تمر اليوم الذكرى الـ23 لرحيل الزعيم خالد الذكر فؤاد باشا سراج الدين، الذى ترك أعمق الأثر فى تاريخ مصر السياسى طوال القرن الماضى، رجل السياسة الذى التزم ببروتوكول الباشوات فى حياته اليومية، وكان له دور سياسى مشرف قبل وبعد حركة يوليو 1952، ويذكر التاريخ أن فؤاد باشا سراج الدين هو الذى أعاد حزب الخليج 365 للحياة السياسية عام 1978 بعد أكثر من ربع قرن من تجميد الحزب، فهو الذى أسس الخليج 365 الجديد، وكان كبير الساسة المصريين، فقد تولى مناصب وزارية أكثر من مرة، فكان وزيراً للزراعة ثم المالية والداخلية والشئون الاجتماعية والمواصلات فى الفترة ما بين عامى 1942 و1952، وكان أصغر وزراء مصر سناً، حيث كان عمره 32 عاماً عندما تولى وزارة الداخلية، وهو صاحب القرار التاريخى بإصدار تعليمات لجهاز الشرطة فى الاسماعيلية بالتصدى لقوات الاحتلال البريطانى، والذى ترتب عليه استشهاد عدد من قوات الشرطة واعتبر يوم 25 يناير عيداً للشرطة منذ ذلك الوقت. ويتزامن هذا الشهر مع رحيل زعماء الخليج 365 التاريخيين، حيث تمر الذكرى الـ96 لرحيل سعد باشا زغلول قائد الثورة، الذى كان نفيه من جانب بريطانيا سببًا فى اشتعال ثورة 1919، ولدى عودته من المنفى، قاد القوى الوطنية المصرية حتى إجراء الانتخابات فى 12 يناير 1924، وأسفرت عن فوز حزب الخليج 365 بأغلبية ساحقة. وفى نفس الشهر تمر الذكرى الـ58 على رحيل مصطفى باشا النحاس وهو من أعظم السياسيين فى القرن الـ20، حيث تولى منصب رئيس وزراء مصر ورئيسًا لمجلس الأمة، وساعد على تأسيس حزب الخليج 365 وكان زعيمًا له من 1927م إلى 1952 عندما تم حل الأحزاب، ساهم كذلك فى تأسيس جامعة الدول العربية، وكان إلغاء معاهدة 36 عام 1951 أحد أهم إنجازاته. هؤلاء العمالقة الثلاثة تركوا أثراً عظيماً فى تاريخ مصر النضالى ضد الاستعمار وفساد الحكم فى عصور مختلفة. فى هذا التقرير، نستعرض التناول الدرامى لهذه الشخصيات الثرية، وهل نجحت الدراما فى الكشف عن عظمة هؤلاء السياسيين. للأسف الشديد لم تقدم شخصية فؤاد باشا سراج الدين فى أعمال فنية رغم دوره السياسى والتاريخى العظيم، ورغم قراراته التى ترتب عليها تغيير كبير فى الحياة الحزبية والسياسية المصرية، فإنه لم يتم تجسيد الشخصية إلا فى مسلسل «رد قلبى» عن قصة يوسف السباعى، حيث قدم الشخصية الفنان محمد التاجى وقدمها ببراعة وتلقى عنها ردود فعل من الباشا شخصياً. وقال التاجى إن الشخصية عندما عُرضت علىّ كان شرفاً كبيراً، وللأسف الشديد لم يحدث بينى وبين الباشا لقاء، لكننى وقتها كنت من أشد المعجبين به، وتجسيد شخصيته كان حلماً، وحاولنا من خلال الماكياج أن يكون الشبه قريباً، وعندما عرض العمل، حقق مشهد قرار الباشا فى الاسماعيلية ردود فعل قوية جدا واشادة من الجميع، وهو قراره لقوات الشرطة بمواجهة الاحتلال الانجليزى ما ترتب عليه استشهاد عدد من قوات الشرطة ليصبح هذا