احتضنت صالة الأمير فيصل بن فهد للفنون، أخيراً، معرض صيف 2023 وسط مشاركة 33 فناناً وفنانةً تشكيليين من مختلف أنحاء السعودية، عرضوا أعمالاً ولوحاتٍ، عبَّرت عن موضوع الحدث «جماليات التاريخ، وعراقة التقاليد». وجاء المعرض بتنظيمٍ من معهد مسك للفنون، وفي إطار الدور الذي تقوم به الصالة منذ إنشائها بدعم المجتمع الإبداعي، وحمل لواء الفن والثقافة في السعودية من خلال تنظيم المعارض الفنية والبرامج الثقافية التي تمكِّن الفنانين والفنانات من إبراز إبداعاتهم، وتعريف الجمهور على أعمالهم. قدَّم الحدث تجربة بصرية، عكست جانباً من الهوية الثقافية، والقيم الجماعية، وجماليات التاريخ المتمثل في التقاليد الأصيلة السائدة بالسعودية، حيث عرض المشاركون لوحاتٍ، تتحدث عنها من منظورهم الخاص.. «سيدتي» تجوَّلت في أركان المعرض، وأجرت لقاءاتٍ مع فنانين وفناناتٍ حول لوحاتهم. بدايةً التقينا الفنانة التشكيلية الدكتورة تماضر زهير كتبي، أستاذٌ مشارك في جامعة أم القرى وعضوٌ في هيئة التدريس، التي ذكرت أنها تقدِّم في المعرض ثلاث لوحاتٍ، رسمتها على القماش، وقالت: «تتحدث الأولى عن عادات أهل مكة القديمة، خاصةً تجمُّع الرجال بعد العصر فيما يسمَّى بالدكة، لتبادل الحديث، وشرب الشاي. كما قدَّمت لوحتين عن الألعاب التي كانت تمارس سابقاً مثل الكيرم، وخمس خموس، والبلوت». مضيفةً: «هذه المرة الأولى التي أشارك بها في أعمال المعرض بالرياض بدعوةٍ من مسك، وأتمنى أن تكون لي مشاركاتٌ مقبلة، بإذن الله». وأوضحت سكنة حسن، فنانةٌ تشكيليةٌ قادمةٌ من المنطقة الشرقية، أنها تشارك في الحدث بثلاثة أعمالٍ، هما عملان باسم «ملامح زمنية»، تتحدث فيهما عن السدو وأهميته، وعملٌ تعرض فيه مراحل القهوة السعودية، وتوثق مسمَّاها الجديد. وعن رأيها في المعرض، قالت سكنة: «مشاركتي في هذا الحدث، هي الأولى لي، وأعدُّها خطوةً مهمةً في مسيرتي، ومسيرة أي فنانٍ، فالمعارض التي ينظِّمها معهد مسك، أشهر من نارٍ على علم». مضيفةً: «كل فنانٍ، يتمنَّى الحصول على فرصة المشاركة في المعرض، وإن شاء الله تنال لوحاتي استحسان الزوَّار، وقد أفادني الوجود في صيف 2023 بالتعرُّف إلى شريحةٍ جديدةٍ من الجمهور، وتقديم أعمالي لهم، وأخذ رأيهم بها مباشرةً». تعرفي أيضاً على معرض"تاريخ المستقبل"يجمع 17 فنانا محليا وعالميا وكشف عبدالرحمن طارق محمد طه، فنانٌ معاصر، يعرض عملاً باسم «الاستقرار»، عن أن لوحته تتحدث عن لعبةٍ قديمة، وقال: «أعرض في العمل ذكرياتنا مع لعبةٍ، كنا نلعبها كثيراً في زمنٍ من الأزمان، وأتحدَّث فيه عن حالتين، الأولى الارتباط بهذه اللعبة، والثانية المقارنة بين وضعنا الآن والتقاليد القديمة». مضيفاً: «جسَّدت هذا العمل، وقارنته بموضوع التقاليد، فاللعبة تحتاج إلى