تصدر ملف الانقلاب في النيجر، المحادثات بين وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف ونظيره الأميركي أنتوني بلينكن في العاصمة الأميركية واشنطن حيث أكد الجانبان على تفضيل الحل السلمي بما يجنب المنطقة مخاطر الخيار العسكري. وخلال لقائه مسؤولين في مجلس الأمن القومي الأميركي أكد وزير الخارجية الجزائري رفض بلاده لأي تدخل عسكري في النيجر، وإصرارها على الخروج بحل سلمي. على الجانب الآخر أكدت واشنطن أنها لا تزال تأمل التوصل إلى حل دبلوماسي، محذرة من تداعيات عدم العودة للنظام الدستوري في النيجر، كما أعربت في سياق آخر عن تطلعها لتعزيز العلاقات مع الجزائر على المستويات السياسية والاقتصادية والأمنية. وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف، في الولايات المتحدة، لتجنيب إفريقيا حربا طاحنة، في زيارة بدعوة من نظيره الأميركي أنتوني بلينكن، ذكرت الجزائر واشنطن، بموقفها الواضح والصريح حول الانقلاب في النيجر. مرتكزة على ثقل دبلوماسي، توظف الجزائر تاريخها وخبرتها في حل الأزمات الدولية، لتفادي وقوع ما حدث في سوريا واليمن وليبيا، على حدودها الجنوبية. وتعد النيجر معبرا مهما للجزائر نحو العمق الإفريقي، باستثمارات ضخمة، في مجالات البنية التحتية وإنتاج الكهرباء والغاز… شراكة رابحة تطور التنمية في البلد الجار، الذي عانى لعقود من نهب ثرواته. والتقى أحمد عطاف، بمسؤولين كبار في مجلس الأمن القومي الأميركي، وعلى خيط رفيع في لعبة التوازن، تصر الجزائر على احترام القواعد الدولية، وإيجاد حل سلمي يقرره الشعب في دولة النيجر. موقف الجزائر تجاه انقلاب النيجر واضح: نعم للشرعية ولا للتدخل العسكري، وتسعى عبر شركائها كالولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والاتحاد الإفريقي، وعبر ثقلها الدبلوماسي في حل الأزمات الدولية، إلى تجنيب منطقة الساحل وغرب إفريقيا، مآلات حرب تجر الساحل وغرب إفريقيا إلى دمار عواقبه وخيمة. من جانبه قال رشيد علوش الباحث في الشؤون الاستراتيجية، إن الجزائر ترفض أي تغيير في دساتير الحكم في القارة الإفريقية، وقد تبنت ذلك وبينته منذ عام 1999، بناءا على وثيقة الاتحاد الإفريقي، فهي ترى أن أي تغيير في خارج نطاق الدستور سيكون له عواقب وخيمة على مجمل القارة وليس على الجزائر وحدها أو النيجر وحدها. وأضاف، كما أن الجزائر ترفض أي تدخل عسكري لأنه يضر بالمنطقة وليس الجزائر أو النيجر، وهو ما أرادت أن توضحه لأميركا ومجموعة إيكواس، ومن ثم هي تسعي لحل دبلوماسي لأزمة النيجر. وقالت فاطمة غزالي الكاتبة والمحللة السياسية، إن الموقف الأميركي ينظر للنيجر بنظرة أمنية، فهي لا تريد الدخول في صدام مع الانقلابيين، كما أنها حريصة على السعي الدبلوماسي والذي ترى أنه يأتي بنتائج أكثر من التدخل العسكري. وأضافت، هناك مخاوف أميركية من الإرهاب والجماعات المنتشرة في هذه المنطقة، وهو أمر مهم بالنسبة لأميركا ولسلامة جنوها في المنطقة، ومن ثم هي ننواصل مع الرئيس محمد بازوم من جهة وتتواصل مع قادرة الانقلاب من جهة أخرى بحثا في حلول دبلوماسية. وأشارت الباحثة إلى أن الدور الإفريقي في أزمة النيجر أقوى وأكبر من الدور الأميركي والغربي أيضا.
مشاركة :