استبعد بوريس بيستوريوس، وزير الدفاع الألماني أمس، تزويد أوكرانيا صواريخ توروس بعيدة المدى قائلا إنها "ليست على رأس الأولويات" في الوقت الراهن. طلبت أوكرانيا من ألمانيا في أواخر مايو تزويدها بصواريخ كروز من طراز توروس جو-أرض التي يصل مداها إلى 500 كيلومتر لكن الحكومة رفضت الطلب حتى الآن. وقال بيستوريوس خلال تفقد لواء مشاة جبلي في بافاريا "ما زلنا نرى أن هذه ليست على رأس أولوياتنا في الوقت الحالي". وأضاف أن المخاوف بشأن إرسال صواريخ "ذات مدى خاص" إلى أوكرانيا "واضحة". وتابع "حلفاؤنا الأمريكيون لا يسلمون صواريخ كروز هذه أيضا". إثر بعض التردد في بادئ الأمر، عززت ألمانيا دعمها لأوكرانيا بشكل كبير وأصبحت الآن ثاني أكبر مورد للمساعدة العسكرية إلى كييف بعد الولايات المتحدة. لكن على غرار واشنطن، لا تزال برلين تعارض إرسال أسلحة إلى كييف يمكن أن تطول داخل روسيا التي تملك السلاح النووي، ما يمكن أن يوسع رقعة النزاع الذي بدأ الحرب في فبراير 2022. وشدد بيستوريوس على أن ألمانيا تلعب دورا رائدا في مساعدة أوكرانيا "عبر الدفاع الجوي والدعم بالتدريب والهندسة والآليات المدرعة". وأعلنت روسيا أمس إسقاط سبع مسيرات في منطقة كالوجا الواقعة على بعد أقل من 200 كيلومتر جنوب غربي موسكو، في ظل ازدياد هذا النوع من الهجمات التي تستهدف العاصمة. وأكدت وزارة الدفاع الروسية أنها أحبطت "هجوما بالمسيرات" في كالوجا. ومع استمرار الحرب، تتزايد وتيرة الهجمات بمسيرات على مدن وبلدات روسية، حيث أكدت موسكو أنها أحبطت هجمات بمسيرات في موسكو إلا أن إحداها استهدفت مبنى في المدينة سبق أن تعرض لضربة مشابهة الأسبوع الماضي. وحذر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الأحد من أن "الحرب" تصل إلى روسيا و"رموزها". ومن جانب آخر، أعلن الرئيس الروسي السابق ديميتري ميدفيديف أن أكثر من 230 ألف شخص التحقوا بالجيش منذ بداية العام. وقال ميدفيديف خلال لقاء متلفز "من 1 يناير إلى 3 أغسطس، تم التعاقد مع أكثر من 230 ألف شخص". وسبق لميدفيديف الذي يشغل حاليا منصب نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، أن أشار في مايو إلى أن الجيش جند حينها 120 ألف شخص. ويحتاج الجيش الروسي إلى مجندين لتنفيذ هجومه في أوكرانيا. ولم يحدد ميدفيديف فترة التدريب التي يحتاج إليها هؤلاء المجندون قبل الانضمام إلى الوحدات على الجبهة المنخرطة منذ بداية يونيو في صد الهجوم الأوكراني المضاد في جنوب أوكرانيا وشرقها. وتتم حملة التجنيد عبر مواقع التواصل الاجتماعي وملصقات كثيرة في الشوارع تروج للجيش، وتعد جنود المستقبل بامتيازات جذابة. ويحصل المجندون الجدد على رواتب ومخصصات اجتماعية، وتبقى أيضا وظائفهم المدنية "محفوظة خلال فترة الخدمة" وتجمد أي ديون مصرفية مترتبة عليهم في حال وجودها، وفقا لميدفيديف. وفي سبتمبر 2022، دعت السلطات الروسية إلى تعبئة جزئية لجنود الاحتياط في مواجهة الخسائر على الجبهة، ما أتاح تجنيد 300 ألف عنصر على الأقل، ولكن ذلك تسبب أيضا في فرار عشرات الآلاف من الروس الى الخارج. وفي نهاية ديسمبر 2022 عد سيرجي شويجو وزير الدفاع الروسي أن من "الضروري" زيادة عدد الجيش الروسي إلى 1,5 مليون جندي "بينهم 695 ألفا بموجب عقد"، ما يتخطى العدد الذي حدده فلاديمير بوتين في أغسطس والبالغ مليون و150 ألفا. وقالت كل من أوكرانيا وروسيا أمس، إنها دمرت طائرات مسيرة تابعة للأخرى، حيث أعلنت أوكرانيا إسقاطها 15 طائرة مسيرة إيرانية الصنع من طراز شاهد أطلقتها روسيا ليلا، فيما قالت روسيا إنها دمرت ست طائرات أوكرانية. وأفاد سلاح الجو الأوكراني بتدمير طائرات مسيرة روسية مضيفا أنه قد تم أيضا تدمير سبع طائرات استطلاع روسية دون طيار. وفي البداية لم تكن هناك معلومات متوافرة بشأن وقوع أضرار أو تسجيل خسائر بشرية. وأدرجت موسكو النرويج على قائمة الدول الأجنبية التي تقدم على ما تصفها بأفعال "غير ودية" تجاه البعثات الدبلوماسية الروسية. وقالت وكالة ريا نوفوستي الروسية للأنباء إن الدول المدرجة على القائمة يمكن أن توظف عددا محدودا من العاملين المحليين في بعثاتها لدى روسيا، مع تحديد العدد بالنسبة للنرويج عند 27 شخصا. وفي أبريل، طردت النرويج 15 دبلوماسيا روسيا على خلفية تهم بالتجسس، وطردت روسيا عشرة من البعثة الدبلوماسية النرويجية ردا على ذلك. وقالت النرويج: ليس هناك ما يدعو لاتهامها بالتصرف بشكل غير ودي مع روسيا، التي تشترك معها في حدود في القطب الشمالي. وقالت أنيكن فيتفيلت وزيرة الخارجية النرويجية في بيان لرويترز "الأوضاع الراهنة هي نتاج الحرب الروسية على أوكرانيا. يمكن لروسيا نفسها أن تختار إنهاء الحرب". وأضافت "لأننا جارتان، فمن مصلحتنا وجود علاقات دبلوماسية وقنوات اتصال فاعلة، لا سيما في الأوقات الصعبة". وقال متحدث باسم وزارة الخارجية النرويجية بشكل منفصل إن النرويج لم تتلق بعد إخطارا رسميا من موسكو، ورفض التعليق على أي تداعيات محددة لقرار روسيا.
مشاركة :