الدوران مثل التقاليد، التي تدور وتتحرك، ووضعت فيها حبلاً، استهدفت به مَن لديهم أملٌ بأن تعود وتُمارس من جديد». وحول انطباعاته عن المشاركة، أكد طه: «سعيدٌ بالوجود في هذا المعرض، وأشكر مسك الداعمُ الأول لكل الفنانين السعوديين، وهذه المشاركة الثانية لي، إذ كانت الأولى في إثراء، ولا أخفيكم شعرت بأنني بين أهلي». وفي ركنٍ آخر من المعرض، عرضت شوق الحارثي، فنانةٌ بصريةٌ ومصورةٌ من المدينة المنورة، عملها، الذي وصفته لنا بأنه «يرتبط بالمشاعر والذكريات». وكشفت شوق عن أنها بدأت رحلتها الفنية بالتصوير الوثائقي، مبينةً أن «هذه مشاركتي الأولى بالمعرض، وأقدِّم فيه عملاً، أدمج من خلاله بين صورتين لتقديم معاني جديدة». مضيفةً: «أغلب أعمالي، ومنها هذا العمل، ترتبط بالمشاعر والتجارب الشخصية لجيلي». وعن تقييمها للحدث، ذكرت: «أعدُّ مشاركتي في معرض مسك اليوم فرصةً عظيمةً بالنسبة لي ولكل الفنانين السعوديين، إذ ننقل عبره فننا للعالم أجمع، وقد كانت لي مشاركاتٌ سابقةٌ مع مسك عبر الإقامات الفنية، التي فتحت أمامنا باب المشاركة في معارض أخرى». وتشارك حصة نايف، فنانةٌ تشكيليةٌ ومصممةٌ في تخصُّص التصميم الداخلي، بعمل تحت مسمَّى «مشرعة»، قالت عنه: «مشرعة، يعني الباب المفتوح، ولدينا نحن السعوديين والخليجيين والعرب عادةٌ، تُعرف باسم الباب المفتوح في دلالةٍ على كرم أهل المنزل، وحُسن ضيافتهم». لافتةً إلى أن غلب أعمالها مستوحاةٌ من منطقة نجد قديماً «1939 م». وحول مشاركتها، ذكرت حصة: «أقدم عملاً عبارةٌ عن تسعة أبوابٍ، ويرمز إلى الأبواب التي كان يُطلق عليها سابقاً اسم الدروازة، وتوجد في خريطة نجد، وبما أننا نعيش عامَ الشعر العربي، الذي أطلقته وزارة الثقافة، فقد واكبت الحدث بهذا العدد الذي يرمز أيضاً إلى قصيدةٍ قديمة، كتبها قبل 60 عاماً الشاعر محمد بن شلاح المطيري، وتحكي قصة شخصٍ في جدة، كان يمشي بالحي الذي يسكن به الشاعر، إذ لاحظ أن كل الأبواب مغلقةٌ إلا باب محمد، فلما دخل البيت، التقى ابنه نمر، ودار بينهما حوارٌ، كتب عنه الشاعر هذه القصيدة التي تتكوَّن من تسعة أبياتٍ، وأعتقد أن كل مَن يشاهد لوحتي اليوم، سيربط بينها وبين الأبواب والأبيات التسعة، ولو جمعنا الرقمين، سيكون الناتج 18، وهو عدد القصور الموجودة في منطقة نجد، ومن هنا جاءت فكرة عملي»، وقالت: «يهمني كثيراً الوجود في المعرض، وأخذ رأي الجمهور مباشرةً بأعمالي. عندما أعرض لوحاتي في مواقع التواصل الاجتماعي، لا يكون التفاعل معها واضحاً كما هو الحال في المعرض، الذي تعرَّفت فيه أيضاً على أشخاصٍ متذوِّقين للفن». ومن جازان، قابلنا ريم الناصر، فنانةٌ تشكيليةٌ، استوقفت كثيراً من الزوَّار بعملها «صندوق سيسم»، ووصفته لنا بالقول: «اللوحة عبارةٌ عن بحثٍ للأصوات