وصف استشاري الطب النفسي الدكتور محمد إعجاز براشا؛ المباراة التي تجمع الاتحاد والهلال، غداً، في ربع نهائي كأس الملك سلمان للأندية العربية 2023 على ملعب مدينة الملك فهد الرياضية بالطائف، بـ"القمة الكروية الاستثنائية" التي يترقبها مشجعو الفريقين وكل المهتمين بالشأن الرياضي، باعتبار اللقاء من اللقاءات المهمة والمتميزة في البطولة العربية التي تؤهل الفائز إلى مرحلة ما قبل النهائي. وقال "براشا": قمة الاتحاد والهلال ستكون مختلفة تماماً، ولاسيما أن كليهما يسعى إلى إثبات وجوده وأحقيته في الصعود والمنافسة أمام جمهورهما العريقين، إذ إن ما يميز هذا اللقاء هو صراع المدربين الكبيرين (نونو سانتو - جورجي جيسوس) وكلاهما يعرفان خطوط القوة والضعف ومستوى لاعبيهما والثغرات الموجودة، فهما يحملان خبرة عالمية كبيرة تضعهما في ورطة كبيرة أمام هذه المباراة والجمهور الكبير وسعياً في إثبات خبرتهما والفكر الذي يتمتعون به في إدارة مباريات القمة. وحول الحالة النفسية للاعبين والمدربين، أضاف: المدربان بالتأكيد سيكونان أكثر قلقاً وتوتراً من الجمهور، وهو رد فعل طبيعي يعيشه كل إنسان عندما يكون أمام مواجهة أو اختبار أو إنجاز عمل، والمدرب الناجح هو مَن يمتلك أعصابه ويتعامل مع مجريات المباراة بكل حكمة واقتدار، أما اللاعبون فجميعهم في مرحلة التأهب والاختبار وحالة من الاستعداد النشط، والفريق الذي ينفذ خطة المدرب ويلعب بأعصاب هادئة بعيدا عن التوتر والقلق والخشونة سيكون الأقرب إلى الفوز. ونوّه "براشا" بأن مباريات القمة تتميز عادة بالجدية والصراع والخشونة لعدة اعتبارات، أهمها أن هذه المباراة هي مباراة نتيجة، فالفائز سيتوّج إلى مرحلة أخرى من البطولة، وأيضا أن الفريقين أثبتا تفوقهما خلال المباريات السابقة. وأردف: الجماهير ستكون أكثر عرضة في هذه القمة للتوتر الحميد، وهو شكل من أشكال الخوف النفسي الطبيعي، إذ يخشى المشجع أن يتعرّض فريقه إلى الهزيمة من منافس قوي في البطولة ، وقد يزداد هذا التوتر الحميد عند الفرد الذي يعاني أساساً ضغط الدم أو داء السكري، ولاسيما الأشخاص الذين يشاهدون المباريات من أرض الملعب، حيث تكون الأجواء هناك مختلفة، إذ تزداد تعليقات الجماهير والأصوات العالية على أداء الفريق أو لاعبين محددين، لذا يجب على مرضى الضغط والسكري تجنُّب التوتر والاستمتاع بمشاهدة المباراة لكونها في الأخير "فوز وخسارة" يجب أن يتقبله المشجع بروح رياضية عالية. وأكّد استشاري الطب النفسي أن الفوز سيكون حليف مَن يسيطر على الملعب بكل حكمة وهدوء أعصاب ويتعامل مع المباراة بخطة مقننة وينفّذ وصايا المدرب ويبتعد عن الخشونة والعنف، لأن اللعب بروح الفريق الواحد يحقّق الفوز ويتوّج بالنتيجة.