سياسيون ونشطاء بحرينيون: «رعد الشمال» تبرز قوة الأمة الضاربة وتبدد أوهام الطامعين

  • 3/6/2016
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

أبدى عدد من السياسيين والناشطون وكتاب الأعمدة في الصحافة البحرينية تفاؤلهم الكبير بمناورة "رعد الشمال" التي انطلقت مطلع الأسبوع الماضي في قاعدة الملك خالد بمحافظة حفر الباطن، بمشاركة قوات تمثل 20 دولة، هي المملكة والإمارات العربية المتحدة والأردن والبحرين والسنغال والسودان والكويت والمالديف والمغرب وباكستان وتشاد وتركيا وتونس وجزر القمر وجيبوتي وسلطنة عمان وقطر وماليزيا ومصر وموريتانيا بالإضافة إلى قوات درع الجزيرة. وخلال الندوة التي أقيمت في مجلس وجيه باقر بالمحافظة الجنوبية بمملكة البحرين، فقد رصدت "الرياض" التي حضرت الندوة ما تناوله المشاركون من طرح عميق والتي افتتحها سفير خادم الحرمين الشريفين لدى مملكة البحرين د. عبدالله بن عبدالملك آل الشيخ بتقديم تعريفي عن مناورة "رعد الشمال" وقال إن هذه المناورة عبارة عن تمرين تعبوي لمجموعة من جيوش الدول العربية والإسلامية، مؤكداً على أن هذا التمرين التعبوي هو أكبر دليل على أن الأمة العربية والإسلامية متعاونة ومتعاضدة ومتكاتفة للدفاع عن حياض الدين، وأنها مستعدة لدرء المخاطر عن أبناء كافة الدول الإسلامية، ولدحر من يريد أن يلصق الإرهاب بالدين الإسلامي الذي هو بريء من هذه التهمة ومن هذه الوقيعة التي يراد بها تدمير الأمة الإسلامية، مشدداً على أن الأمة الإسلامية على قدر كبير من اليقظة، وأنها مستعدة -ولله الحمد- لكل من يريد النيل منها. السفير آل الشيخ: المناورة نواة ضخمة للتحالف الإسلامي بقيادة المملكة وقال إن الدعوة الكريمة من خادم الحرمين الشريفين لإنشاء هذا التحالف الإسلامي لقي ترحيباً واستجابة كريمة ومشاركة من دول الخليج والدول العربية والإسلامية، مؤكداً على أن آثار التعاون والتكاتف في التحالف الإسلامي بدأت تظهر ولله الحمد. د. المدني: المملكة تولت زمام المبادرة في الأحداث الإقليمية.. وعاصفة الحزم أثبتت قدرتها على إطفاء الحرائق في المنطقة وفي مداخلته خلال الندوة أكد المسؤول الإعلامي بالسفارة السعودية بالبحرين عبدالله المرشد على أهمية مناورة رعد الشمال ومالها من مردود إيجابي على جيوش الدول المشاركة بحكم أنها تدريب إستراتيجي لجيوش الدول المشاركة في المناورة بهدف رفع جاهزيتها، خاصة وأن حجم الجيوش المشاركة في هذا التمرين التعبوي هو الأكثر في تاريخ عصرنا الحديث، وأنه أكبر التمارين العسكرية في العالم من حيث كم ونوعية العتاد المستخدم لدى قوات الدول المشاركة، وقال إن كل ذلك يجعل من هذه المناورات هي الأولى التي يلتئم فيها كل هذا العدد من القوات في تدريب موحد يطبق أساليب متطورة وغير مسبوقة في التكتيكات الحربية باستخدام أحدث ما توصلت إليه الأسلحة والتجهيزات برا وجوا وبحرا. وعند حديثه عن "رعد الشمال" خلال الندوة قال المحامي فريد غازي عضو سابق في مجلس الشورى البحريني وعضو المفوضية الوطنية البحرينية لحقوق الإنسان، إن قراءته لها من وجهة نظره الشخصية، بأنه تملك أهدافا عديدة جدا أهمها أن الدول العربية بعد عاصفة الحزم أصبحت تأخذ زمام المبادرة وتقرر، والأمر الإيجابي أن بقيادة المملكة هناك صناع قرار عرب وكلما كان القرار عربياً كلما كنا أكثر قدرة على ردع أعداء الأمة