والأعمال التي كانت تنتشر قديماً عند الاحتفال بالعروس لمدة سبعة أيامٍ، إذ يشرح خطوات الأغنيات التي كانت تقدَّم احتفاءً بها، خاصةً عند انتقالها في اليوم السابع من بيت والدها إلى بيت زوجها على ظهر جملٍ». مضيفةً: «استخدمت في اللوحة الزهور التي تنمو في المنطقة، مع أخذ صورٍ لها وقت ظهورها، كما جمعت العناصر الأساسية المستلهمة من الأغنيات المشهورة في جازان، وأضفتها إلى لوحتي». وعدَّت ريم مشاركتها في معرض صيف 2023 «إضافةً رائعةً، وذكرت: «معرض مسك الذي أشارك به، يهتمُّ في هذه النسخة بالتقاليد وكل الأشياء القديمة الرائعة، ويجعلنا نعيش ذكرياتٍ متصلة بالماضي، ويركز على التفاصيل الصغيرة التي تعكس الواقع. هذه الأشياء تجذب كثيراً من الزوَّار، وتُشعرهم بالحنين إلى الماضي وعاداته، وبعض الأشياء التي اندثرت». إقرئي المزيد عن معرض «أحاديث الحنين»..تعزيز للمجتمع الإبداعي وأبهرت سارة عيسى، فنانةٌ تشكيلية، الزوَّار بمجسَّمٍ شفافٍ على شكلٍ هرمي لـ «المركى»، يحمل اسم «بلكونة جدتي». وفي حديثها لـ «سيدتي»: «عن العمل، قالت سارة: «العنصر الأساسي في عملي، هو الشرشف الأبيض الذي كان يغطي سابقاً المراكي، ولمَن لا يعرف المركى، هو المسند الذي يتَّكئ عليه أهل المنزل في المجالس السعودية، ويتمُّ تغطيته بشرشفٍ أبيضَ، وهذا ما نجده في البيوت الحجازية، لكنَّ هذه العادة اندثرت تقريباً، لذا قدَّمت هذا العمل للتذكير بالمراكي، وصنعته بشكلٍ هرمي، ووضعت الشراشف داخل مركى شفاف حتى يراها الزوَّار، ويتعرَّفوا إلى كيفية استخدامها قديماً». في حين تميَّز حسن الجاسم، فنانٌ تشكيلي من المنطقة الشرقية، بتقديم ثلاث لوحات، ترتبط موضوعاتها بتقاليد قديمة، كانت تنتشر في الأحساء، ونالت إعجاب الزوَّار، الذين استفسروا عنها خلال المعرض. وتحدَّث الجاسم عن أعماله بالقول: «أشارك بثلاث لوحاتٍ، أتناول في الأولى عادة شاي الضحى، التي كانت تنتشر بين كبار السن في الأحساء، حيث كان أهلها يتحاورون مع بعضهم في هذا الوقت، وهم يحتسون الشاي، بينما أتطرَّق في لوحة سواليف الراديو إلى تلك العادة التي كانت موجودةً لدى الفتيات، إذ رسمت فتاةً تمسك الراديو، وتضعه بالقرب من أذنها، أما في لوحة النقصة، فأسلِّط الضوء على عادةٍ سعودية وخليجية قديمة بتبادل الأطباق بين الجيران». مثنياً على الزوَّار الذين أسعدوه بالاستفسار عن لوحاته. وحول مدى استفادته من المعرض، ذكر الجاسم: «مشاركتي في مسك فرصة جيدة لتبادل الثقافة الفنية بين الفنانين السعوديين، وإحياء تقاليد، انتشرت في السابقق»، كاشفاً عن أن لوحة «شاي الضحى» جذبت الزوَّار، ورسم فيها والده وهو يشرب الشاي وقت الضحى. ووصف الفنان عبدالستار الموسى، الذي يشارك بأربعة أعمالٍ، تقديمَ لوحاتٍ في صالة الأمير