بورصة الممثلين والمذيعين قد تحبط المتبرعين لمصر | شريف قنديل

  • 3/5/2016
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

نأيتُ بنفسي وقلمي عن معسكر الساخرين ومعسكر الشامتين؛ مِن وفي «التبرع لصالح مصر بجنيه».. وكنتُ ومازالتُ أتأهَّب لأي شكلٍ من أشكال التبرُّع، ذلك أن الأمر جد خطير، ولا يحتمل الضحك أو السخرية، بقدر ما يحتاج إلى التكاتف. ولأن المُضْحِكَات المُبكيات طفحت هذه الأيام؛ بمناسبة أفول نجم الشباك الذي يُلقِّبونه في مصر والعالم العربي بـ»العُكش»، فقد صُدمتُ بقائمة أجور الفنانين المصريين لشهر رمضان المقبل، والتي جاءت على النحو التالي: (38 مليوناً لعادل «إمام المشاغبين»، و8 ملايين لمي عز الدين، و12 مليونًا لنيللي كريم، و10 ملايين لغادة عبدالرازق، و18 مليوناً لكريم عبدالعزيز)! وفيما كانت الدعوات والمناشدات الفضائية تحثُّ المتبرعين، كانت قائمة أخرى قد ظهرت بأجور المذيعين على النحو التالي: 16 مليوناً لإبراهيم عيسى، و14 مليونًا ليوسف الحسيني، و16 مليوناً للميس الحديدي! تطول قائمة أجور الممثلين والممثلات والمذيعين والمذيعات، ويطول الحديث عما جرى لعكاشة، وتنام مصر أو تحاول أن تنام؛ وهي تضرب كفًا بكف؛ على ما جرى وكان! يقينًا لو أن مصر تتحدَّث عن نفسها هذه الأيام، لقالت لهؤلاء وغيرهم من المُشغِّلين والدَّاعمين والمُشجِّعين: عيب! أُدرك أن معظم الناس في مصر لا تستطيع -للأسف- أن تستغني عن مسلسلات رمضان، ومن ثم فإن المسألة مازالت خاضعة للعَرْض والطَّلَب، وبِئس العَارِض والمعروض، فلا شيء يُفيد على أي صعيد! وأُدرك أن برامج «التوك شوز» باتت مُكمِّلة للمسلسلات، بل إنها تتفوَّق عليها أحيانًا، ويا ألف حسرة على الطَّارِح والمَطروح! لكني في الوقت نفسه؛ أُوقن أن لا مُسلسلاً واحدًا -في رمضان وغير رمضان- ساهم بأي قدر في بناء مصر، إن لم يكن قد حدث ويحدث العكس! وأُوقن كذلك أنه لا يوجد برنامجًا واحدًا ساهم بأي قدر في إنقاذ مصر! كيف يبنون مصر التي وقف الخلقُ ينظرون إليها قديمًا وهي تبني سواعد المجد، وأغلبهم يُروِّجون لمشروعية الخيانة الزوجية، والخيانة الوطنية، والاتجار في البشر والمخدرات، وتقطيع الأرحام والإساءة للعروبة والإسلام؟! كيف ينقذون مصر؛ وهم يجلبون لها كل ليلة عدوًا جديدًا، أو على الأقل خصمًا جديدًا؟! كيف ينقذون مصر؛ وهذا يَسبُّ شَعبًا عربيًا، وذاك يشتم دولة؟!.. هذا يَسبُّ صحابيًا، وذاك يشتم عقيدة؟!. كيف يبنون وينقذون مصر؛ وهم يصيحون في وجوه الناس، مُرتدين ثياب الواعظين، وهم في الكذب والدجل والتزييف غارقون؟!. ذَهَبَ «عُكش» الذي أساء لمصر وللعرب، وبقي عُكاشيّون كثيرون! إنها الملهاة المأساة، أو المأساة الملهاة، التي يُؤدِّيها أغلب المذيعين والمذيعات والممثلين والممثلات، على مصر.. طبعًا!!. sherif.kandil@al-madina.com

مشاركة :