اليوم عيداً للشرطة، أيضاً هناك مشاهد جمعت بينه وبين مصطفى باشا النحاس الذى جسد شخصيته مخلص بحيرى ضمن الأحداث، وساعدنى فى الأداء المخرج أحمد توفيق الذى قابل الباشا ونقل لى طريقة الأداء. واختتم التاجى، قائلاً: شعرت بالفخر والاعتزاز عندما تلقيت إشادة من الباشا بتجسيد الشخصية، وطلب منى أن أقدمها مرة ثانية ولكن فى هذه المرة أمسك السيجار بيدى اليسرى وليست اليمنى وهو الخطأ الذى وقعت فيه فى المسلسل، وقتها عرفت ان الدور سيكون علامة فارقة فى حياتى. شخصية الزعيم سعد زغلول من أكثر الشخصيات التى حظيت باهتمام بالغ من قِبل صُناع الدراما، حيث رصدت الدراما الكثير من كفاحه فى فترات زمنية متتالية، حتى إن صناع الدراما صوروا لحظة وفاته فى مسلسل «أم كلثوم» عندما ترك الجمهور حفل كوكب الشرق خلال غنائها، أيضاً فى فيلم «بين القصرين» جسد حزن الشعب المصرى بجميع فئاته على رحيل زعيم الأمة، ورغم أن شخصية الزعيم بها العديد من التفاصيل التى تستحق أن يفرد لها عمل كامل، فإن صناع الدراما قدموه ضمن الفترات التاريخية فى أعمالهم، ولم يتم تقديم عمل ينصف ويعبر بحق عن وطنيته. ومن أبرز النجوم الذين جسدوا الشخصية هو الفنان القدير حمدى غيث، والذى لعب شخصية سعد زغلول فى 3 أعمال فنية، ولم يخش تكرار الظهور بنفس الدور، الأولى فى مسلسل «جمهورية زفتى»، وعرض المسلسل الصعوبات التى تعرض لها لعرض مطالب المصريين على المجتمع الدولى، من تأليف يسرى الجندى، وإخراج إسماعيل عبدالحافظ. والثانية فى مسلسل «العملاق»، والذى قدم فيه علاقة الأديب الشاب فى ذلك الوقت عباس محمود العقاد بزعيم الأمة ومدى تأثره به، من تأليف عامر العقاد، وإخراج يحيى العلمى، ويتناول العمل قصة حياة الكاتب الكبير عباس محمود العقاد. وللمرة الثالثة جسد الفنان حمدى غيث، شخصية الزعيم سعد زغلول، من خلال أحداث مسلسل «طائر فى العنق»، الذى تدور أحداث المسلسل فى إطار سياسى حيث تبدأ الأحداث بمحاولة اغتيال للزعيم (سعد زغلول)، ثم تتعرض للصراعات الحزبية والنزاعات السياسية التى كانت فى تلك الفترة، كما تتعرض لحياة (صفية زغلول) ودورها فى تلك الفترة، والذى جسدته النجمة مديحة يسرى بقوة، تتناسب وشخصية صفية زغلول، وشارك فى بطولته بوسى، أحمد راتب، إبراهيم يسرى، ومن تأليف ثروت أباظة، أحمد الخطيب، وإخراج أحمد النحاس. وجسد الفنان نبيل الحلفاوى، شخصية الزعيم سعد زغلول، خلال أحداث مسلسل «حوارى وقصور» عام 2001، ويعرض المسلسل لحياة الحوارى وسكانها فى مصر أوائل القرن العشرين فى وجود الاحتلال وإحساسهم بأنهم يعملون لحساب غيرهم ولا ينالون إلا الذل والقهر بالتوازى مع الحياة داخل القصور ودور قاطنيها فى خدمة المحتل من جهة وقصور أخرى من المحبين للبلاد أمثال الزعيم سعد زغلول، الذى أظهر المسلسل كفاحه وحبه للمصريين، وجسدت دور صفية زغلول الفنانة فردوس عبدالحميد، وارتدت فيه خمسين فستاناً