من أبشع الصور التي انتهكت بها الولايات المتحدة الأمريكية حقوق الإنسان في سوريا هي قيامها بسرقة الموارد النفطية من الثروات الوطنية السورية، واستخدمت أيضا سياسة التجويع عبر سرقة المحاصيل الزراعية أو حرق هذه المحاصيل أو منع الفلاحين من الوصول إلى أراضيهم، وبالتالي هذا أيضا شكّل انتهاكا لحقوق الإنسان"، قال محمد العمري، خبير سياسي سوري لوكالة أنباء ((شينخوا)). وأضاف محمد العمري أن الولايات المتحدة أرادت من ذلك اتباع سياسة التجويع وسرقة الموارد وبالتالي إفقار الشعب السوري. يذكر أن المنطقة الشمالية الشرقية من سوريا هي المنطقة الرئيسية المنتجة للنفط والتي تضم أيضا صوامع الحبوب الرئيسية في البلاد. وفي السنوات الأخيرة، نشرت وسائل الإعلام السورية الرسمية تقارير عديدة عن قيام الولايات المتحدة بسرقة الموارد في شمال شرق سوريا ونقلها إلى القواعد العسكرية الأمريكية في العراق. وذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية ((سانا)) في يوم 2 أغسطس الجاري أن القوات الأمريكية أخرجت رتلا مؤلفا من 45 شاحنة محملة بمادة النخالة نحو قواعدها العسكرية في شمال العراق. كما قال المواطن السوري رامي خضرة إن "طريقة فرض سيطرتها على آبار النفط السورية، على مقتدرات القمح السوري، على السلة الغذائية بشكل عام لسوريا، وفرض العقوبات الجائرة على الشعب السوري والتحكم بلقمة عيشه والضغط عليه من الجانب الاقتصادي، كل هذا يوضح لنا أن أمريكا لا تأخذ في اعتبارها الجانب الإنساني أو الديمقراطي للدول، ولكن ما يهمها بالتأكيد هو تلميع سياساتها والوصول إلى المصالح التي تحتاجها." جدير بالذكر أن سوريا تمر اليوم بصعوبات اقتصادية جمة، مع تسجيل تدهور في قيمة عملتها الوطنية أدى بدوره إلى ارتفاع صاروخي للأسعار ومعدلات تضخم غير مسبوقة. وتشير تعليقات المحللين والبيانات الحكومية إلى أن السبب الرئيسي وراء هذه المحنة هو الإستراتيجية الأمريكية في سوريا، حيث لم ترسل واشنطن قوات للسيطرة على المناطق الرئيسية الغنية بالطاقة والمواد الغذائية في شرق سوريا فحسب، بل فرضت أيضا حزمة تلو الأخرى من العقوبات الاقتصادية الخانقة التي ألحقت أضرارا شديدة بجميع جوانب الحياة في سوريا في الوقت الذي لا تشعر فيه الولايات المتحدة على ما يبدو بوخز الضمير الأخلاقي تجاه الوضع الإنساني في سوريا، تشير بيانات المنظمات الدولية إلى أن أكثر من 90 في المائة من السوريين يعيشون تحت خط الفقر، وأن ما لا يقل عن 12 مليون سوري -- أكثر من نصف السكان -- لا يستطيعون الحصول على ما يكفي من الغذاء الجيد أو تحمل تكاليفه، وأن ما لا يقل عن 15 مليون سوري في جميع أنحاء سوريا يحتاجون إلى شكل من أشكال المساعدات الإنسانية لتلبية احتياجاتهم الأساسية، وهذا يجعل سوريا واحدة من أكبر الاستجابات الإنسانية في العالم.■
مشاركة :