في منطقة وعالم متغيَّر التحالفات ومتقلب التوجهات ليس أمام المملكة وأمريكا إلا استمرار التشاور والتعاون وتعزيز علاقاتهما التاريخية التي استمرت اكثر من ثمانية عقود؛ لدعم الأمن والسلم والاستقرار في المنطقة والعالم. لذلك كان اجتماع ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان مع مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان والوفد المرافق له، في جدة يوم الخميس 09 محرم 1445 هـ الموافق 27 يوليو 2023م حدثًا مهمًا في توقيته وجدول أعماله ودلالاته؛ حيث تم بحث العلاقات الاستراتيجية بين البلدين وسبل تعزيزها في مختلف المجالات من منظور سعودي وأمريكي مؤسساتي، وليس شخصيًا أو حزبيًا لتحقيق مصالح المملكة وأمريكا العليا. وفي هذا الاجتماع تم استعراض ومناقشة مستجدات الأوضاع الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك بين المملكة وأمريكا، وذلك لتعزيز رؤية مشتركة لمزيد من السلام لجعل منطقة الشرق الأوسط آمنة ومزدهرة ومستقرة ومترابطة مع العالم. كما تم استعراض ومباركة التقدم الكبير للهدنة في اليمن التي استمرت على مدى الأشهر الستة عشر الماضية نحو العمل على إنجاح الجهود الجارية التي تقودها الأمم المتحدة مع المملكة وأمريكا لإنهاء الحرب في اليمن وغيرها من المشاكل في المنطقة والعالم. وفي الختام أكَّد هذا الاجتماع العالي المستوى بين مستشار الأمن القومي الأمريكي مع صاحب السمو الملكي الأمير/ محمد بن سلمان ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء (حفظه الله) السياسة الحكيمة للمملكة في حل النزاعات الإقليمية الدولية سلميًا والدور المؤثر لقيادة المملكة في توفير الطاقة النفطية بأسعار مناسبة للمنتج والمستهلك لدعم وتعزيز الاقتصاد العالمي، ورفاهية المجتمع الدولي. وتؤكد مثل هذه اللقاءات رفيعة المستوى على أهمية دور المملكة في الاقتصاد العالمي والأمن والسلم، والمكانة التي تتمتع بها في المنطقة، كما تُشير إلى دور صاحب السمو الملكي الأمير/ محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد رئيس مجلس الوزراء في تقديم رؤى وسياسات تسهم في تنمية الشرق الأوسط وتقديم نمط مختلف لهذه المنطقة، يسهم في التطور والنماء للجميع. ويُمثل أسلوب المملكة في إدارة ملف الطاقة نموذجًا محوريًّا للتوازن البناء بين مصالح المنتجين ومصالح المستهلكين، بما أسهم في استقرار سعر النفط عالميًّا، ونمو الاقتصاد العالمي. د. سفران بن سفر المقاطي
مشاركة :