الرياض 7 أغسطس 2023 (شينخوا) اختتم مستشارون أمنيون وممثلون عن 43 دولة أمس (الأحد)، اجتماعا استمر يومين في جدة، المدينة الساحلية بغربي السعودية، حيث ناقشوا حلولا للأزمة الأوكرانية المستمرة من أكثر من عام. وحضر الاجتماع المغلق عدد لا بأس به من الدول النامية، ظل العديد منها محايدا بشكل أساسي خلال الأزمة، كما حضره الممثل الخاص للحكومة الصينية لشؤون أوراسيا لي هوي. وقال محللون إن مشاركة الصين تعكس دورها، كدولة كبرى مسؤولة، في تعزيز السلام، كما يمثل هذا الاجتماع أحدث الجهود التي يبذلها المجتمع الدولي لحل الأزمة. ويعتقد لي شينغ قانغ، باحث في معهد دراسات حوض البحر الأبيض المتوسط في جامعة تشجيانغ للدراسات الدولية، أن اجتماع جدة سيدفع بقوة سلام دولية أكبر لحل الأزمة وسيسمح للمزيد من الفاعلين الدوليين بالمشاركة فيه، من أجل إيجاد حلول نزيهة ومنصفة ودائمة للأزمة. وأشار عبد الله العتيبي، خبير في الشؤون الدولية في السعودية، إنه على الرغم من عدم احتمالية انتهاء الأزمة الأوكرانية قريبا، فإن عقد اجتماع جدة يعد خطوة مهمة في الاتجاه الصحيح نحو حل الأزمة وفرصة مهمة لتعزيز التوافق بين جميع الأطراف والسعي لإيجاد حل عملي ومُجدي. وقال وانغ قوانغ يوان، أستاذ مشارك في كلية الشرق الأوسط بجامعة بكين للغات والثقافة، إن اجتماع جدة حدث انتقالي يربط الماضي بالمستقبل ويمهد الطريق لمؤتمر السلام القادم الذي قد يتضمن روسيا. وفي بيان، قال رئيس مكتب الرئاسة الأوكرانية أندريه يرماك، إن المشاركين في الاجتماع قد أجروا "مشاورات مثمرة للغاية بشأن المبادئ الأساسية التي ينبغي أن يُبنى عليها سلام عادل ودائم". وقال دميتري ميدفيديف، نائب سكرتير مجلس الأمن الروسي، إن اقتراح السلام يمكن أن يكون لديه فرصة للنجاح فقط إذا شارك فيه طرفا النزاع، مع أخذ في الاعتبار السياق التاريخي والوقائع الحالية. لقد جذبت مشاركة الوفد الصيني في الاجتماع، الكثير من الاهتمام. وقبل الاجتماع، أعرب المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية وانغ ون بين عن استعداد الصين للعمل مع المجتمع الدولي لمواصلة الاضطلاع بدور بنّاء في السعي نحو تسوية سياسية للأزمة الأوكرانية. وأشار العتيبي إلى أن موقف الصين بشأن حل الأزمة الأوكرانية كان دائما محل تقدير من قبل المجتمع الدولي وسوف يلعب دورا إيجابيا في صياغة الاتفاقات والمبادئ لإنهاء النزاع. وقال أحمد إبراهيم، محلل سياسي سعودي، إن الصين قوة مهمة لتعزيز السلام والتنمية في العالم. وأضاف إبراهيم أن الصين حافظت على اتصال مع جميع الأطراف المعنية بشأن الأزمة الأوكرانية، وعززت بنشاط محادثات السلام، وحثت الأطراف المعنية على الاستجابة لمناشدات المجتمع الدولي، والقيام تدريجيا بتهيئة الظروف لإيجاد حل نهائي للأزمة، الأمر الذي يدل على دور الصين كدولة كبرى مسؤولة.
مشاركة :