جاءت الذكرى التاسعة للجريمة البشعة التي ارتكبها تنظيم «داعش» الإرهابي بحق الإيزيديين وغيرهم في سنجار العراق في 3 أغسطس عام 2014، لتبرز الحاجة إلى ترسيخ مبادئ التسامح والتعايش ورفض التطرف وازدراء الإنسان بسبب الاختلاف في الدين أو المذهب. واعتبر الباحث في شؤون الحركات المتطرفة أحمد سلطان أن الذكرى هذا العام تم استباقها بقرارات من الدول الأجنبية كألمانيا وبريطانيا باعتبار ما حدث للإزيديين جرائم حرب ضد البشرية، لافتاً إلى اهتمامها ببدء ملاحقات المتورطين في هذه الجرائم التي ارتكبت بحق هذه الطائفة. وأشار سلطان في تصريحات لـ «الاتحاد» إلى ضرورة العمل على تعزيز ونشر قيم السلام والتعايش المشترك بين الطوائف المختلفة. ولفت سلطان إلى أن العالم الآن بحاجة إلى مقاربة مختلفة في التعامل مع الجرائم ضد الإنسانية. من جانبه، أشار المنسق العام لـ «الجبهة الوسطية لمكافحة التطرف» صبرة القاسمي إلى أنه تنظيم «داعش» تهديد للأمن والسلم الدولي، لأنها تتخذ المجتمع الدولي بالكامل أعداء وتدعو لمحاربة النظام العالمي والعمل على تقويضه. ودعا القاسمي إلى ضرورة تقديم المزيد الدعم للإزيديين من أجل قضيتهم وضحاياهم والمختطفين منهم والمفقودين حتى يومنا هذا، لافتاً إلى أن جرائم تنظيم «داعش» المحتملة ضد أهل هذه المناطق وعلى رأسها الإيزيديون ما زالت قائمة. أما الناشطة المتخصصة في شؤون الإرهاب ومديرة المنظمة الأميركية المعنية بشؤون ضحايا الحرب في شمال شرق سوريا لامار الكندي، فأوضحت في تصريحات لـ «الاتحاد» إلى أنها زارت مخيمات الإيزيديين في سنجار، مؤكدة أن مناطق معيشتهم ما زالت تعاني. وأشارت الكندي إلى أن هناك تقديرات تفيد بوجود نحو 2500 من الإزيديين لا يزالون في قبضة التنظيم الإرهابي ومصيرهم مجهول، مطالبة المجتمع الدولي بضرورة تكثيف البحث عنهم. وتعود الأحداث الإجرامية ضد الإزيديين إلى أغسطس من عام 2014، حينما اجتاح تنظيم «داعش» جبل سنجار شمالي العراق حيث تعيش أغلبية من الأقلية الإيزيدية التي تعرضت للقتل والاضطهاد على يد التنظيم.
مشاركة :