•• لم يعد هناك مجال أوسع لإصلاح أوضاع الرياضة في بلادنا أكثر من السنتين القادمتين – كما حدد ذلك سمو الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير عبدالله بن مساعد – في منتدى جدة الاقتصادي يوم الأربعاء الماضي - إيذاناً بتطبيق برنامج الخصخصة للأندية الرياضية ال(14) المصنفة بالدرجة الممتازة.. •• ليس هذا فحسب.. بل إنه أفادنا بأن الرئاسة على وشك الإعلان عن إنشاء أندية رياضية خاصة يمتلكها رجال أعمال بالكامل.. •• والحقيقة أن اختيار الأمير عبدالله رئيساً لرعاية الشباب كان مؤشراً واضحاً نحو العمل في هذا الاتجاه الصحيح بكل المقاييس.. لأنه لا سبيل للخروج بالأندية الرياضية من الأوضاع البائسة التي تعيشها إلا بتطبيق برامج الخصخصة وإدارتها بصورة مؤسساتية بعيداً عن الفوضى الحالية.. وأسلوب "العزب" و"الشلليات" السائدة فيها الآن.. •• وحتى السنتين التي تحدث الأمير عبدالله عن استغراقها في استكمال بعض الخطوات والإجراءات التنظيمية تظل كثيرة.. بعد أن اقتربت الأندية الكبيرة جداً من الوصول إلى القاع.. بين مديونيات عالية.. وارتجالية مطلقة في اختيار مدربين أو لاعبين محترفين بعشرات الملايين من الريالات تم طردهم قبل انتهاء السنة الأولى من عقودهم (كمثل فقط) لأن الاختيار يخضع لأمزجة خاصة.. ودون معايير فنية دقيقة وبالتالي تتحمل الأندية مبالغ باهظة لتنفيذ شروط التعاقد عند الإلغاء من طرف النادي.. تدفع من صندوقه وعلى حساب قدرته على التجويد والتطوير.. وتؤدي إلى العجز التام عن سداد حتى رواتب اللاعبين والإداريين.. والعاملين بالنادي بعد تأخر تجاوز في بعض الأندية الستة أشهر.. •• ان هذا المستوى الذي بلغته الأندية الكبيرة ومن باب أولى أندية الدرجة الأولى أو الثانية هو الذي أدى بالرياضة إلى المستوى المزري الذي بلغته الآن.. وتحولت معه إلى أندية عاجزة عن الوفاء بالتزاماتها وإلى تسول أعضاء الشرف.. وإلى الاقتراض من البنوك لسداد مديونياتها الكبيرة.. لصرف استحقاقات الناس عليها.. •• والأكثر سوءاً أنها ألحقت الكثير من الأذى بسمعة المملكة في الخارج بعد تراجع أدائنا العام في المسابقات العربية والقارية والدولية بشكل كبير و"مخجل". •• يكفي للتدليل على تقهقر مستوانا الرياضي بسبب توجيه حجم الإنفاق الأكبر إلى كرة القدم.. هو غياب الاهتمام بالكثير من الألعاب الأخرى من جهة وهروب الشخصيات البارزة من الالتحاق بعضوياتها أو حتى الذهاب إليها والوقوف إلى جانبها في الأزمات من جهة أخرى.. مما ساعد على هبوط الأداء العام وبالذات في ظل غياب الأنظمة التي تُحاسب وتعاقب المتسببين في وصول الأندية إلى تلك المستويات المتردية.. •• ويمكن للتدليل على ذلك بنتائج الفرق السعودية في التصفيات الآسيوية الحالية.. لندرك كم نحن بحاجة إلى الإسراع في تطبيق أنظمة الخصخصة وتنظيف الأندية من الداخل وإصلاحها بالكامل وتحويلها إلى أماكن راقية لتربية الشباب وتنمية مواهبهم وليس إلى بيئات طاردة لكل العناصر "المحترمة" والشغوفة بالأنشطة الرياضية المختلفة. •• ولا شك أن الأمير عبدالله بن مساعد.. هو خير من يحقق للرياضة هذا الإنجاز من واقع خبرة رياضية وإدارية وافرة جاء الوقت لقطف ثمارها.. والارتقاء بمستوى الرياضة إلى المكانة التي تستحقها بلادنا.. *** •• ضمير مستتر: •• هناك لحظات تاريخية فارقة.. تخسر الأمم كثيراً إذا هي لم تستثمرها.. وتصل فيها إلى قمة طموحاتها).
مشاركة :