أثار اقتراب موعد مواجهتي المنتخب السعودي أمام ماليزيا ثم الإمارات في ختام التصفيات الأولية لمونديال روسيا 2018 وبطولة كأس آسيا 2019 تساؤلات الجماهير السعودية عن الغياب المتواصل لمدرب "الأخضر" الهولندي بيرت فان مارفيك عن متابعة الدوري السعودي، والغياب عن نهائي كأس ولي العهد المنصرم كأهم الشخصيات الفنية على هرم الجهاز الفني للمنتخب التي يفترض حضورها لمراقبة المنافسات بمختلف فئاتها، والوقوف على مستويات اللاعبين الدوليين، قبل مرحلة مهمة من المراحل التاريخية للكرة السعودية. وفضل مارفيك البقاء في بلاده وقيادة المنتخب من هناك عن بعد، والاعتماد على تقارير مساعديه فقط، من دون متابعة اللاعبين بشكل أقرب داخل المستطيل الأخضر، وهو ما قد ينذر بأزمة مستقبلية جديدة، تحيط بالكرة السعودية والمنتخب في مرحلة مفصلية لا تحتمل المزيد من الأخطاء والعصف بمكتسبات حاضرة. وحملت الأخبار الرسمية عودة المدرب الغائب في ال17 من شهر مارس الجاري، أي قبل مواجهة المنتخب الماليزي بأسبوع واحد، بعد تواصل غيابه منذ ال17 من شهر نوفمبر أي بأربعة أشهر متواصلة، في تصرف لا يتوافق مع حجم الطموحات السعودية المنتظرة في ختام التصفيات الآنية، وجاء تبرير عضو الاتحاد السعودي لكرة القدم عدنان المعيبد ل"الرياض" في هذا الصدد لارتباط مارفيك في شهر أغسطس الماضي إلى فبراير، مع إحدى القنوات الرياضية الهولندية كمحلل لها، بموافقة اتحاد الكرة، اثناء توقيع العقد معه، وحاليا انتهى ارتباطه مع القناة الرياضية، وسيكون موجودا طوال الفترة المقبلة ". ليزيد هذا التبرير من حجم التساؤلات عن صمت اتحاد الكرة على تصرف المدرب، ومباركة ابتعاده كل هذه الفترة، عن التواجد بالقرب من منافسات الكرة السعودية، وإشعار اللاعبين الدوليين بمتابعة مستوياتهم، وتحفيز البقية بمراقبة مدرب المنتخب الأول لمستويات جميع اللاعبين، تمهيدا لاختيار أبرزهم للانضمام إلى صفوف المنتخب في الفترة المقبلة، وهو ما كان سيشحذ همم اللاعبين ويوفر لهم بيئة تنافسية جاذبة، للتسابق على نيل ثقة الجهاز الفني في فرص حضورهم بشعار الأخضر في الاستحقاقات المقبلة، إلا أن ذلك لم يحدث بعد تقرر وصول المدرب الغائب قبل مواجهتي منتخبي ماليزيا والإمارات بأسبوع واحد فقط. وبغض النظر عن نتائج المنتخب في التصفيات الجارية، وفرصة المتاحة في الوصول إلى التصفيات النهائية للمونديال والبطولة القارية، وكذلك تحسن مركزه في التصنيف الشهري الأخير ل"الفيفا" بحصوله على المرتبة ال60 بين منتخبنات العالم، إلا أن منهجية العمل الفني الحالية بقيادة مارفيك، لابد أن تخضع للمحاسبة والتدخل الحازم من إدارة إتحاد الكرة واللجنة الأولمبية، إذ يظهر للمتابع البسيط أن "الأخضر" يعيش وسط إهمال إداري وفني ولا مبالاة بأهمية الاستحقاقات المقبلة، التي تتطلب المزيد من الاحترافية والعمل الجاد، بعيدا عن العشوائية ثم تقاذف المسؤولية في الوقت الضائع، إذ لم يعد المدرج السعودي يحتمل الكثير من التخبطات الإدارية والفنية، ولا يرتهن لاجتهادات لا تليق باسم الكرة السعودية ولا تاريخها، بعد غياب حقيقي ومتواصل عن المنجزات، عقب التوقف عند محطة الوصول إلى نهائيات كأس العالم في فرنسا 2006، ثم خسارة النهائي الآسيوي م، وهو ما يتطلب الاستفادة من الأخطاء الفارطة والحاضرة ومعالجتها في حينها، حتى لا تتكرر مجددا وندفع حينها الثمن فقط بالندم والبكاء على الأطلال.
مشاركة :