فيصل بن فهد «حلماً وتحقق»، وقال: «أشارك في الحدث بلوحاتٍ، أوثق فيها الرقص الشعبي الجيزاني». مضيفاً: «أعبِّر في لوحاتي عن حب الوطن، وقد كنت موجوداً خارج السعودية، وعدت إليها عام 2006، وشاركت في عددٍ من المعارض، وأعدُّ وجودي في معرض مسك فرصةً جميلةً لإبراز العادات والتقاليد القديمة، وهذه مشاركتي الأولى في مبادرات المعهد وبرامجه». وأنهينا جولتنا في معرض صيف 2023 بلقاء هدى العمر، فنانةٌ تشكيلية، جاءت لزيارة المعرض، إذ وصفته بالقول: «هذه ليست المرة الأولى التي أزور فيها معارض مسك، وهي معارضُ مميزةٌ ومشهودٌ لها من جميع النواحي، من الأداء الفني إلى طريقة الطرح». مضيفةً: «معارض مسك تخدم الفن التشكيلي السعودي المحلي، والمعرض اليوم يتحدث عن التراث والإرث السعودي، وشاهدنا فيه أطروحاتٍ عدة، بعضها لفنانين من جيل الروَّاد، وأخرى لفنانين معاصرين، وبشكلٍ عامٍّ، الحدث جميلٌ، وتطور كثيراً في أسلوب الطرح، ومن الصعب اختيار أعمال فنانٍ معين، وتفضيلها على غيرها، فكل ما يقدَّم رائعٌ، ويستحقُّ الثناء». يمكنك أيضاً الاطلاع على 13 مبدعاً ومبدعة من السعودية والعالم في إقامة "مسك" الخامسة في الرياض احتضنت صالة الأمير فيصل بن فهد للفنون، أخيراً، معرض صيف 2023 وسط مشاركة 33 فناناً وفنانةً تشكيليين من مختلف أنحاء السعودية، عرضوا أعمالاً ولوحاتٍ، عبَّرت عن موضوع الحدث «جماليات التاريخ، وعراقة التقاليد». وجاء المعرض بتنظيمٍ من معهد مسك للفنون، وفي إطار الدور الذي تقوم به الصالة منذ إنشائها بدعم المجتمع الإبداعي، وحمل لواء الفن والثقافة في السعودية من خلال تنظيم المعارض الفنية والبرامج الثقافية التي تمكِّن الفنانين والفنانات من إبراز إبداعاتهم، وتعريف الجمهور على أعمالهم. قدَّم الحدث تجربة بصرية، عكست جانباً من الهوية الثقافية، والقيم الجماعية، وجماليات التاريخ المتمثل في التقاليد الأصيلة السائدة بالسعودية، حيث عرض المشاركون لوحاتٍ، تتحدث عنها من منظورهم الخاص.. «سيدتي» تجوَّلت في أركان المعرض، وأجرت لقاءاتٍ مع فنانين وفناناتٍ حول لوحاتهم. الألعاب القديمة الدكتورة تماضر زهير كتبي بدايةً التقينا الفنانة التشكيلية الدكتورة تماضر زهير كتبي، أستاذٌ مشارك في جامعة أم القرى وعضوٌ في هيئة التدريس، التي ذكرت أنها تقدِّم في المعرض ثلاث لوحاتٍ، رسمتها على القماش، وقالت: «تتحدث الأولى عن عادات أهل مكة القديمة، خاصةً تجمُّع الرجال بعد العصر فيما يسمَّى بالدكة، لتبادل الحديث، وشرب الشاي. كما قدَّمت لوحتين عن الألعاب التي كانت تمارس سابقاً مثل الكيرم، وخمس خموس، والبلوت». مضيفةً: «هذه المرة الأولى التي أشارك بها في أعمال المعرض بالرياض بدعوةٍ من مسك، وأتمنى أن تكون لي مشاركاتٌ مقبلة، بإذن الله». من أعمال