نشرت صحيفة "إزفستيا" الروسية في 7 أغسطس الجاري مقالاً بعنوان "الإنجاز الرئيسي: الصين تلحق بركب سباق الرقائق الدقيقة". وذكر المقال أنه وفقًا لتقارير وسائل الإعلام الصينية، من المتوقع أن تطلق شركة SMEE الصينية ومقرها بلدية شانغهاي، أول آلة طباعة حجرية ضوئية بشرائح ميكروية بتقنية 28 نانومتر، وذلك قبل نهاية العام الجاري. وعلى الرغم من أن آلات الطباعة الضوئية الجديدة في الصين ستظل "متخلفة" إلى حد ما عن نظيراتها الحديثة، إلا أن التقدم الصيني السريع في هذا المجال يأتي في توقيت جيد بسبب القيود المتزايدة من الموردين الأجانب. وفي 7 أكتوبر 2022، اتخذت الإدارة الأمريكية قرارا بفرض قيود على صادرات أشباه الموصلات إلى الصين، على خلفية الاختراقات التي باتت تحققها الصين في صناعة أشباه الموصلات. يذكر أنه في صيف 2022، طورت شركة SMIC الصينية إنتاج رقائق دقيقة بتقنية معالجة 7 نانومتر، مما يجعل الصين واحدة من الشركات الرائدة في صناعة أشباه الموصلات العالمية. لكن المشكلة الرئيسية حاليا في الصين ليست تكنولوجيا إنتاج الرقائق نفسها، ولكن "إنتاج وسائل الإنتاج" لها، وهي أكثر احتكارًا من أشباه الموصلات في حد ذاتها. ومن المهم هنا آلة الطباعة الحجرية الضوئية فوق البنفسجية المتناهية (EUV) والتي تحتكرها شركة ASML الهولندية، وبدونها يكون من المستحيل إنتاج رقائق أكثر تقدمًا وحداثة وقوة. وتحاول الولايات المتحدة إنجاز مهمة مزدوجة "إبطاء وتيرة تطور صناعة أشباه الموصلات في الصين" و"تحسين وضع أمريكا في السوق العالمية". لكن الولايات المتحدة الآن متخلفة كثيرًا في هذا المجال، حيث تمثل حوالي 12% فقط من إنتاج الرقائق العالمي. ولهذه الغاية، أقرت إدارة بايدن "قانون الرقائق والعلوم"، الذي يتضمن تقديم 39 مليار دولار لتشجيع إنتاج الرقائق في الولايات المتحدة و13 مليار دولار لأبحاث وتطوير الرقائق. والمستقبل وحده هو الذي سيخبرنا بنتيجة "حرب الرقائق" هذه. لكن في الوقت الحالي، لا يبدو أن العقوبات الأمريكية قد تسببت في أضرار لا يمكن التعامل معها للصناعات الصينية. فقد نجحت الشركات الصينية في تخزين ما يكفي من المعدات والمواد لمواصلة أعمالها لفترة من الوقت. وستكون عملية خروج الصين من "عنق الزجاجة" عملية بطيئة، لكنها ستُحل بالتأكيد. كما أن الهولنديين واليابانيين ليسوا في عجلة من أمرهم لاتخاذ نفس الإجراءات الصارمة ضد الصين مثل الولايات المتحدة لأن خسارة السوق الصينية ستضر بهم بشدة. ويرى البعض أن تقييد توريد معدات أشباه الموصلات إلى الصين سيجبر الصين فقط على مضاعفة جهودها لبناء سلسلة الإنتاج الخاصة بها. وحتى لو لم يكن لدى الصين سلسلة إنتاج كاملة الآن، فهي قريبة جدًا منها. وبعد طفرة جديدة في مجال آلات الطباعة الضوئية، ستتجاوز الرقائق المنتجة في الصين المعايير المطلوبة بكثير.