منظمات حقوق الإنسان.. أين أنتم؟!

  • 8/4/2023
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

سيكون عار وإثم كبير على كل منظمة ترفع شعارات حقوق الإنسان أو تلك التي ما فتئت تطارد الدول الأخرى باسم المساواة والعدل، وهم يشاهدون ما يحدث في أفريقيا من فقر وسوء حياة وعدم استقرار أمني ولا سياسي، ولا يعقدون المؤتمرات لأجل ذلك ولا حتى يتحدثون أو يطالبون بإنصافها ممن تسبب في ذلك. الأكيد أنهم لن يفعلوا؛ لأن المعني بذلك الفقر وعدم الاستقرار هي الدول الاستعمارية الأوروبية وأفعالها في قارة إفريقيا.. كيف لتلك المنظمات وهي تشاهد أغنى الدول بما تخرجه الأرض وهي لا تتحكم بما هو لها، كيف يريدون من العالم أن ينصت لهم، وهم يكيلون بمكيالين وفق رغبة من يقودهم، أو ليس في ذلك عار على الإنسانية وعنصرية مقيتة لم تستطع تلك المؤتمرات التي تقام في نيويورك وجنيف أن تخفف منها أو أن تجد لو حلاً شبه مرضي لها. اسأل تلك المنظمات، أولم ترفق في بياناتها عن ضحايا البحار والمحيطات من الأفارقة أولئك الهاربين من الفقر عن سبب هروبهم الحقيقي؟! أم أنها معنية بمخاطبة من ينتقلون من أرضها إلى البحر فقط؟! لأن الوجهة بعدها إلى أوروبا ولا عليها مِمَّن دفعهم إلى ذلك؟ ومن استهلك ثرواتهم؟! من يدّعون أنهم أهل الديموقراطية.. هم أسباب البلاء والوبال على العالم، فكيف يريدون من العالم أن يؤمن بحقوق الإنسان وهم أول من يخالفها، وهم من يشاهدها ويدعمها ويدعي أنه لم يرها؟ أي رفض للعنصرية وحقوق الإنسان، وكل ما للغرب فوق الجميع، وكل قرارات الأمم المتحدة الملزمة لحقوق الدول بخيرات أرضها لم تنفذ ولن تنفذ؟ أي حقوق ومحاكم رفض الشذوذ أو حتى انتقاده تتكاثر في أوروبا وشمال أميركا. نحن ما زلنا نتعلم، فأخبرونا بربكم عن معنى الحقوق والسلام، ودلونا على الكيفية التي نتخلص منها؟ لكن وفق المفهوم الصحيح، وليس وفق مفهوم الاستعمار والابتعاض ووضع اليد؟!.. هنا كان عليهم أن يقولوا في مؤتمراتهم وعبر منظماتهم التي أقلقت كل دول العالم باستثناء الغرب بشعاراتها ومطالباتها الفارغة إن الحقوق للغرب، وانتهاكها مشروع لهم فقط.. حتى القيم والأخلاق لهم فيها ما يريدون وعلى الآخرين أن ينقادوا. هل توضح لنا منظمات حقوق الإنسان والدول عن مفهومها لحقوق الدول المستباحة ثرواتها، لا سيما وأن التصرف الأرعن من الغرب قد كشف الأقنعة، وحتى هي فيما بينها تفضح بعضها، وبعد ما شاهدناه في أفريقيا علينا ألا نحلم كثيراً بمساواة أو قدرة على بلوغ ما تبلغه عند من جعلت نفسها دول الديموقراطية والحقوق في العالم.. ماذا ننتظر بعد عدم الاستقرار المستمر في أفريقيا؟ هل ننتظر حقوقاً جديدة أم انقلابات وتناحرات جديدة.. الكتاب يتضح من عنوانه، فما تضمنته المعاهدات والرؤساء الذين يؤتون بهم دليل على أن على الأفارقة أن يحلموا كثيراً وعلى مدى أزمنة طويلة وأعمار مديدة كي يصلوا إلى مبتغاهم من الدول المستعمرة.. وما بعد استنزاف الموارد إلا القبول بتلقي الإعانات داخل مدن كئيبة أعياها الفقر والانقلابات.. أعود إلى تلك المنظمات التي التزمت الصمت بعد أحداث النيجر، وأدعو الله أن يغفر لنا زلاتنا، ويتوب علينا من شرور أعمالنا، لأننا أسأنا الظن فيها بعد أن أثبتت أنها لا تستكين وتنافح عن حقوق الإنسان المسكين، لكن حينما يكون الطرف الغرب، فهو محق في فعله، كما قال جدنا النابغة الذبياني في مدح النعمان بن المنذر: "أنبئت أن أبا قابوس أوعدني، ولا قرار على زأر من الأسد" فالغرب محق.. في كل ما يفعله في العالم الآخر.. وهنا كان صمت المنظمات الحقوقية حكمة! آخر ما نقول: إن منظمات حقوق الإنسان التي تسمى الكبرى أثبتت أنها غير منصفة وانتقائية وضد كل ما هو غير الغرب، ورغم ذلك مازلت أحلم بأن الزمن سيتغير وسيكون هناك في يوم من الأيام ما يسمى بالحقوق المتساوية لكل من في العالم.

مشاركة :