الدكتورة تماضر زهير كتبي توثيق القهوة السعودية عمل للفنانة حصة نايف وأوضحت سكنة حسن، فنانةٌ تشكيليةٌ قادمةٌ من المنطقة الشرقية، أنها تشارك في الحدث بثلاثة أعمالٍ، هما عملان باسم «ملامح زمنية»، تتحدث فيهما عن السدو وأهميته، وعملٌ تعرض فيه مراحل القهوة السعودية، وتوثق مسمَّاها الجديد. وعن رأيها في المعرض، قالت سكنة: «مشاركتي في هذا الحدث، هي الأولى لي، وأعدُّها خطوةً مهمةً في مسيرتي، ومسيرة أي فنانٍ، فالمعارض التي ينظِّمها معهد مسك، أشهر من نارٍ على علم». مضيفةً: «كل فنانٍ، يتمنَّى الحصول على فرصة المشاركة في المعرض، وإن شاء الله تنال لوحاتي استحسان الزوَّار، وقد أفادني الوجود في صيف 2023 بالتعرُّف إلى شريحةٍ جديدةٍ من الجمهور، وتقديم أعمالي لهم، وأخذ رأيهم بها مباشرةً». تعرفي أيضاً على معرض"تاريخ المستقبل"يجمع 17 فنانا محليا وعالميا الاستقرار وكشف عبدالرحمن طارق محمد طه، فنانٌ معاصر، يعرض عملاً باسم «الاستقرار»، عن أن لوحته تتحدث عن لعبةٍ قديمة، وقال: «أعرض في العمل ذكرياتنا مع لعبةٍ، كنا نلعبها كثيراً في زمنٍ من الأزمان، وأتحدَّث فيه عن حالتين، الأولى الارتباط بهذه اللعبة، والثانية المقارنة بين وضعنا الآن والتقاليد القديمة». مضيفاً: «جسَّدت هذا العمل، وقارنته بموضوع التقاليد، فاللعبة تحتاج إلى الدوران مثل التقاليد، التي تدور وتتحرك، ووضعت فيها حبلاً، استهدفت به مَن لديهم أملٌ بأن تعود وتُمارس من جديد». وحول انطباعاته عن المشاركة، أكد طه: «سعيدٌ بالوجود في هذا المعرض، وأشكر مسك الداعمُ الأول لكل الفنانين السعوديين، وهذه المشاركة الثانية لي، إذ كانت الأولى في إثراء، ولا أخفيكم شعرت بأنني بين أهلي». الارتباط بالمشاعر والذكريات شوق الحارثي وفي ركنٍ آخر من المعرض، عرضت شوق الحارثي، فنانةٌ بصريةٌ ومصورةٌ من المدينة المنورة، عملها، الذي وصفته لنا بأنه «يرتبط بالمشاعر والذكريات». وكشفت شوق عن أنها بدأت رحلتها الفنية بالتصوير الوثائقي، مبينةً أن «هذه مشاركتي الأولى بالمعرض، وأقدِّم فيه عملاً، أدمج من خلاله بين صورتين لتقديم معاني جديدة». مضيفةً: «أغلب أعمالي، ومنها هذا العمل، ترتبط بالمشاعر والتجارب الشخصية لجيلي». وعن تقييمها للحدث، ذكرت: «أعدُّ مشاركتي في معرض مسك اليوم فرصةً عظيمةً بالنسبة لي ولكل الفنانين السعوديين، إذ ننقل عبره فننا للعالم أجمع، وقد كانت لي مشاركاتٌ سابقةٌ مع مسك عبر الإقامات الفنية، التي فتحت أمامنا باب المشاركة في معارض أخرى». من أعمال شوق الحارثي مشرعة عمل للفنانة حصة نايف وتشارك حصة نايف، فنانةٌ تشكيليةٌ ومصممةٌ في تخصُّص التصميم الداخلي، بعمل تحت مسمَّى «مشرعة»، قالت عنه: «مشرعة، يعني الباب المفتوح، ولدينا نحن السعوديين والخليجيين والعرب