كانت مسيرة إفريقيا في كأس العالم لكرة القدم للسيدات استثنائية بنهاية مرحلة دور المجموعات في البطولة اليوم الخميس حيث انضم المغرب الوافد الجديد إلى نيجيريا وجنوب أفريقيا في دور 16. وتعرض المغرب لهزيمة مذلة بنتيجة 6-صفر على يد ألمانيا، البطلة مرتين، في المباراة الافتتاحية للمنتخبين في نهائيات كأس العالم لكنه استعاد عافيته ليهزم كوريا الجنوبية وكولومبيا ليضمن وصوله إلى مراحل خروج المغلوب من البطولة. وأدت سلسلة النتائج المفاجئة للمغرب لإقصاء المنتخب الألماني المتميز من دور المجموعات في واحدة من أكبر المفاجأت في البطولة. وجاءت المفاجأة بعد نحو 24 ساعة من انتزاع جنوب أفريقيا لهدف مثير في الوقت المحتسب بدل الضائع لتطيح بإيطاليا، وأيضا بعد تجاوز نيجيريا المجموعة الثانية بعد تعادلين وفوز على أستراليا المُضيفة. وحتى زامبيا، التي ودعت بعد هزيمتين متتاليتين بخمسة أهداف، تمكنت من المغادرة بانتصار بعد أن تغلبت على كوستاريكا في آخر مباراة بالمجموعة. وكانت فرص أفريقيا في وصول فريق إلى مراحل خروج المغلوب أفضل دوما مع توسيع النهائيات لتضم 32 فريقا وزيادة تمثيل القارة إلى أربعة منتخبات. ولكن حتى ذلك الوقت، لم تكن التوقعات مرتفعة بالنسبة لرباعي المنتخبات الأفريقية عند سفرهم إلى أستراليا ونيوزيلندا للمشاركة في البطولة. ولم تغب نيجيريا عن أي من نهائيات كأس العالم للسيدات في نسخها التسع، لكن هيمنتها على أفريقيا انتهت بعد ان عانت في كأس الأمم الأفريقية للسيدات العام الماضي واحتلت المركز الرابع فقط. وفازت جنوب أفريقيا باللقب القاري لكن تحضيراتها تعثرت بسبب الجدل حول التمويل حيث دخلت اللاعبات في إضراب الشهر الماضي. أما بالنسبة للمغرب، أول دولة عربية تنافس في البطولة، بدا الفريق مفتقرا للعمق وقدم عرضا دفاعيا سيئا واظهر في كل مرة سبب التراجع بفارق 70 مركزا خلف ألمانيا في التصنيف بعد أداء سيء للغاية في مستهل مشواره بالنهائيات. الحل لكن المنتخب المغربي أظهر تصميما ملهما على العودة والفوز بالمركز الثاني في المجموعة الثامنة، وإن كان ذلك مع بعض المساعدة الخارجية حين فشلت ألمانيا في التغلب على كوريا الجنوبية اليوم. وكان رينالد بيدروس مدرب المغرب قد تنبأ بما قد يحدث قائلا قبل المباراة “عليك دائما أن تأخذ في الاعتبار سحر كأس العالم”. وهز المغرب الاطار التقليدي لبطولات كأس العالم عندما احتل المركز الرابع في قطر في ديسمبر كانون الأول الماضي في أفضل عرض لفريق أفريقي في كأس العالم للرجال. وأمام السيدات الآن فرصة للاقتراب من آفاق جديدة. ولم يفز أي فريق أفريقي في أي مباراة بمراحل خروج المغلوب في كأس العالم للسيدات من قبل، لكن ستكون هناك آمال كبيرة الآن في أن تستمر المسيرة القوية لفرق القارة، حتى لو كانت معظم الاحتمالات تقف ضدهم. وفي دور 16، ستواجه جنوب أفريقيا منافستها هولندا، وسيلعب المغرب أمام فرنسا، بينما ستواجه نيجيريا منافستها إنجلترا بطلة أوروبا 2022. وقالت ديزيريه إليس مدربة جنوب أفريقيا عن لاعبات الفريق قبل مباراة الأحد في سيدني ضد هولندا المتألقة “لقد أظهرن أنه لا شيء يمكن أن يوقفهن إذا ما استجمعن التركيز ولعبن من أجل بعضهم البعض”.