العربية والإسلامية. وقال إن المملكة العربية السعودية تحركت سريعاً باتخاذها قرار عاصفة الحزم بعد أن وصل التهديد إلى حدودها، وحدود الدول العربية بل أن الأمر قد وصل إلى الاعتداء على دولة عربية شقيقة للمملكة وهي اليمن من قوى الشر التي أردات بالمملكة شراً قبل أن يلجمها القرار الحكيم من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، متطرقاً خلال مداخلته إلى ما تتعرض له الأقطار العربية من أخطار قد تجاوز الكثير منها مداه خاصة ما تتعرض له سورية والعراق ولبنان والتي لاحول لها ولا قوة، مؤكداً أن قرار التحالف الإسلامي الذي تقوده المملكة وما بدأت به دول التحالف الإسلامي من مشاركتها في "رعد الشمال"، رسالة مهمة قادرة على أن تصل للعالم بأن قيادة العالم الإسلامي ستبقى سعودية رغم محاولة أعداء الأمتين العربية والإسلامية لتشتيت القيادة التي أصبحت بحمد الله ومن خلال رعد الشمال أكثر ثباتا وتأثيرا. كما تحدث خلال الندوة الشيخ جاسم السعيدي عضو مجلس النواب السابق وقال: "بأننا عندما نتكلم عن رعد الشمال يجب أن نعلن اعتزازنا وافتخارنا بخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، لما يقوم به من جهود في ردع الإرهاب الذي أصبح للأسف شبهة للمنطقة"، وبين أن هذه المناورة التي ينظر لها السياسيون والعسكريون والشرعيون بزوايا مختلفة، تتوحد نظرتهم في أن هذه المناورة ماهي إلا قوة ضاربة على كل من يتعدى على الأوطان العربية وبلاد الإسلام، وأنها رسالة واضحة لكل من يحلم بتخطي الحدود بأن يصحوا أمام هذه القوة الضاربة للقوات المشاركة في المناورة بعدتها وعتادها، خاصةً وأن الدول العربية والإسلامية قد غيرت لغة التفاهم مع القوى الإقليمية من دبلوماسية إلى سياسية أصبحت أكثر ردعاً لأحلام الطامعين. وتطرق الخبير في الشؤون الآسيوية والكاتب في جريدة الأيام د. عبدالله المدني لقراءات متعددة تناولت السياسية السعودية بعد عاصفة الحزم والتي تمحورت حول التغير في القرار السعودي من خلال التعاطي مع الأحداث الإقليمية والتي لم تعد تقتصر على أسلوب المهادنة السياسية حسب قوله، بل أصبحت السعودية في خضم الأحداث المحدقة صاحبة المبادرة في لجم أطماع القوى الإقليمية من خلال عاصفة الحزم وقدرتها على إخماد الحرائق في سورية من خلال جهودها في مكافحة الإرهاب، مشيداً بقيادة السعودية للتحالف الإسلامي لمكافحة الإرهاب وما تشكل عنه من تحالف عسكري. وقال إن هذه المناورة من القوة بمكان لقوة ومكانة الدول المشاركة فيها مشدداً على أن ما يتردد خلاف ذلك ما هو إلا لتثبيط الهمم، وأن ذلك التثبيط قد ظهر من قبل من خلال عاصفة الحزم التي فاجأت المتربصين فجيشوا أقلامهم وإعلامهم للتشكيك في نجاحها متشدقين بقضية الأمة المركزية التي يجب أن تستثمر الأموال فيها، وأن المملكة أطلقت عاصفة الحزم دون أن تستعد لذلك وأن الهزيمة مصيرها، وهي تخرصات وتكهنات أثبت فشلها من خلال ما تحقق من خلال عاصفة الحزم وعملية إعادة الأمل. واستشهد خلال مداخلته بما قاله وزير الدولة للشؤون الخارجية بدولة الإمارات العربية المتحدة د. أنور قرقاش، والذي أكد على أن دول الخليج العربية قد استعدت لعاصفة الحزم قبل انطلاقتها بستة أشهر بعد أن أقدمت المليشيات الحوثية بنصب صواريخ بعيدة المدى على الحدود الجنوبية للمملكة مهددة بذلك أمنها وهو الأمر الذي اتخذت بعده