العديد من الجوانب والمسارات المتعلقة في محاكاة البُعد الثقافي. كما تتضمن المذكرة آلية التعاون في الجوائز الفنّية التي يقدمها الطرفان، كالمشاركة في لجان التحكيم واختيار الأعمال الفنية التي سيتم عرضها في العلا كجزء من منظومة البرنامج العام بينهما. في حين سيكون العديد من المشروعات والمصنّفات الثقافية الذي يحتضنها المركز متاحة لزوّار محافظة العُلا، بوصفها أدوات إبداعية ومحركات تقود إلى دعم الحركة الفنّية. وسيقدم "إثراء" العديد من ورش العمل والحلقات النقاشية المتخصصة، والمضامين والمشاركات الفنّية الأخرى، كالعمل على تطوير وتنفيذ المعارض الفنّية محليًا وعالميًا ومشاركة الطرفين في بعض الجوائز المخصصة للفنون. ويصاحب ذلك تعزيز سُبل التعاون في إنتاج فيلم قصير سنويًا، في محافظة العُلا؛ لدعم بيئة الإلهام والأفكار ضمن عالم متغير. وحول ذلك، قالت مديرة البرامج في "إثراء" نورة الزامل: إن المذكرة تأتي تماشيًا مع دور "إثراء" المتمثل في دعم وتطوير الصناعات الثقافية والإبداعية؛ لتمكين المبدعين بوصفهم نواة المستقبل عبر شراكات وتبادل خبرات. وأوضحت "الزامل" أن الشراكة مع الهيئة الملكية لمحافظة العُلا، تصب في مجالات عدة ذات التوجه المعرفي لنمو الاقتصاد الإبداعي وتسريع عجلة التنمية الوطنية، كما تُعد محفزًا اقتصاديًا وبوابة للموهوبين، ما يشكّل منعطفات عدة تقود إلى حالة فنّية فريدة. وأضافت أن ذلك في الوقت الذي أصبح الفنّ وقودًا للتوهج العالمي، ويتخذ موقعًا مميزًا على خريطة الفنون بأشكالها سواءً في السينما والمسرح والموسيقى والفنّ التشكيلي وغيره من أنواع الفنون البصرية والأدائية"، مشيرةً إلى أهمية مبدأ تكامل الأدوار والمسؤولية المجتمعية بين القطاعات الوطنية المختلفة. فيما أوضحت المديرة التنفيذية للإدارة العامة للفنون والصناعات الإبداعية في الهيئة الملكية لمحافظة العُلا نورا الدبل، أن المذكرة تتماشى مع رؤية المملكة 2030، وتقدم تصوّرًا للتعاون المستقبلي الذي سيدعم نمو الثقافة والفنّ والإبداع في جميع أنحاء المملكة. وقال "الدبل": إن توحيد الجهود لدفع المشروعات والإنتاج الإبداعي والتمكين من أجل المشاركة في المبادرات والبرامج لكلا الجانبين؛ سيحقق تنمية مستدامة لصناعة الفنون، لاسيما أن الهيئة لديها إرث حضاري نابض يعزز من جودة الحياة السياحية والاقتصادية. وبيّنت أن الشراكة مع مركز "إثراء" تنبثق من اعتباره أكثر المؤسسات الثقافية التي تسهم في دعم المشهد الثقافي في المملكة عبر إلهام الفكر واستكشاف المعرفة مع تنمية منابت الإبداع والابتكار. يُذكر أن اتفاق الجانبين على دعم مجالات الفنون الرقميّة ضمن جهودهما في تحقيق الأهداف والتطلعات؛ لجعل الثقافة نمط حياة ورفع مستوى التأثيرات الاقتصادية، إلى جانب تزويد المواقع السياحية السعودية بمحتوى ثقافي متنوّع مما يتيح فرصًا للمواهب الوطنية عبر الشراكات الواعدة. و"جائزة إثراء للفنون" هي مبادرة فنية سنوية رائدة، أطلقها مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي "إثراء" في عام 2017م، في نُسخها السابقة. ومُنحت الجائزة محلّيًا لفنانين سعوديين ومقيمين معاصرين ومع النسخة السادسة يواصل "إثراء" المسيرة والتوسع برقعة جغرافية تشمل الفنانين العرب المعاصرين. وتهدف الجائزة إلى تمكين وتشجيع أعمال الفنانين وإيصالها إلى نطاق عالمي، وستقيّم المشاركات من قبل لجنة تحكيم مُعتبرة من الخبراء الدوليين والإقليميين في المشهد الفني المعاصر؛ للحصول على جائزة بقيمة 100 ألف دولار تُمنح للقطعة الفنية الفائزة، بالتزامن مع الذكرى السنوية الخامسة لـ"إثراء" قبل المضي في جولة حول العالم، فيما يتاح للمهتمين التسجيل بالنسخة السادسة من خلال الرابط التالي: جائزة إثراء للفنون النسخة السادسة | Ithra.
مشاركة :