حذر مختصون في مجالات الطب والقانون والتجميل، من اللجوء إلى إجراء جراحات تجميلية إلا للضرورة الطبية أو في الحالات الحرجة التي تؤثر في الحالة النفسية، على أن يتم ذلك بناء على استشارة طبية متخصصة، مع ضرورة التأكد من كفاءة الأطباء، والمستشفى الذي تجرى فيه الجراحة. وتوضح الإحصائيات، ومن خلال ملفات المحاكم ارتفاعاً نسبياً في عدد القضايا المرفوعة ضد مراكز طبية ومستشفيات، على خلفية حدوث تشوهات أو آثار جانبية خطيرة نتيجة الجراحات التجميلية المختلفة. دعوى قضائية ففي هذا الصدد تقدمت سيدة عربية مؤخراً بدعوى قضائية، ضد أحد المراكز الطبية التجميلية الشهيرة في الدولة، طالبت فيها بتعويض عن الأضرار النفسية والجسدية والمادية التي كابدتها بسبب تشوه جسدها جراء عملية شفط دهون أجرته في المركز، تسببت في عدد من التشوهات له، وتركت آثاراً قبيحة على جسمها ما أدى إلى تدهور حالتها النفسية، بالإضافة إلى اشمئزاز زوجها من شكل جسدها. وفي تفاصيل الدعوى، أوضحت المدعية أنها توجهت للمركز المشار إليه لإجراء عملية شفط دهون في منطقة البطن، حيث قام المركز بعمل كشف طبي لها، إلى جانب عدد من التحاليل لها من خلال إحدى الموظفات في المركز والتي قررت لها إجراء الجراحة بناء على الفحوص المذكورة، ثم اكتشفت المدعية فيما بعد أنها لم تكن طبيبة بل تعمل بوظيفة إدارية في المركز، ومع ذلك تم إجراء العملية بناء على رأيها الذي أبدته، على أساس التحاليل التي طلبتها. وبعد إجراء العملية، لاحظت المدعية أشياء غريبة بجسمها، عرفت فيما بعد أنها كانت ضحية لإهمال طبي أدى إلى فشل العملية، مسببة لها زوائد تسمى بأذن الكلب على جانبي البطن، إلى جانب ترهل شديد بها، مع وجود تليفات في منطقة الجرح، ووجود شد في مناطق دون أخرى، الأمر الذي جعل شكل جسدها غير مقبول، مما أدى ذلك لاشمئزاز زوجها، حيث أصيبت بحالة نفسية سيئة للغاية دمرت حياتها، بالإضافة إلى المال الذي صرفته في محاولة لإصلاح هذا الخطأ الطبي الذي يحتاج إلى علاج تجميلي لمنطقة الجروح حتى يعود شكلها مقبولاً إلى حد ما. وطالبت المدعية بإحالتها للطب الشرعي، لبيان ما ألم بها من إصابات وضرر نفسي ومادي لإلزام المركز الطبي بالتعويض المناسب، وفق ما تقدره المحكمة. وفي قضية أخرى اضطرت أسرة مريض توفي بعد خضوعه لعملية جراحية في أحد مستشفيات الدولة عام 2013 للمطالبة بتعويض قدره7 ملايين درهم، زاعمة أن جراحاً غير كفؤ أجرى له عملية جراحية لإنقاص وزنه حيث تم قص جزء من معدته، مما سبب مضاعفات له، وأفقده القدرة على المشي، إلا أن الرجل توفي قبل صدور حكم المحكمة الابتدائية في القضية، وحصل ورثته على مليوني درهم كتعويض جراء ذلك الخطأ الطبي، لكنهم ناشدوا المحكمة أن تعيد النظر في الحكم بحجة أن التعويضات لم تأخذ بعين الاعتبار كون الرجل المتوفى هو المعيل الوحيد للأسرة، و بذلك أحيلت القضية إلى محكمة الاستئناف لإعادة تقييم التعويض المستحق لأسرة المتوفى. شفط الدهون وتتباين قضايا الأخطاء الطبية التجميلية، حيث كان آخرها إلقاء القبض على شخصين من دولة آسيوية في عجمان، بتهمة تعريض حياة الآخرين للخطر، ومزاولة مهنة الطب بدون ترخيص. وتعود تفاصيل الواقعة بتقديم الشاكي - مواطن - 31 عاماً ببلاغ يفيد أن شخصاً من الجنسية الفلبينية حقنه بمادة لإجراء عملية شفط دهون له مما تسبب في تعريض حياته للخطر. إثر ذلك قام أفراد مركز شرطة النعيمية الشامل بالتواصل مع المتهم بواسطة الشاكي لأخذ موعد آخر لإجراء عملية لشفط الدهون وذلك بشقة المتهم الكائنة بمنطقة النعيمية، حيث جرى استخراج إذن تفتيش من النيابة العامة لمداهمة الشقة التي