ملتقى النص الحركي وحفلة النص

  • 3/5/2016
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

بحضور عدد من الأدباء والمثقفين احتفينا بابتهاج بالغ بملتقى قراءة النص الرابع عشر "الحركة الأدبية في المملكة: قراءة وتقويم"، بلا شك تسهم التظاهرات الثقافية مثل ملتقى النص، ملتقى الأدباء، ملتقى النقد، وهي حاجة حقيقية، في إثراء الثقافة بمفهومها الواسع ونقلها من حالة النخبوية إلى حالة الضرورة، وجعلها لا تقل أهمية وقيمة عن التحرك الاقتصادي والسياسي، وقد أسهمت ملتقيات النص في حراك موسمي جدير بالتقدير ويظل الرهان على النوع وليس على المكان أو الأفراد. إن نقد الفعل الثقافي المناسباتي لا يعني نقد الأشخاص أو المؤسسة القائمة به مهما بدت النقائص تبقى تلك المؤسسات فضاء مطلوبا يلتقي فيه المبدعون والكتاب والباحثون، ولكن تناول الجانب الحركي لملتقيات النص بات ضرورة. إن كثيرا من التساؤلات قد تخلق إلهاما وتفتح آفاقا للتغيير والتقدم، وجدير بكافة الملتقيات الثقافية أن تكون في مواجهة التساؤل الأهم، وهو هل تعاني هذه الملتقيات أزمة ما؟ كيف هو واقع ومستوى ملتقى النص عبر كل السنوات الماضية وإلى أي مدى خدم النص الأدبي وليس كاتبه؟ ماذا أضاف للمشهد الثقافي والأدبي، هل بإمكان ملتقى النص وبقية الملتقيات الأدبية أن تُظهر مقياسا حقيقيا ودقيقا حول ما أحدثته من نقلة نوعيه كتقديم نظريات ثقافية جديدة أو إبراز كتاب مختلفين أومجددين. من منطلق كل ما طرح من عناوين ثقافية مختلفة جدير بنا أن نبحث عن جدوى معرفية نوعية للنمط الحركي للملتقيات أو سيظل السؤال قائما مقلقا عن مدى مكاسبها، ومأزقها وإشكالاتها، وماذا أضافت للثقافة. تختلف ارتباطات كلمة الثقافة بحسب ما نعنيه من نمو الفرد، أو نمو فئة أو طبقة، أو مجتمع بأسره. وجزء من دعواي أن ثقافة الفرد تتوقف على ثقافة فئة أو طبقة، وأن ثقافة الفئة أو الطبقة تتوقف على ثقافة المجتمع كله، الذي تنتمي إليه تلك الفئة أو الطبقة. بحسب توماس إليوت أن هذا النوع من الحراك هو ما تتطلبه أية ملتقيات أدبية. لا ينبغي أخذ كافة الملتقيات الثقافية بما تحققه في لحظتها أو بما تخرج به من توصيات حبر على ورق، بل إلى دورها التراكمي على مدار الأربع عشرة مرة التي مرت، وإلى الفعل الحركي الحقيقي في التغيير في المشهد الثقافي. حاجة المتلقي أو المجتمع نابعة من أسباب كثيرة أهمها أن نعلي الصورة الثقافية للمثقف التي يتم تخريبها وتهميشها بشكل كبير حتى باتت كلمة "مثقف/ مثقفة مربكة إلى حد السخرية. نتطلع إلى إيجاد القيمة في "الكيف: وليس "الكم" بغية الوصول إلى الأثر الثقافي بمعناه الحقيقي. واستيعاب بقية المنتمين للأدب والثقافة بإظهار التجارب الإبداعية الجديدة، والخروج من الدائرة المكررة وفتح المنافذ كافة لمرحلة جديدة وفكر جديد وتجارب إبداعية جديدة.

مشاركة :