وأربع باروكات وإكسسوارات قيمتها تزيد على 300 ألف جنيه، وجهزت للشخصية على مدار عام كامل، وشاركتها البطولة رانيا فريد شوقى، يوسف شعبان، إخراج أحمد خضر. وفى مسلسل «مصر الجديدة» عام 2004، تناول الثورة من خلال شخصية سعد زغلول فى الأحداث والتى جسدها أحمد خليل وشاركه البطولة فردوس عبدالحميد، هدى سلطان، داليا مصطفى، أحمد راتب، ومن تأليف يسرى الجندى، وإخراج محمد فاضل. وجسد الفنان خليل مرسى شخصية سعد زغلول، فى مسلسل «مشرفة رجل هذا الزمان»، ويحكى العمل قصة حياة العالم المصرى الكبير على مصطفى مشرفة، أول عالم عربى يحصل على أعلى درجة فى العلوم عن أبحاثه فى مجال الذرة، ومن خلال أحداث العمل ظهرت شخصية الزعيم سعد زغلول. وشارك فيه بطولة العمل: أحمد شاكر عبداللطيف، منال سلامة، هنا شيحة، ومن تأليف محمد السيد عيد، وإخراج إنعام محمد على. جسد شخصية الزعيم الفنان الكبير عبدالرحمن أبوزهرة فى مسلسل «الملك فاروق» بإتقان شديد وظهر فى الحلقة الأولى، بطولة تيم حسن، وفاء عامر، عزت أبوعوف، منة فضالى، ومن تأليف لميس جابر، وإخراج حاتم على. ولعب جمال عبدالناصر شخصية الزعيم سعد زغلول فى مسلسل «قاسم أمين»، وعرض المسلسل دعم «زغلول» لقضية المرأة التى تبناها قاسم أمين، بطولة كمال أبورية، نادية رشاد، أحمد خليل، ميرنا وليد، ومن تأليف محمد السيد عيد، ومن إخراج إنعام محمد على. كذلك جسد الفنان أحمد عبدالحليم، شخصية الزعيم سعد زغلول فى فيلم «البطل»، حيث يظهر فى مشهد مهيب وهو أن البطل الذى يجسد دوره أحمد زكى من أشد المعجبين والمؤيدين للزعيم سعد زغلول ويحلم بلقائه، بطولة أحمد زكى، مصطفى قمر، محمد هنيدى، عبير صبرى، ومن تأليف مدحت العدل، وإخراج مجدى أحمد على. وجسدت النجمة محسنة توفيق شخصية أم المصريين صفية زغلول فى مسلسل «أم كلثوم» الذى كان يحكى السيرة الذاتية لكوكب الشرق، وتناول العمل لقاء جمع بينهما فى بيت الأمة، حيث دعتها للقاء بعد أن منحها الملك فاروق وسام الكمال، وكان اللقاء للتهنئة وتشجيع كوكب الشرق على مواصلة مشوارها وكشف اللقاء عن مدى وفاء أم المصرييين لزوجها الراحل حيث كانت تزوره يومياً حتى وفاته وكشف معدنها التى استحقت عنه لقب ام المصريين، وأبدعت محسنة فى تجسيد الشخصية كوجه مشرف للمرأة المصرية فى تلك الفترة. أما شخصية مصطفى النحاس باشا، صاحب تاريخ سياسى مشرف، ورأس عدة حكومات فى أصعب الظروف السياسية، والصدام المستمر مع الملك والإنجليز، وتطرقت العديد من الأعمال الفنية لشخصه، لكن لم يفرد له عملاً خاصاً رغم الجهود الكبيرة التى قدمها كونه زعيماً سياسياً من طراز رفيع. وقدم شخصيته الفنان مخلص البحيرى، ضمن أحداث مسلسل «رد قلبى» عام 1998، والذى من بطولة هدى سلطان وحسن حسنى ومحمد رياض وأحمد السقا ومجموعة كبيرة من النجوم، قصة يوسف السباعى، إخراج أحمد توفيق. وتدور أحداث المسلسل حول رب أسرة يعمل فى قصر أحد أمراء