تساؤلات الشارع العراقي: هل يعود التيار الصدري للعملية السياسية؟

  • 8/7/2023
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

بعد عام تقريبا من إعلان الزعيم الشيعي مقتدى الصدر الإثنين (29 أغسطس / آب 2022) اعتزال العمل السياسي نهائيا وإغلاق كافة المؤسسات، إلا المرقد والمتحف الشريف وهيئة تراث آل الصدر.. تطرح حاليا داخل الشارع السياسي العراقي، تساؤلات حول عودة التيار الصدري مرة أخرى للمشاركة في العملية السياسية.. وهل يتراجع مقتدى الصدر عن قراره، أم هو قرار  نهائي لا رجعة فيه..وما تأثير الأوضاع داخل العراق والتطورات  المتلاحقة داخليا وإقليميا على موقف زعيم التيار الصدري بالعودة من عدمه؟ هناك ثلاثة آراء داخل بغداد بشأن عودة التيار الصدري للمشاركة في العملية السياسية: طرف من السياسيين والمثقفين العراقيين يستبعدون تراجع مقتدى الصدر عن موقفه الحاسم. وطرف ثان لا يستبعد العودة لصالح العراق والعراقيين. وطرف ثالث يؤكد أن العودة من عدمه رهن الزمن المفتوح بحيث لا يستطيع أحد القطع برأي فاصل ومحدد. الاعتزال النهائي للتيار الصدري.. مستبعد أنصار مقتدى الصدر يتظاهرون ضد حرق المصحف – رويترز   وبينما يرى المفكر والمحلل السياسي العراقي ، فاتح عبدالسلام، رئيس تحريرالطبعة الدولية لصحيفة الزمان، أنه من الوهم أن يسود الاعتقاد لدى سياسيين أصدقاء أو خصوم للتيار الصدري بأنّ قرار التوقف عن التعاطي مع العملية السياسية هو قرار أبدي، بل انّ من الوهم أن يقتنع التيار ذاته بأطروحة الاعتزال النهائي بعد عشرين سنة من المشاركة في العملية السياسية عبر الانتخابات النيابية وانتخابات مجالس المحافظات والعضوية الوزارية في الحكومات التي تعاقبت على البلد. أ سباب ترجح عودة التيار الصدري وأوضح «فاتح عبد السلام»، أن هناك أسبابا كثيرة تقف وراء الذهاب مع الرأي الذي يقول إنّ التيار الصدري قد يظهر في المشهد السياسي مجدداً، في الانتخابات البرلمانية المقبلة: أولها أن هذا التيار ليس حزبا مقننا أو قابلا للتقنين، وإنما يرتبط بالشارع وحركة الناس وهواجسهم، على الرغم من أنه لم يستطع تقديم الكثير لهم عبر المشاركة في حكومات خارج قيادته وأصاب وزراؤه من سلبيات ما لحق بالحكومات الماضية. بيد أن العراقيين كانوا موعودين بحزمة تغييرات جوهرية في حال تسلم التيار رئاسة الحكومة، وان هذا الوعد واجه تغييرات دراماتيكية مفاجئة، لكن ينبغي أن يكون وعدا مستقرا وحيا في ضمائر التيار، لن يموت أبدا. كما أن التيار الذي له جناح عسكري مشارك في قطاع عمليات، لا يمكن أن يديم صلاته مع الشارع من غير الأذرع السياسية، سواء كان ذلك من خلال بوابة الانتخابات التشريعية أو سواها، فالكتل الجماهيرية الكبيرة تحتاج إلى تصريف طاقاتها عبر واجهات تستوعبها وتجعلها مندمجة في الحياة العامة من خلال الانتماء، ما دام التجاذب السياسي للقوى، وأقصد الشيعية هنا، لا يزال هو سيد الشارع. الانسحاب لم يهزّ البناء التنظيمي للتيار الصدري لكن السؤال المهم بحسب تحليل فاتح عبد السلام هو: هل أفاد التيار الصدري من تجربة العزلة النسبية لمراجعة تجربته السياسية التي اعتراها ما اعترى أطرافا كثيرة في العملية السياسية من مشاكل ونواقص، لا سيما أنه سجل سابقة أولى من نوعها في مشهد التزاحم لنيل السلطة بقرار الانسحاب. وهو قرار منحه ميزة يتفوق بها على سواه، كون الانسحاب لم يهز بناءه التنظيمي الداخلي ولا يزال موحدا وراء قيادة واحدة.

مشاركة :