عادةٌ، تُعرف باسم الباب المفتوح في دلالةٍ على كرم أهل المنزل، وحُسن ضيافتهم». لافتةً إلى أن غلب أعمالها مستوحاةٌ من منطقة نجد قديماً «1939 م». وحول مشاركتها، ذكرت حصة: «أقدم عملاً عبارةٌ عن تسعة أبوابٍ، ويرمز إلى الأبواب التي كان يُطلق عليها سابقاً اسم الدروازة، وتوجد في خريطة نجد، وبما أننا نعيش عامَ الشعر العربي، الذي أطلقته وزارة الثقافة، فقد واكبت الحدث بهذا العدد الذي يرمز أيضاً إلى قصيدةٍ قديمة، كتبها قبل 60 عاماً الشاعر محمد بن شلاح المطيري، وتحكي قصة شخصٍ في جدة، كان يمشي بالحي الذي يسكن به الشاعر، إذ لاحظ أن كل الأبواب مغلقةٌ إلا باب محمد، فلما دخل البيت، التقى ابنه نمر، ودار بينهما حوارٌ، كتب عنه الشاعر هذه القصيدة التي تتكوَّن من تسعة أبياتٍ، وأعتقد أن كل مَن يشاهد لوحتي اليوم، سيربط بينها وبين الأبواب والأبيات التسعة، ولو جمعنا الرقمين، سيكون الناتج 18، وهو عدد القصور الموجودة في منطقة نجد، ومن هنا جاءت فكرة عملي»، وقالت: «يهمني كثيراً الوجود في المعرض، وأخذ رأي الجمهور مباشرةً بأعمالي. عندما أعرض لوحاتي في مواقع التواصل الاجتماعي، لا يكون التفاعل معها واضحاً كما هو الحال في المعرض، الذي تعرَّفت فيه أيضاً على أشخاصٍ متذوِّقين للفن». صندوق سيسم ومن جازان، قابلنا ريم الناصر، فنانةٌ تشكيليةٌ، استوقفت كثيراً من الزوَّار بعملها «صندوق سيسم»، ووصفته لنا بالقول: «اللوحة عبارةٌ عن بحثٍ للأصوات والأعمال التي كانت تنتشر قديماً عند الاحتفال بالعروس لمدة سبعة أيامٍ، إذ يشرح خطوات الأغنيات التي كانت تقدَّم احتفاءً بها، خاصةً عند انتقالها في اليوم السابع من بيت والدها إلى بيت زوجها على ظهر جملٍ». مضيفةً: «استخدمت في اللوحة الزهور التي تنمو في المنطقة، مع أخذ صورٍ لها وقت ظهورها، كما جمعت العناصر الأساسية المستلهمة من الأغنيات المشهورة في جازان، وأضفتها إلى لوحتي». وعدَّت ريم مشاركتها في معرض صيف 2023 «إضافةً رائعةً، وذكرت: «معرض مسك الذي أشارك به، يهتمُّ في هذه النسخة بالتقاليد وكل الأشياء القديمة الرائعة، ويجعلنا نعيش ذكرياتٍ متصلة بالماضي، ويركز على التفاصيل الصغيرة التي تعكس الواقع. هذه الأشياء تجذب كثيراً من الزوَّار، وتُشعرهم بالحنين إلى الماضي وعاداته، وبعض الأشياء التي اندثرت». إقرئي المزيد عن معرض «أحاديث الحنين»..تعزيز للمجتمع الإبداعي بلكونة جدتي سارة عيسى وأبهرت سارة عيسى، فنانةٌ تشكيلية، الزوَّار بمجسَّمٍ شفافٍ على شكلٍ هرمي لـ «المركى»، يحمل اسم «بلكونة جدتي». وفي حديثها لـ «سيدتي»: «عن العمل، قالت سارة: «العنصر الأساسي في عملي، هو الشرشف الأبيض الذي كان يغطي سابقاً المراكي، ولمَن لا يعرف المركى، هو المسند الذي يتَّكئ عليه أهل المنزل في المجالس