بدأ المجلس العسكري في النيجر، الذي أعلن الانقلاب أواخر الشهر الماضي، بالاستنفار أمنيًا؛ تحسبًا لأي تدخل عسكري، وذلك بعد انتهاء المهلة التي منحتها المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (إيكواس) للمجلس، حيث دفعت القوات المسلحة في النيجر بتعزيزات إضافية إلى العاصمة نيامي، وذلك استعدادًا لأي تدخل أجنبي محتمل. وكشف مصدر مطلع أن قافلة من نحو 40 شاحنة وصلت إلى نيامي، وجلبت قوات من أجزاء أخرى في البلاد؛ من أجل الاستعداد لمعركة محتملة، وفقًا لشبكة سي إن إن، بينما أعلن المجلس العسكري في وقت سابق، أن دولة أجنبية تستعد للعدوان على النيجر دون تحديدها، مشددًا على أنه لن يتخلى عن خطواته، رغم انتهاء المهلة التي حددتها المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا. وأفادت وسائل إعلام فرنسية بأن مجموعة إيكواس تخطط لحشد 25 ألف جندي للتدخل المحتمل، إلا أن هذا الخيار لن يكون سهلًا على الإطلاق في حال اتخذ، بحسب ما رأى عدد من المراقبين، لا سيما أن المجلس العسكري أثبت من خلال جمع أكثر من 30000 شخص في نيامي، أنه قادر على تعبئة قسم من السكان، وبالتالي فإن أي تدخل يخاطر بالتسبب في حمام دم لن يقبله الغربيون. وبينما تتواصل المساعي الدبلوماسية والوساطات الدولية والأممية من أجل إقناع المجلس العسكري في النيجر بالرجوع عن انقلابه، الذي سيطر إثره على السلطة أواخر الشهر الماضي، يتمسك الأخير بموقفه. وفي جديد تطورات هذا الملف المشتعل منذ 26 يوليو الماضي، رفض المجلس دخول وفد المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا “إيكواس”، والأمم المتحدة، والاتحاد الإفريقي، الذي كان من المقرر أن يصل أمس إلى نيامي. وأبلغ الوفد بهذا الرفض عبر مذكرة شفهية من وزير الخارجية الموالي للعسكريين الذين استولوا على السلطة، عللت كافة أسباب هذا الموقف، وفق ما أفادت مجلة “جون أفريك” المعنية بالشؤون الإفريقية. يشار إلى أن سابع انقلاب عسكري تشهده منطقة غرب ووسط أفريقيا في ثلاث سنوات، كان اجتذب اهتمامًا عالميًا لأسباب؛ منها الدور المحوري للنيجر في الحرب على المتشددين في منطقة الساحل واحتياطياتها من اليورانيوم والنفط، التي تمنحها أهمية اقتصادية وإستراتيجية بالنسبة للولايات المتحدة وأوروبا والصين وروسيا.
مشاركة :