أكد إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ د. صالح بن حميد، أن وحدة الصف واجتماع الكلمة غايات مطلوبة في كل حين، وهي عنوان قوة الأمة وسر حفظ البلاد، ولكنها في هذه الظروف التي يتربص بها الأعداء ويتطاول فيها المغرضون ويجترىء فيها الخونة تكون أشد إلحاحاً وأعظم حاجة. وقال في خطبة الجمعة أمس من المسجد الحرام بمكة المكرمة، إنه يجب على كل مسؤول أي كانت مسؤوليته، سياسياً أو إعلامياً أو تعليمياً، أو غيرهم، أن يتأمل في الأوضاع ويعيش الواقع ويستوعب النوازل المحيطة، وبخاصة في هذه البلاد المباركة القائمة على شرع الله الرافعة لراية التوحيد، وقد أدرك العالم ذلك فيها وبوحدة صفها وتماسك جبهتها الداخلية ومصداقيتها وحسن علاقاتها، ومن هنا كانت الثقة بها والقبول بدعواتها والالتفاف حولها والتحالف معها. وأضاف د. ابن حميد أنه يجب على كل مسؤول الالتزام بكل ما يؤكد روابط الوحدة وتلاحم المجتمع، بعيداً عن المزايدات وعن كل نقاش أو مسائل لا تناسب المرحلة، والحذر من إثارة ما يفسد ولا يصلح ويفرق ولا يجمع، من مقالات أو تغريدات أو رسومات، بعد ذلك حسن التدين والحب والإخلاص والعقل والحكمة، والغيرة على الدين وعلى الوطن وعلى الأهل، حرصاً على المصلحة العامة واجتماع الكلمة، والالتفاف حول القيادة وإيغاظة العدو المتربص. وأشار إمام وخطيب المسجد الحرام، إلى أنه ينبغي التفريق بين التعايش والرد على المخالف، فالرد على المخالف باب واسع ومفتوح يشترك فيه مسالك المصلحة والحكمة والموعظة الحسنة والجدال بالتي هي أحسن في بيان الحق وتزييف ما عداه، كما ينبغي التفريق بين المسالم، والباغي والخائن الذي يبغي ويهدد السلم العام ويريد تفريق المسلمين وبحمل السيف على رقابهم، فلابد من إيقافه عند حده والضرب على يديه كائناً من كان، فالذي يخون وطنه ويقتل أهله ويتواطأ مع الأعداء ويمارئهم يجب الحزم معه وفضح أمره واتخاذ موقف الرادع الصارم له ولأمثاله.
مشاركة :