السعودية، ويتمُّ تغطيته بشرشفٍ أبيضَ، وهذا ما نجده في البيوت الحجازية، لكنَّ هذه العادة اندثرت تقريباً، لذا قدَّمت هذا العمل للتذكير بالمراكي، وصنعته بشكلٍ هرمي، ووضعت الشراشف داخل مركى شفاف حتى يراها الزوَّار، ويتعرَّفوا إلى كيفية استخدامها قديماً». شاي الضحى حسن الجاسم أمام لوحة من أعماله في حين تميَّز حسن الجاسم، فنانٌ تشكيلي من المنطقة الشرقية، بتقديم ثلاث لوحات، ترتبط موضوعاتها بتقاليد قديمة، كانت تنتشر في الأحساء، ونالت إعجاب الزوَّار، الذين استفسروا عنها خلال المعرض. وتحدَّث الجاسم عن أعماله بالقول: «أشارك بثلاث لوحاتٍ، أتناول في الأولى عادة شاي الضحى، التي كانت تنتشر بين كبار السن في الأحساء، حيث كان أهلها يتحاورون مع بعضهم في هذا الوقت، وهم يحتسون الشاي، بينما أتطرَّق في لوحة سواليف الراديو إلى تلك العادة التي كانت موجودةً لدى الفتيات، إذ رسمت فتاةً تمسك الراديو، وتضعه بالقرب من أذنها، أما في لوحة النقصة، فأسلِّط الضوء على عادةٍ سعودية وخليجية قديمة بتبادل الأطباق بين الجيران». مثنياً على الزوَّار الذين أسعدوه بالاستفسار عن لوحاته. وحول مدى استفادته من المعرض، ذكر الجاسم: «مشاركتي في مسك فرصة جيدة لتبادل الثقافة الفنية بين الفنانين السعوديين، وإحياء تقاليد، انتشرت في السابقق»، كاشفاً عن أن لوحة «شاي الضحى» جذبت الزوَّار، ورسم فيها والده وهو يشرب الشاي وقت الضحى. الرقص الشعبي الجيزاني ووصف الفنان عبدالستار الموسى، الذي يشارك بأربعة أعمالٍ، تقديمَ لوحاتٍ في صالة الأمير فيصل بن فهد «حلماً وتحقق»، وقال: «أشارك في الحدث بلوحاتٍ، أوثق فيها الرقص الشعبي الجيزاني». مضيفاً: «أعبِّر في لوحاتي عن حب الوطن، وقد كنت موجوداً خارج السعودية، وعدت إليها عام 2006، وشاركت في عددٍ من المعارض، وأعدُّ وجودي في معرض مسك فرصةً جميلةً لإبراز العادات والتقاليد القديمة، وهذه مشاركتي الأولى في مبادرات المعهد وبرامجه». معرض مميز وأنهينا جولتنا في معرض صيف 2023 بلقاء هدى العمر، فنانةٌ تشكيلية، جاءت لزيارة المعرض، إذ وصفته بالقول: «هذه ليست المرة الأولى التي أزور فيها معارض مسك، وهي معارضُ مميزةٌ ومشهودٌ لها من جميع النواحي، من الأداء الفني إلى طريقة الطرح». مضيفةً: «معارض مسك تخدم الفن التشكيلي السعودي المحلي، والمعرض اليوم يتحدث عن التراث والإرث السعودي، وشاهدنا فيه أطروحاتٍ عدة، بعضها لفنانين من جيل الروَّاد، وأخرى لفنانين معاصرين، وبشكلٍ عامٍّ، الحدث جميلٌ، وتطور كثيراً في أسلوب الطرح، ومن الصعب اختيار أعمال فنانٍ معين، وتفضيلها على غيرها، فكل ما يقدَّم رائعٌ، ويستحقُّ الثناء». يمكنك أيضاً الاطلاع على 13 مبدعاً ومبدعة من السعودية والعالم في إقامة "مسك" الخامسة في الرياض
مشاركة :