إذا كنت من عشاق الطبيعة ومحبي استكشاف المواقع التاريخية والأثرية، التي ربما لم تسمع بها من قبل، فما عليك سوى التوجه إلى جزيرة سريلانكا والقيام برحلة في ربوعها والاستمتاع بالأجواء الرائعة والمثيرة التي تمتلكها تلك الجنة الطبيعية القابعة في شمال المحيط الهندي. عند زيارتك لتلك الجزيرة الساحرة وبعد أن تكون قد تجولت في مدنها الرئيسية وبلداتها المتباعدة فمن الأفضل لك أن تشق طريقك بنفسك إلى داخل الأدغال الكثيفة التي تحتويها وذلك لإمتاع ناظريك بالحياة البرية الهادئة ولمشاهدة الحيوانات والطيور المتنوعة التي تعيش هناك، ومن ثم الاتجاه بعد ذلك إلى أحد المنتجعات السياحية الفخمة التي تنتشر على طول الشواطئ الرملية النظيفة والباعثة على الاسترخاء والراحة. تبدأ رحلتك إلى هناك منذ اللحظة التي تهبط فيها مطار كولومبو حيث ستشعر وكأنك في جزء جديد من الكرة الأرضية يختلف تماماً عن الأمكنة التي رأيتها في حياتك، وبعد أن تكون قد حجزت غرفتك في أحد فنادق العاصمة، فيبدو من الرائع لك أن تقوم بجولة في أحيائها وأزقتها ومشاهدة أجواء المرح التي تسود شوارع المدينة، وصولاً إلى القلعة التاريخية التي تهيمن على سماء المدينة وبجانبها الأسواق الأثرية التي يعود بعضها إلى حقبة البرتغاليين والإنجليز والهولنديين مثل سوق بيتا العريق الذي يضم مجموعة من المنتجات المحلية السريلانكية، إضافة إلى العديد من الأشياء التاريخية الأخرى. ولا تنسَ بعد جولتك هذه أن تتوجه إلى الرصيف البحري لمشاهدة أول غروب للشمس في هذه الجزيرة لأن ذلك المنظر لا يمكن تفويته. وفي صباح اليوم التالي وبعد أن تكون قد قضيت ليلة رائعة في فندقك وتناولت الفطور مع كأس من الشاي السريلانكي الرائع المذاق، عليك الآن أن تتجه شرقاً إلى المنطقة السهلية الوسطى من الجزيرة حيث ستجد هناك محمية الفيلة الخاصة بيناوالا وسيكون بمقدورك فيها مشاهدة قطعان الفيلة تعبر الجداول المائية وإن كانت لديك الرغبة في امتطائها فلا مانع من ذلك. معابد دامبولا وليس ببعيد عن المحمية ستجد واحدة من أشهر وأكثر المناطق استقطاباً للزوار في سريلانكا إنها بلا شك منطقة معابد دامبولا الملكية والتي تحظى بأهمية خاصة لدى السريلانكيين. يطلق على هذه المعابد أيضاً اسم المعابد الذهبية، وتقدر الدراسات عمرها بنحو 2700 عام وتتكون من خمسة كهوف رئيسية وتحتوي على مجموعة ضخمة من اللوحات والرسومات الجدارية التي تجسد الحضارة السرلانكية القديمة، إضافة إلى تماثيل من كل الأحجام والأشكال لعدد من الملوك والأمراء ورجال الدين القدامى. أدرجت منظمة اليونيسكو في عام 1991 هذه المعابد على قائمة التراث العالمي، ويزورها سنوياً ما لا يقل عن مليوني سائح من مختلف دول العالم. عند مشاهدتك لهذه الكهوف والرسومات والتماثيل ستشعر بالغموض والسرية يسودان أرجاء المكان لتبدأ عندها بالتفكر حول الحياة التي كانت سائدة في ذلك الزمان. يوجد هناك أيضاً عدد آخر من الأمكنة التي تم إدراجها من قبل اليونيسكو على قائمة التراث العالمي ومنها مدينة بولوناروا التاريخية التي كانت في السابق عاصمة سريلانكا، والتي تضم العديد من الآثار الرائعة كالقصر الملكي القديم وأضرحة عدد من ملوك سريلانكا. بلدة غالي وبعد هذه الجولة المثيرة في تلك المناطق التاريخية يبقى عليك التوجه إلى أحد شواطئ الجزيرة والتي تعتبر جميعها أمكنة رائعة للاسترخاء والاستمتاع ببعض الأنشطة المائية، ولكن في الحقيقة فإن زيارة بلدة غالي، التي تقع في الجزء الجنوبي من الساحل السريلانكي، تعتبر تجربة رائعة ووجهة لا بد منها. تعد هذه البلدة الساحلية جوهرة الحقبة الاستعمارية الهولندية بامتياز، حيث إن أبنيتها وبيوتها تحمل الطابع المعماري الهولندي، وقد ساهم السور التاريخي الذي يحيط بها في حماية البلدة من إعصار تسونامي الذي ضرب المنطقة في عام 2004، وبعد استكشافك لشوارع البلدة وأزقتها توجه إلى كالوتارا التي تقع إلى الشمال من غالي حيث ستجد هناك مجموعة مميزة من المنتجعات السياحية الفخمة التي من المؤكد أنها ستغريك لتمديد إجازتك عدة أيام أخرى.
مشاركة :