الأسرة المالكة، يربط الحب بين ابنه على وإنجى ابنة الباشا منذ الصغر، ومع مرور الأيام يصبح على ضابطاً، ويكتشف علاء شقيق إنجى العلاقة بين أخته وعلى، فيلح على والده لطرد والد على من عمله، وتتظاهر إنجى بقبول خطبة أحد الأمراء لها لتحمى حبيبها، يعتقد على أن إنجى تغدر به، وتتوالى الأحداث، ويتناول العمل الفترة مشهد قيام ثورة 19 ودور الزعيم ويتطرق بشكل فرعى لكفاحه ونهضه الشعب ضد الطغيان. وجسد الفنان فهمى الخولى، الشخصية من خلال مسلسل «أوراق مصرية»، من بطولة صلاح السعدنى وفريدة سيف النصر وفنانين آخرين، تأليف طه حسين سالم، إخراج وفيق وجدى.، ويتناول المسلسل بأجزائه الثلاثة الأحداث السياسية فى مصر بداية من حكم الملك فؤاد، ومن بعده الملك فاروق، ويعرض الصراعات فى الحرب العالمية الأولى، وحركة المقاومة الشعبية ضد المستعمر البريطانى، وحتى وفاة عبدالناصر سنة 1970. وظهرت أكبر مساحة لدور الزعيم فى مسلسل «الملك فاروق» الذى قدمه الفنان صلاح عبدالله عام 2007 فى مسلسل «الملك فاروق» وهو الدور الذى كان علامة فارقة فى مشوار صلاح عبدالله، وفى ذات الوقت قدمه بأداء راق وساعده فى ذلك التكوين الجسمانى الذى يشبه الى حد كبير التكوين الجسمانى للزعيم الراحل وتناولت الشخصية هنا العديد من الأحداث المهمة والإنجازات التى حققها ونجح العمل فى تجسيد الشخصية بنجاح، من بطولة تيم حسن ووفاء عامر وعزت أبوعوف وصلاح عبدالله، تأليف لميس جابر، إخراج حاتم على. حيث يجسد المسلسل حقبة حكم الملك فاروق الأول وحياته، بعد أن ورث عرش مصر عن أبيه الملك فؤاد وانتهى حكمه بقيام ثورة يوليو 1952 ونفى الملك فاروق إلى خارج مصر. ظهرت شخصية مصطفى النحاس فى مسلسل «ملكة فى المنفى» من خلال تجسيد الفنان محمد متولى، بشكل هامشى حيث ألقى الضوء على أهم محطاته مع الحكومة فقط والمسلسل من بطولة نادية الجندى ومحمود قابيل وكمال أبورية، تأليف راوية راشد، إخراج محمد زهير رجب، وتدور أحداثه حول قصة حياة الملكة نازلى بكل ما مرت به. لعب الفنان أحمد راتب شخصية الزعيم، خلال مسلسل «الجماعة» عام 2010، وقدمه كأبرز سياسى فى مصر فى فترة الثلاثينيات والأربعينيات من بطولة إياد نصار وحسن الرداد وعزت العلايلى وسوسن بدر وصلاح عبدالله، تأليف وحيد حامد، إخراج محمد ياسين، ويجسد المسلسل قصة حياة حسن البنا والإخوان المسلمين. بسبب وفاة أحمد راتب خلال كتابة الجزء الثانى من المسلسل، استبدل به المخرج محمد ياسين شخصية محمود الجندى، ليكمل الفترة الزمنية، وعرض المسلسلسل عام 2016، والذى شارك فى بطولته عدد كبير من النجوم منهم: صابرين ومحمد الشرنوبى ومحمود عبدالمغنى ورياض الخولى، تأليف وحيد حامد، إخراج شريف البندارى، اضطر وحيد حامد إلى كتابة جزء ثاٍن للمسلسل بعد أن فوجئ بالعديد من التفاصيل والأحداث الخاصة بجماعة الإخوان، التى يصعب بلورتها بالكامل فى 30 حلقة فقط.
مشاركة :