عمون - في مقابلة نُشرت يوم الإثنين، أشار رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، إلى أنه منفتح على تقديم مبادرات للفلسطينيين إذا كان اتفاق تطبيع مع المملكة العربية السعودية يعتمد على ذلك، ولمح إلى أنه لن يسمح لأعضاء ائتلافه بعرقلة الاتفاق. وقال نتنياهو لوكالة “بلومبرغ نيوز“: “هل أعتقد أنه من الممكن التوصل إلى اتفاق، وهل أعتقد أن المسائل السياسية ستمنع ذلك؟ أشك في ذلك. إذا كانت هناك نية سياسية، ستكون هناك طريقة سياسية لتحقيق التطبيع وسلام رسمي بين إسرائيل والسعودية”. وأضاف: “أعتقد أن هناك مساحة كافية لمناقشة الاحتمالات”. وجاءت تصريحات نتنياهو متماشية مع ما قاله وزير خارجيته إيلي كوهين في اليوم السابق. وقال كوهين في مقابلة أجراها معه موقع “إيلاف” اللندني الناطق بالعربية، والذي يُنظر إليه على أنه قناة للرسائل العامة بين اسرائيل والرياض، “القضية الفلسطينية لن تكون عائقا أمام تحقيق السلام”. وأضاف: “أثبتنا ذلك أيضا في اتفاقيات أبراهام. ولدينا جميعا مصلحة في تحسين الحياة في مناطق السلطة الفلسطينية”. في الوقت نفسه، لمح نتنياهو إلى أن السعوديين ليسوا قلقين بشكل خاص بشأن ما سيحصل عليه الفلسطينيون من اتفاق محتمل: “أعتقد أنه يتم طرح المسألة الفلسطينية طوال الوقت، وهي نوع من خانة الاختيار. عليك وضع علامة لتقول إنك تفعل ذلك”. وقال إن المحادثات حول الفلسطينيين تحدث في اجتماعات مغلقة “أقل بكثير مما تعتقدين”. وتسعى واشنطن إلى الدفع باتفاق تطبيع بين إسرائيل والسعودية بسبب فوائدها المتصورة للأمن القومي للولايات المتحدة، وفي السنوات الأخيرة قامت السعودية ودول الخليج الأخرى الموالية للغرب بموازنة تحول في اهتمام الولايات المتحدة نحو منطقة آسيا والمحيط الهادئ وروسيا من خلال توسيع العلاقات مع إيران والصين. مثل هذا الاتفاق سيشهد تقديم الرياض حزمة مساعدات كبيرة وغير مسبوقة للمؤسسات الفلسطينية في الضفة الغربية، وتقليص علاقتها المتنامية مع الصين، والمساعدة في إنهاء الحرب الأهلية في اليمن. وأفادت تقارير أن السعوديين يطالبون باتفاق دفاع مشترك مع أمريكا، وتكنولوجيا دفاع متطورة، وبرنامج نووي مدني. من غير الواضح أين تقف المحادثات بالضبط، وما هي مشاركة إسرائيل فيها. لطالما سعى نتنياهو إلى التوصل إلى اتفاق تطبيع صعب المنال مع السعوديين، ووصفه مرارا بأنه إحدى الأولويات العليا لحكومته الجديدة وأنه اتفاق من شأنه، كما يعتقد، أن يؤدي إلى إنهاء كل من الصراع العربي-الإسرائيلي والصراع الإسرائيلي-الفلسطيني. وفقا لتقارير، ستطلب الرياض من إسرائيل تنازلات كبيرة تجاه الفلسطينيين، وهي عملية تبدو صعبة في ظل الحكومة اليمينية واليمينية المتشددة الحالية. وأدلى نتنياهو بتصريحاته خلال النصف الثاني من المقابلة التي أجرتها معه وكالة بلومبرغ للأخبار المالية. النصف الأول نُشر يوم الأحد، وقال فيه نتنياهو إنه سيقوم بوقف ما تبقى من خطة الإصلاح القضائي بعد تغيير تشكيلة لجنة اختيار القضاة. كما أوضح نتنياهو أنه يدعم منح الفلسطينيين “جميع الصلاحيات لحكم أنفسهم، لكن دون أي صلاحيات لتهديد إسرائيل”. وإلا، كما قال محذرا، “لن تكون هذه دولتهم الخاصة بهم، بل ستكون دولة خاضعة للسيطرة الإيرانية”. وأبدى نتنياهو تفاؤلا بشأن احتمالات عقد نوع من الاتفاق مع الرياض، وزعم أن هناك “ممرا اقتصاديا طبيعيا للطاقة والنقل والاتصالات” يمتد من آسيا عبر شبه الجزيرة العربية وإسرائيل إلى أوروبا. وتعهد قائلا: “سوف نحقق ذلك”، مضيفا إن الاتفاق سيكون “محورا للتاريخ… سوف نحقق ذلك سواء كان لدينا سلام رسمي أم لا”. timesofisrael
مشاركة :