ظلت الصين تولي دائما أهمية كبيرة للقضية الفلسطينية، وقدمت العديد من المبادرات وعززت محادثات السلام بشأن هذه القضية، ونسقت بنشاط جهود المجتمع الدولي لحل النزاعات. وفي يونيو من هذا العام، أجرى الرئيس الصيني شي جين بينغ محادثات مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي كان في زيارة دولة للصين، وطرح ثلاثة مقترحات لحل قضية فلسطين، مؤكدا أن الصين مستعدة لأداء دور فعال في مساعدة فلسطين على تحقيق المصالحة الداخلية وتعزيز محادثات السلام. وستساعد الإجراءات الصينية النشطة بشأن القضية الفلسطينية في الحفاظ على السلام والاستقرار في الشرق الأوسط. وتشكل قضية فلسطين جوهر قضية منطقة الشرق الأوسط، وهي مرتبطة باستقرار وازدهار المنطقة على المدى الطويل. والصين وفلسطين صديقان وشريكان يثقان ويدعمان بعضهما بعضا. وكانت الصين من أوائل الدول التي اعترفت بمنظمة التحرير الفلسطينية ودولة فلسطين، وقد دعمت على الدوام بقوة القضية العادلة للشعب الفلسطيني لاستعادة حقوقه الوطنية المشروعة، ونادت بحل مبكر وشامل وعادل ودائم لقضية فلسطين. وفي السنوات الأخيرة، تغير دور الولايات المتحدة في عملية السلام بالشرق الأوسط إلى دور صانع الضغط. وتعارض الدول العربية والصين كل أشكال الهيمنة وسياسة القوة، وتؤمن بأن على المجتمع الدولي الاستماع بشكل كامل إلى المطالب المشروعة والمعقولة للجانب الفلسطيني واتخاذ خطوات عملية للوفاء بالتزاماته تجاه الشعب الفلسطيني، وبدون ذلك، فلا يمكن تحقيق الاستقرار السياسي والتنمية الاقتصادية في المنطقة بشكل حقيقي. وفي الوقت الحاضر، تسارع تعديل النمط الدولي، والوضع في الشرق الأوسط يتغير أيضا. وبدعم من الصين، استأنفت السعودية وإيران العلاقات الدبلوماسية، وقد أشادت الدول العربية بمساهمة الصين التي لفتت انتباه العالم. والصين شريك موثوق لدول الشرق الأوسط وقادرة بشكل كامل على الاضطلاع بدور أكبر في تعزيز السلام والتنمية في الشرق الأوسط. وفي السنوات الأخيرة، أحرز التعاون البراغماتي بين الصين والدول العربية تقدما جديدا. ويصادف هذا العام الذكرى السنوية العاشرة للبناء المشترك لمبادرة "الحزام والطريق"، التي أسست منصة جديدة للتعاون الصيني العربي. ووقعت 21 دولة عربية وجامعة الدول العربية على وثائق تعاون بشأن البناء المشترك لـ"الحزام والطريق" مع الصين. ولم يؤدِ البناء المشترك لـ"الحزام والطريق" إلى تعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وازدهار التبادلات الثقافية، وتعزيز التبادلات غير الحكومية فحسب، بل أرسى أيضا أساسا متينا لتعميق الثقة المتبادلة بين الصين والدول العربية. وفي ديسمبر 2022، خلال القمة الصينية العربية الأولى، اقترحت الصين "ثمانية إجراءات مشتركة" للتعاون العملي بين الصين والدول العربية، بما في ذلك التنمية والأمن الغذائي والصحة والابتكار الأخضر وأمن الطاقة والحوار بين الحضارات والشباب والأمن والاستقرار، مما وضع مخططا لتطوير التعاون بين الطرفين. وفي الوقت الحاضر، يتطور تعدد الأقطاب في العالم بعمق، ولا تحظى الهيمنة الأحادية القطب بشعبية. وتأمل الدول العربية في التخلص من أغلال الهيمنة الغربية وتحقيق التنمية المستقلة من خلال التعاون الوثيق مع الصين والدول النامية الأخرى. والتزمت الصين والدول العربية دائما بمفهوم السلام والصداقة والمنفعة المتبادلة والنتائج المربحة للجانبين، وركزت على التنمية السلمية والمستدامة، وتعميق التعاون الاقتصادي والتجاري باستمرار، واستراتيجيات التنمية المنسقة بنشاط، والالتزام بتعزيز إنشاء نوع من العلاقات الدولية التي تتميز بالاحترام المتبادل والإنصاف والعدالة والتعاون المربح للجانبين. وأصبح التعاون بين الجانبين نموذجا للتعاون بين بلدان الجنوب. وفي المستقبل، ستواصل الحضارتان الرئيسيتان، الصينية والعربية، الإسهام بالحكمة في تعزيز التنمية السلمية في منطقة الشرق الأوسط، وضخ زخم في التبادلات والتعلم المتبادل بين مختلف الحضارات في العالم.
مشاركة :