انطلقت بالعاصمة القطرية الدوحة، فعاليات الدورة الثانية من قمرة السينمائي، بعرض الفيلم القصير شجرة النخيل للمخرج القطري جاسم الرميحي، وفيلم البحر الأبيض المتوسط للمخرج جوناس كاربيجنانو، وفيلم النمر الرابض والتنين الخفي للمخرج آنج لي. واختارت اللجنة المنظمة لقمرة أن تفتتح فعالياتها بثلاثة أفلام بهدف تشجيع الأصوات الجديدة في عالم السينما وتكريم مبدعي ورواد الفن السابع على مستوى العالم، ومن أجل كسر نمطية بعض التقاليد التي درجت عليها المهرجانات والملتقيات السينمائية مثل البساط الأحمر وعرض فيلم للافتتاح وآخر للاختتام. ويشارك في النسخة الثانية من قمرة، 33 فيلما منها 13 فيلما روائيا طويلا و10 أفلام قصيرة و10 أخرى وثائقية، وتنتمي هذه الأفلام لـ 19 بلدا، تمثل قطر النصيب الأوفر بـإنتاج 15 فيلما ومشاركة12 فيلما من منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا و6 أعمال من سائر دول العالم . ويعرض خمسة من رواد السينما أفلامهم وهي نظرة الصمت للمخرج الأميركي جوشوا أوبنهايمر وفيلم الفلك الروسي للمخرج الروسي ألكسندر سوكوروف وحدث ذات مرة في الأناضول للمخرج التركي نوري بيلج جيلان، والغابة الحزينة للمخرجة اليابانية ناوومي كاواسي، إضافة إلى فيلم النمر الرابض والتنين الخفي الذي تعاون فيه المخرج آنج لي مع جيمس شاموس ، وأثمرهذا التعاون الفوز بأربع جوائز أوسكار. رسالة فنية وأشارت الرئيسة التنفيذية لمؤسسة الدوحة للأفلام ومديرة قمرة فاطمة الرميحي في كلمة الافتتاح إلى أن المؤسسة دعمت أكثر من 240 فيلما على مدى خمس سنوات، وذلك تعزيزا لمهمتها ورسالتها الفنية في دعم الأصوات والمواهب الجديدة عبر برنامج تعليمي وتكويني وتمويلي بهدف الوصول إلى منصات دولية في عالم السينما. وأضافت فاطمة الرميحي أن كثيرا من الأفلام التي حظيت بدعم مؤسسة الدوحة، حققت إنجازات مهمة في مهرجانات دولية كروتردام وبرلين، وحازت على تقديرات من السينما الدولية، بينها فيلم ذيب للمخرج ناجي أبو نوار وفيلم موستانج للمخرجة دنيز إيرغوفان، اللذين تم ترشيحهما لجائزة الأوسكار في صنف أفضل فيلم بلغة أجنبية في 2015، وقبلهما فيلم تمبوكتو لعبد الرحمن سيساكو. ومن جانبه، أبرز مسؤول البرمجة بمؤسسة الدوحة للأفلام شادي زين الدين أن جديد هذه النسخة يتمثل في زيادة الاهتمام بالأفلام القصيرة، حيث سيستفيد 10 شباب من صناع الأفلام في قطر من توجيهات وإرشادات خبراء السينما في مجال الإنتاج والبرمجة والتوزيع والتسويق، مشيرا إلى أنه تم زيادة عدد الأفلام الوثائقية إلى أربعة مشاريع عربية في مرحلة التطوير. نظام النجوم وأوضح شادي زين الدين أن مشاركة أكثر من 100 خبير سينمائي وأشهر المخرجين والمنتجين وكتاب السيناريو العالميين في هذه الدورة، له أثر كبير في تطوير السينما بقطر والوطن العربي ، وأن الثمار الأولى أينعت، وتبشر بعطاء سينمائي أوفر إنتاجا وأكثر إبداعا وأجمل تألقا وتتويجا. وأبرز السينمائي زين الدين، أن السينما العربية باستثناء مصر تفتقر إلى ما يسمى نظام النجوم وأنها لا تملك القدرة على الاستثمار الكبير في هذا المجال، لغياب ظاهرة النجم السينمائي وبالتالي غياب الجمهور، مما يفضي إلى الخسارة وعدم النجاح. ولفت مسؤول البرمجة بقمرة 2016 إلى أن حجم تمويل الأفلام العربية يتراوح بين نصف مليون دولار و1.5 مليون دولار، منوها أن فيلم وجدة للمخرجة السعودية هيفاء منصور كلف مليون دولار ، وكان له صدى على مستوى العالم، وأن فيلم ذيب كلف أقل من مليون دولار، ونجح في كسب بطاقة الترشيح إلى جائزة الأوسكار. يشار إلى أن فعاليات قمرة تستمر إلى 9 مارس الجاري، وتتضمن فضلا عن عروض الأفلام، ندوات ولقاءات حوارية وجلسات استشارية وتعليمية وورشات تقنية، يؤطرها خبراء دوليون في مجالات صناعة السينما.
مشاركة :