دول الخليج العربية قرارها بعمل عسكري حاسم وحازم وفوري والمتمثل في عاصفة الحزم بقيادة المملكة العربية السعودية لحماية المملكة وبقية دول الخليج العربية، معبراً عن إشادته بهذا القرار الحاسم الذي حمى بعد عناية الله دول الخليج من أطماع إيران التي كانت تحلم واهمة بإغلاق مضيق هرمز وباب المندب والتحليق بطائراتها في الأجواء الخليجية قبل أن يلجمها سلمان الحزم بعاصفة أعادت للأمة العربية هيبتها وأثبتت للعالم أجمع قدرة العرب على اتخاذ زمام المبادرة لحماية دولهم وشعوبهم من أطماع الحاقدين. كما أكد على قوة رعد الشمال بعد اتمامه مناورته في محافظة حفر الباطن وقوته على ردع المنظمات الإرهابية في كلٍ من سورية والعراق وليبيا من أجل حماية دول الخليج العربية ومصر وسورية والمغرب العربي من خطر تلك الجماعات التي أصبحت أكثر تهديداً للدول العربية والإسلامية. وتداخل الكاتب البحريني هشام الزياني وطرح سؤالاً على السفير آل الشيخ حول رعد الشمال هل هو بداية لمواجهة إسلامية مع كل من إيران وروسيا، فأجابه السفير آل الشيخ قائلاً: "إن ما يجري في اليمن هو تحالف عربي تقوده المملكة لدعم الشعب اليمني والقوى الشرعية في اليمن وهي تحقق انتصارات كبيرة جداً"، كما نفى حقيقة ما يروج له الأشرار من كون حرب اليمن حرب استنزاف للمملكة، وقال إن معطيات عاصفة الحزم وعملية إعادة الأمل قد حققت مطالب الشعب اليمني في الأمن والاستقرار في بلدهم الذي تخطفته ثلة من الأشرار، وقال إن ذلك مختلف عن حرب المملكة على الإرهاب التي بدأته قبل عاصفة الحزم عندما شاركت ضمن تحالف دولي لضرب داعش الإرهابية ضمن جهودها لمحاربة الإرهاب. وقال السفير آل الشيخ إن تحرك المملكة ودول الخليج العربية وغيرها من الدول العربية كالمملكة الأردنية الهاشمية لمحاربة الجماعات الإرهابية يأتي من منطلق غيرتها على الدين الإسلامي الذي حاول قادة تلك الجماعات على إلصاق الإرهاب بالدين الإسلامي الذي هو في الأصل دين المحبة والتسامح مشدداً على أن الحرب على تلك الجماعات الإرهابية وفي مقدمتها تنظيم داعش الإرهابي ستستمر حتى القضاء عليه بإذن الله تعالى. من جهته فقد شدد الأمين العام لجمعية ميثاق العمل الوطني البحريني محمد شاهين البو عينين على أهمية مناورة رعد الشمال المنبثق من التحالف الإسلامي الذي تقوده المملكة، خاصةً وأن هناك مخططا تم إعداده للعبث بمقدرات الوطن العربي مستعرضاً الأحداث التي تتابعت على الأمة العربية منذ الوقفة المشرفة للملك فيصل -رحمه الله- في الحرب العربية الإسرائيلية في السبعينات الميلادية، والتي جعلت أعداء الأمتين العربية والإسلامية تعيد خططها لضرب العروبة والإسلام، الأمر الذي جعلها تساهم في كل من عودة الخميني في نهاية السبعينات الميلادية، وقيام الدولة الصفوية في إيران والحرب العراقية الإيرانية التي استمرت ثماني سنوات وما تبعها من غزو عراقي غاشم لدولة الكويت في التسعينات، وقال إن هذه الأحداث لم تكن صدفة بل أمر مخطط له لإضعاف الدول العربية من خلال مؤامرة عبثت بأمن ومخططات الدول العربية والتي كان آخرها ما يسمى بالربيع العربي الذي هو في الأصل خريفاً عربياً. كما حفلت الندوة بمشاركات ومداخلات عدد من الحضور الذين أثروا الندوة بنقاشاتهم الهادفة وقراءاتهم المنطقية، لتختتم بعدد من القصائد الشعرية في حب المملكة وقيادتها الرشيدة.

مشاركة :