السعودية العظمى «صوت السلام» - سهام القحطاني

  • 8/7/2023
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

نريد أن نعيش حياة طيبة ونتعايش مع العالم ونساهم في تنمية وطننا والعالم» -سمو ولي العهد محمد بن سلمان آل سعود-. في قمة السلام التي تضم ممثلين لأربعين دولة لمناقشة أخطر حدث سياسي في الألفية الجديد ليعتلي عنوانه منصة هذه القمة «الأزمة الأوكرانية الروسية»، اتجهت أنظار العالم يومي السبت والأحد 5-6 أغسطس 2023م إلى السعودية العظمى وجدة مدينة السلام، لترقب نتائج محادثات الأزمة الأوكرانية وحزمة ضمانات السلام التي قد تشرق من خلالها عبر وساطة المملكة العربية السعودية، التي تثبت كل يوم للعالم قدرتها على قيادة مركبة السلام العالمي. ولا شك أن هذه القيادة لم تأتِ من الظل بل هي حاصل الكثير من الأسباب منها: - التاريخ العريق لهذه الدولة العظمى منذ المؤسس الخالد -رحمه الله وغفر له- الملك عبدالعزيز آل سعود والتي آمنت بدورها العربي والإسلامي والعالمي اتجاه القيم والمبادئ والمصالح الإنسانية في كل مكان، وأن يكون لها صوت ويد في جعل العالم مكانًا أفضل للإنسانية وأرحب للسلام. - كانت وستظل المبادئ السياسية الخارجية للمملكة العربية السعودية تنطلق من قيمة التوازنات وتأسيس منطقة وقوف تتوسط بين المسافات المتساوية لجميع القوى والمواقف لا تتحزب مع أحد ولا تتحيّز لقوة ضد قوة. - الثقة التي تحظى بها السعودية من قبل النظام العالمي، وهي ثقة حاصل الدور الإنساني للسعودية نحو أزمات العالم ومشكلاته والمكانة السيادية للسعودية المستقلة التي لا تتبع أي قوة، وهذه الاستقلالية السياسية هي التي خلقت للسعودية قيمة قوتها سواء السياسية أو الاقتصادية على الصعيد العالمي. - الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية ومكافحة الفساد الذي لا يقفز أحد فوق قوانينها، والإنجازات الفكرية والعلمية والصناعية التي تنمو بسرعة البرق منذ تأسيس رؤية 2030 والتي أسهمت في صقل صورة السعودية وإبراز حقيقة المجتمع السعودي وتفنيد كل المزاعم والافتراءات والأباطيل التي أُلصقت بهذه الدولة العظيمة منذ سنوات من قوى الشر والإرهاب. ونجاح السعودية في خلق بدائل اقتصادية تقفز فوق البترول مما يجعلها خارج إطار أي فرض سيطرة من أي قوة. - القوة الاقتصادية التي تمثلها السعودية سواء على المستوى العربي أو الإقليمي أو العالمي وحكمتها في رسم رؤية وخطة للتوازن الاقتصادي العالمي الرشيد، ومراعاة المصالح الاقتصادية العالمية وحمايتها من الانتكاسات والاستغلال. - الاحترام والتقدير اللذان يحظى بهما سمو ولي العهد محمد بن سلمان آل سعود -حفظه الله- عند قوى النظام العالمي، والاطمئنان في قدرته على قيادة أي نزاع بما يملكه من منطق ورؤية وإمكانيات ضمان لنجاح أي اتفاقيات. هذا الاحترام والتقدير الذي تجلى من خلال وصف الرئيس الروسي «فلاديمير يوتن» بأن الأمير محمد بن سلمان «زعيم شاب حازم ذو شخصية يستحق الاحترام». أما الرئيس الأمريكي الأسبق «بارك أوباما».. «أثار إعجابنا بكونه رجلاً واسع الاطلاع والمعرفة جدًا، وذكيًا جدًا، وحكيماً تخطى سنيناً من عمره». إضافة إلى الكاريزما والجاذبية والشجاعة والقدرة على التحدي التي يحظى بهما ولي العهد محمد بن سلمان سواء على المستوى المحلي أو العالمي والذي تدفع الآخرين إلى الوثوق به، وهذا المؤشر يؤكد من خلال المحادثات الثنائية المستمرة في مجال السلام بين السعودية وقوى النظام العالمي. - المنهج السياسي الجديد للسعودية منذ أن تولى سمو الأمير محمد بن سلمان ولاية العهد، هذا المنهج القائم على استقلالية الدور من خلال الشريك الفاعل وليس التابع المنفذ. هذا المنهج الذي أعاد حسابات قوى النظام العالمي في المكانة السياسية للسعودية لرسم صورة جديدة للسعودية العظمى تنطلق من مبدأ «الثنائيات المتكافئة في القوة والأثر»، وسقاط مقولة «النفط مقابل الأمن». - تحوّل السعودية بفضل الله ثم رؤية 2030 التنويرية والنهضوية إلى قبلة للاستثمار الإقليمي والعالمي، وجذب رؤوس الأموال في أرجاء العالم كافة عبر تسهيلات قوانين الاستثمار لتُصبح مع قادم الأيام قوة اقتصادية وازنة للغرب، وهذا التحوّل يعني قيمة مضافة للقيمة السياسية الكبرى التي تؤطر مبادئ السياسة الخارجية للسعودية العظمى وهي قيمة «الوسيطة» و»عدم الانحياز». وهذه القيمة الكبرى للسياسة الخارجية للسعودية ليست حديثة العهد بل هي منهج تأسس في ظله التاريخ السياسي للسعودية منذ المؤسس الخالد -رحمه الله، فقد كانت المملكة تنأى بنفسها عن دعم أي صراعات تقودها القوى العالمية، وهذا النأي هو الذي حفظ الاستقرار السياسي لهذه الدولة العظيمة بمباركة الرب. واليوم تؤكد السعودية عبر محادثات قمة السلام الأوكرانية الروسية على صفتها «كوسيطة عالمية» تملك القدرة والكفاءة على التوسط بين النزاعات»، القدرة على رعاية ضمانات السلام وحمايتها حتى لو في أضعف المقاربات. ومن خلال هذه القمة وغيرها من قمم السلام برعاية السعودية يتم التأكيد على أن السعودية اليوم تتوسط طاولة نادي حركة «دول عدم الانحياز»، بما تملكه من تأثير متنوع المصادر يمنحها الاستحقاق الكامل للتوسط بين النزعات والشراكة في صناعة السلام العالمي. وإعادة صياغة أدوار البطولة في المسرح السياسي العالمي، لتنتقل البطولة بعد قرون من الغرب إلى الشرق.

مشاركة :