ريم البريكي (أبوظبي) عبدالجبار الحارثي إماراتي ارتبط مع العطور بعلاقة حب وود، بدأت من سفره واطلاعه على روائح العطور العالمية، بتنوعها، وطيبها، واختلافها، حيث كونت لديه فضولا لمعرفة تركيبتها وكشف أسرارها من خلال دورة تدريبية تلقاها على يد خبير دولي في تصنيع العطور، ليستقل بعطوره من خلال مصنع صغير أقامه في منزله بمثابة مختبر، وينطلق بعد ذلك لتركيب عطور مميزة نحو عالم تصنيع العطور الحصرية والفاخرة، ومن ثم افتتاح محل لبيعها في مركز «بوابة الشرق مول» في منطقة بني ياس. ونتيجة للإقبال على شراء عطور محله، فكر الحارثي في الاتجاه نحو المعارض الكبيرة في أبوظبي المعنية بعرض وبيع المنتجات الفاخرة من العطور، بيد أنه فوجئ بموقف مدير أحد المعارض الذي قلل من منتجه كونه منتجاً وطنياً. وأشار إلى أن موقف مدير المعرض دفعه لتحقيق النجاح، ليؤسس بذلك شركته التي تحمل العلامة التجارية «بي جلس غاليري» والتي استوحى اسمها من اسم طفلته الغيور، وأختار مقرا لعلامته التجارية في فندق قصر الإمارات. وأشار الحارثي إلى أن مدير المعرض لم يقم باختبار العطر أو فتح غطائه وشم رائحته، واستند في رفضه إلى كون المنتج محليا فقط، وفي اعتقاده أنه لا يستطيع منافسة المنتج الأجنبي، مبينا أنه أخذ الأمر على أنه تحد لإثبات خطأ مدير المعرض وتقييمه للعطور المحلية، باحترافه تصنيع العطور ووضع استراتيجيته التي على أساسها رسم انطلاقته كعلامة تجارية واضعا استراتيجية في مخيلته، تقوم على 3 نقاط هي اختيار موقع مميز كمقر للمشروع، وتصنيع العطور من خلال مصانع في فرنسا تكون متخصصة بتصنيعها ولديها شهادة دولية معتمدة، بالإضافة للاسم العريق في تصنيع العطور والخبرة الطويلة، إضافة إلى اختيار الأسلوب الأمثل للدعاية والترويج بشكل حديث وملفت لجذب الأنظار من خلال تصنيع أكبر زجاجة باسم 1971 وهو يوم إعلان اتحاد إمارات الدولة وقيام دولة الإمارات العربية المتحدة بطول يصل إلى مترين، وتحمل عطراً سائلاً مقداره نحو 500 لتر. وناقش الحارثي الفكرة مع صديقة أحمد الكندي ليقوم الأخير بالاتصال بموسوعة جينس في دبي، وقد رحبت الموسوعة بالفكرة إلا أنها أسدت نصيحة للحارثي بصعوبة تنفيذها، وبعد صنع الزجاجة العملاقة في إيطاليا، واجهت الحارثي مشكلة في تصنيع الأنبوب الموزع للعطر، والذي احتاج منه السفر طويلا إلى عدد من الدول لتنفيذ فكرته، ومن تلك الدول فرنسا، إيطاليا، والصين، والهند والأردن. وخلال زيارته الأردن سمع الحارثي من صديق له عن وجود مهندس مكيانيكي وهو لاجئ سوري بارع في تصميم مجسمات، وله العديد من المشاريع الابداعية التي نفذها، وطلب مني مقابلته وطرح الفكرة عليه، وهو ما تم ليصدمني الشاب السوري ويدعى رياض الراضي، بقدرته على تنفيذ الابتكار وطلب منه مدة شهر ونصف لذلك الغرض، وبعد المدة المذكورة اتصل بي المهندس رياض ليخبرني بضرورة قدومي للأردن حيث طلب مني التوجه لسطح المنزل، حيث فاجأني بإنجاز العمل الذي استغرق 8 أشهر، مفيد أن المبلغ الذي طلبه المهندسي بلغ 50الف درهم فقط لتنفيذ تصنيع البخاخ، مضيفا أنه تمكن من تسجيل ابتكاره لأكبر زجاجة عطر في العالم. وأشار الحارثي إلى أنه خلال فترة الأشهر الثمانية التي تم فيها تصنيع البخاخ، كان العطر السائل يصنع في فرنسا في كبرى مصانع تصنيع العطور هناك، مبينا أن العطر 1971أخد مكوناته من روائح الأجواء الإماراتية البرية والبحرية والجوية، حيث استوحى رائحة العطر من البيئة الإماراتية فقط، وقام باستئجار قارب والمكوث في وسط البحر فترة من الزمن لاختبار الروائح ومن ثم اختيار الروائح العطرية المماثلة لها، وهذا احتاج وقتا طويلا لإعداد خلطة العطر المكونة للعطر 1971، وتم عرض العطر العملاق خلال مهرجان دبي للتسوق، وحظي باهتمام المشاهير من عرب وأجانب، ومن عروض المشاهير طلب من الفنان ماجد المهندس ابتكار عطر خاص به، ويحمل اسمه، إضافة لإشادة روجا دوف، صاحب العلامة التجارية الذي كان ضيف شرف خلال أسبوع العطور و سأل عن سعر العطر 1971 فرد عليه مسؤول التسويق في محلنا أن سعره 971، ليرد عليه لقد ظلمتم العطر بهذا الثمن الزهيد، وهذه شهادة نعتز بها من رجل له باع طويل في عالم تصنيع العطور الفاخرة، مبينا أن أسعار العطور تبدأ من 700درهم وتنتهي بـ971درهما، كما أثنت عارضة الأزياء العالمية إليساندرا إمبروسيو على عطورنا وقالت: «إنه افضل عطر شمته..وأفاد الحارثي أن المجموعة الأولى تتكون من 4 عطور تمثل إنجازات الدولة وهي 1971، والمسبار وهو أول مكوك فضائي إماراتي يتم إطلاقه، واينك والذي تم إصداره بمناسبة اختيار الإمارات كمقر دائم للطاقة السلمية، وأكسبوا 2020وهو الحدث الاقتصادي الأبرز عالميا، والذي ستستضيفه دبي وجميع الأسماء هي لإنجازات نفخر كإماراتيين بتحقيقها، وهدفي إيصال الإنجازات التي حققتها الدولة إلى العالم عبر روائح عطرية، وتصدير تلك المنجزات للخارج مع كل زجاجة عطر تباع عالميا.
مشاركة :