بيروت - قتل ما لا يقل عن 10 عسكريين سوريين، فيما أصيب آخرون خلال اشتباكات ليلية مع تنظيم الدولة الإسلامية المتشدد في محافظة الرقة بشمال البلاد (معقل التنظيم سابقا)، وفق ما أعلن اليوم الثلاثاء المرصد السوري لحقوق الإنسان. وهذه أعلى حصيلة من القتلى في صفوف الجيش السوري منذ أشهر طويلة، فيما تشير الاشتباكات التي تأتي بعد أيام قليلة من هجمات مماثلة شنها تنظيم هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة) سابقا على القوات النظامية الحكومية. وعودة الهجمات المباغتة والاشتباكات بين التنظيمات الإسلامية المتطرفة والقوات السورية تأتي على وقع انشغال القوات الروسية الداعمة للنظام السوري، في حرب استنزاف مع أوكرانيا. وذكر المرصد المعني بمراقبة الصراع في سوريا أن مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية هاجموا نقاط تفتيش للجيش السوري حول قرية معدان عتيق التي استولوا عليها لفترة وجيزة قبل أن ينسحبوا منها بحلول الصباح. وأضاف أن ستة جنود سوريين على الأقل أصيبوا. ولم تتحدث وسائل الإعلام الرسمية السورية عن الاشتباكات ولم يعلن تنظيم الدولة الإسلامية مسؤوليته عن الهجوم عبر قنواته الدعائية على تطبيق تيليغرام. وكان التنظيم المتشدد يسيطر ذات يوم على مناطق كبيرة في شمال وشرق ووسط سوريا إلى جانب مناطق في العراق المجاور. وانتهت عدة هجمات شنتها القوات السورية وحلفاؤها ومقاتلون بقيادة الأكراد مدعومون من الولايات المتحدة باستعادة السيطرة على تلك الأراضي. ولا تزال هناك خلايا نائمة للتنظيم تشن هجمات من حين لآخر لا سيما في المناطق الصحراوية الشاسعة التي كانت تسيطر عليها في السابق. وقال رامي عبدالرحمن مدير المرصد إن تلك الهجمات صارت أكثر جرأة وأكثر دموية في الأشهر الماضية. وأعلن تنظيم الدولة الإسلامية الأسبوع الماضي اختيار أبوحفص الهاشمي القرشي زعيما جديدا له وأكد لأول مرة مقتل الزعيم السابق أبوحسين الحسيني القرشي الذي قالت تركيا في أبري/ نيسان الماضي إنها قتله. والأحد الماضي قُتل ستة عناصر من قوات النظام السوري في هجمات على مواقعهم في شمال غرب البلاد، آخر معقل رئيسي للمعارضة المسلحة، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان. وأورد المرصد أن هيئة تحرير الشام وفصائل متحالفة معها نفذت ثلاثة هجمات أوقعت "ستة قتلى للنظام بينهم ضابطان، إضافة إلى إصابة عنصرين آخرين"، مضيفا أن الهجمات استهدفت مواقع للنظام في محافظة اللاذقية. وتسيطر هيئة تحرير الشام التي كانت مرتبطة بتنظيم القاعدة، على مساحات شاسعة من محافظة إدلب ومناطق متأخمة في محافظات اللاذقية وحماة وحلب. ويعتبر الهجوم نادرا في توقيته ويبدو رسالة من الجماعة الإسلامية المتطرفة بأنها لا تزال قادرة على إلحاق الأذى بالقوات السورية النظامية على الرغم من انحسار نفوذها واستعادة النظام السوري السيطرة على معظم المناطق التي كانت خاضعة للمعارضة المسلحة. وفقدت العارضة المسلحة بما فيها تلك المتطرفة الدعم الخارجي مع معاناتها من التشتت واختلاف الأجندات، في الوقت الذي تتجه فيه تركيا بقوة إلى مصالحة مع دمشق بعد أكثر من 10 سنوات وهو مسار من شأنه أن يشكل انعطافة حاسمة في العلاقات التركية السورية قد ينتهي معه الدعم التركي للفصائل السورية المتمردة. وترتبط جبهة تحرير الشام التي تحاول في الفترة الأخيرة أن تغير فكرة الناس عنها وبأنها تنظيم إسلامي معتدل في مناطق سيطرتها بحثا عن منفذ لا يبقيها خارج مسار التغيرات في الموقف التركي، بصلات مع تركيا وتتوجس من أن تتخلى عنها ضمن صفقة مع النظام السوري. وتتعرض قوات النظام السوري من حين إلى آخر لهجمات مباغتة من تنظيم الدولة الإسلامية الذي توارت بقياه في البادية السورية ويتعرض لهجمات جوية من قبل الطيران الحربي السوري والروسي.
مشاركة :