يتخذها المتهم موقعاً لإجراء العمليات الطبية التجميلية، وعند مداهمة الشقة تبين وجود شخص آخر فلبيني مع الطبيب المزعوم، وأنها مجهزة بغرفة استقبال وصالة عيادة بها مستحضرات طبية مثبتة على الجدران، وغرفة أخرى تحتوي على سرير طبي لإجراء العمليات الطبية التجميلية ورداء خاص بالطبيب المعالج، حيث تم التحفظ على الشقة وضبط ما بها من أدوات ومعدات طبية غير مرخصة. رأي القانون وعن الأخطاء الطبية قال المستشار القانوني أحمد الأميري إن مسؤولية الطبيب أو الجراح حسب القانون، لا تقوم في الأصل بتحقيق نتيجة، وإنما بالتزامه ببذل العناية الصادقة في سبيل شفاء المريض أو انحراف الطبيب عن أداء واجبه يعتبر خطأ طبياً يستوجب مسؤوليته عن الضرر الذي لحق بالمريض ويلزم أيضا بتعويض المريض التعويض المجزي والجابر للأضرار التي لحقت به، وواجب الطبيب في بذل العناية المنوطة بما يقدمه أي طبيب يقظ من أوساط زملائه علما ودراية في الظروف المحيطة به أثناء ممارسته لعمله، ولا بد أن يكون الخطأ سبباً مباشراً للضرر وهو السبب العارض الذي ليس من طبيعته إحداث مثل هذا الضرر. هوس الجراحات قال د. صقر المعلا استشاري جراحة التجميل، نائب مدير مستشفى القاسمي في الشارقة إن المسؤول عن الهوس بعمليات التجميل، الإعلام وانتشار الكثير من البرامج والإعلانات التي تروج للتجميل، وذلك للوصول الى شكل فنانة معينة، ولفت إلى أن القوام والوزن والوجه أصبح يوجد لها مقاييس عالمية تسعى الكثير من السيدات للوصول إليها أو للحصول على الشباب الدائم. وأشار إلى أن أكثر العمليات التجميلية التي تحظى بإقبال كبير في العيادات التجميلية هي الفلير والبوتوكس تأتي بعدها عمليات شفط الدهون- تكبير الصدر- عملية الجفون العلوية أما بالنسبة للرجال شفط الدهون - عمليات الأنف- عملية إزالة عدة الصدر. نتائج كارثية من جهتها قالت ميمونة علاونة خبيرة التجميل العالمية، مديرة جوتيم لا يوجد أي جراحات في العالم لا تحدث فيها بعض الأخطاء الطبية، حتى في أمريكا توجد أخطاء طبية، ولكن لابد أن يختار المريض الطبيب الموثوق فيه وصاحب السمعة الجيدة، المعروف في هذا المجال والمرخص من قبل وزارة الصحة، وأن يتأكد من المستشفى الذي سيجري فيها الجراحة ومن نظافتها وحسن إداراتها وسمعتها، وألا ينساق وراء الدعايات المضللة، التي يروج لها أناس غير مختصين ويتخذون من تلك العمليات تجارة، ويقومون بفتح مراكز تجميل. ويجب ألا يستسلم أحد لمشارط الجراحين غير المؤهلين، وذلك لما سمعناه من نتائج كارثية في هذا المجال، وألا تخضع النساء للباعة الجائلين الذين يستخدمون مواد كيميائية مجهولة في عمليات الحقن والتجميل، وغير مستبعد أن تكون هذه المواد محظورة، أو لم يتم تجريبها في الدولة. شعور بالخيبة والفشل قال الدكتور علي الحرجان اختصاصي الطب النفسي في الشارقة، إذا كانت نتيجة العملية التجميلية على غير ما يتوقع الشخص المريض ذكراً أو أنثى فقد تحصل حالة شعور بالخيبة والفشل، خاصة عند الأشخاص الذين يفتقرون إلى الثقة بالنفس مع ضعف الشعور بالذات، حيث ينتج عن ذلك شعور معاكس لما هو متوقع، ويولد لديهم شعور بالإحباط ويشعرون بأن مظهرهم قد ازداد قبحاً، مما يزيد الطين بلة. وأشار إلى أن الأعراض النفسية التي يمكن أن تظهر على الشخص الذي أجريت له العملية، كالشعور بالخيبة والفشل مع علامات الشد النفسي والتوتر وقد تصل إلى مزيج من الغضب والاكتئاب وضعف الثقة بالنفس والشعور بالذات.، وتزداد الأعراض إذا كان الشخص يأمل الكثير من العملية ويعيش في حالة من الحلم الوردي والذي لا يتحقق منه شيء أو يتحقق جزء بسيط لا يلبي الرغبة والطموح.
مشاركة :